السبت، 24 مايو 2014

شبهات حول صوفية حسن البنا وجماعته

مجـــــــــــــدى سعــــــــــد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله - تعالى - وخير الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

فإن بعض المحبين المُغترين بمنهج البنا الباطل وكذلك بعض حسنى النية قد يتلمسون للرجل بعض الأعذار لتبرئته من الصوفية أو على الأقل أنها كانت مرحلة أولى فى حياته ثم تاب عنها وفى المقال التالى سنعرض لبعض هذه الشبهات ونرد عليها مستعينين بالله تعالى ومستشهدين بأقوال وأفعال حسن البنا نفسه وكبار المنظرين من جماعة الإخوان، ومن أقلامهم تعرفهم. 
الشبهة الأولى
يقول إمامهم حسن البنا في رسالة التعاليم في الأصل الرابع من الأصول العشرين: "والتمائم والرقى والودع والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة علم الغيب وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته إلا ما كان آية أو قرآن أو رقية مأثورة".
وقال في النص الرابع عشر: (وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداءهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أبو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة) اهـ.
وأقول: في الفقرتين السابقتين وكما هو حال البنا يُحاول أن يكون صوفياً سلفياً، أي أنه يحاول أن يَخْلِطَ الماء بالنار كما قال شيخنا الألبانى رحمه الله تعالى، وهو بذلك يخادع الناس حتى لا يُحددوا هويته العقدية أو الفقهية، وقد كان يتهرب بحيل ذكية من أي سؤال يُوجه إليه من مريديه كما يحكى هو عن نفسه، وفى الفقرتين السابقتين يتوهم القارئ أن حسن البنا نصر مذهب السلف ضد مذهب الصوفية البدعية الشركية القبورية وهذا بالضبط ما يقصده البنا من كلامه.  
 
والحقيقة أن حسن البنا لم يُصرح في الفقرتين السابقتين بأن الشركيات مثل (دعاء غير الله تعالى والاستعانة بالمقبورين والسحر والكهانة وادعاء معرفة الغيب) لم يصرح حسن البنا بأنها شرك أكبر مخرج من الملة بل أقصى ما وصفها به أنها (كبائر أو منكر تجب محاربته) فمن زعم أن هذه الأمور من الكبائر التي لا يخرج بها صاحبها من الإسلام فهو أحد رجلين إما جاهل لا يعرف الأحكام الشرعية وإما مفتون يريد أن يضل الناس،فإن في هذين المقطعين أو الأصلين الذين كتبهما الأستاذ البنا خلط يدل على عدم تمييزه بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر والبدعة.
فمزاولة الكهانة وادعاء معرفة علم الغيب وكذلك الاستعانة بالمقبورين أياً كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم كل ذلك شرك أكبر مخرج من الملة وكذلك تعليق التمائم والودع إن اعتقد فيه أنه يدفع عنه الجن أو ما شابه ذلك كل هذا من الشرك الأكبر مع ملاحظة أن المسلم الواقع في تلك الشركيات يُعذر بجهله فلا يُكَفَر حتى تُقام عليه الحجة بواسطة العلماء.
وأما الشرك الأصغر فهو كالحلف بغير الله تعالى والرقية إذا كانت بغير المشروع ولم يكن فيها استغاثة بالجن أو غيرهم.
أما البدع فهي البناء على القبور وسترها والإضاءة لها إذا لم يصحبها دعوة للمقبورين ولا توسل بهم.
 
فالدمج بين هذه الأمور المتفاوتة في الحكم يحتمل أحد أمرين إما أنه يجهل التفصيل فيها أو أنه يعلم التفصيل فيها، فإن كان لا يعلم صار جاهلاً ولا يستقيم أن يتخذه الناس إماماً، وإن كان يعلم فهو أراد أن يخادع الناس ويُضللهم بالتهوين من الشرك الأكبر فدعاء غير الله ليس من الكبائر بل هو شرك مخرج من الملة وبالتالي فحسن البنا يهون من الشرك الأكبر ويقول عنه أنه كبيرة ولا حول ولا قوة إلى بالله
فمن زعم أن هذه الأمور مثل (مزاولة الكهانة وادعاء معرفة علم الغيب وكذلك الاستعانة بالمقبورين أياً كانوا ونداءهم لذلك وطلب قضاء الحاجات أو ما أشبه ذلك) من الكبائر التي لا يخرج بها صاحبها من الإسلام فهو أحد رجلين إما جاهل لا يعرف الأحكام الشرعية وإما مفتون يريد أن يضلل الناس.
 
ولقد انعكس هذا أي التهاون بتوحيد الألوهية واستمراء الشرك الذي يناقضه وعدم الحساسية منه وعدم اعتباره ردة يهدم الإسلام ويقوضه من أصله انعكس هذا الوضع الذي عاشه البنا في دعوته.
أولا: انعكاس ذلك على البنا نفسه: فمؤسس الحزب ومُنظر المنهج الإخوانى حسن البنا كما نقل عنه عباس السيسي في كتاب قافلة الإخوان المسلمون (1/192) تحت عنوان كلمة الاستاذ المرشد العام فى حفل الهجرة بالسيدة زينب فقد كان فضيلة الإمام حاضراً في وكر من أوكار الشرك بل من أكبر أوكاره في مصر وهو مشهد السيدة زينب ولم يذكر فيها حرفاً واحداً عن الشرك الأكبر الذي يجري في ذلك المشهد من الدعاء لغير الله والاستغاثة بغيره والنذر والذبح وغير ذلك وكأنه لم ير الطائفين حول القبر والمتمسحين به ولم يسمع الذين يرفعون أصواتهم بالدعوات للسيدة زينب طالبين منها الحاجات التي لا تطلب إلا من الله عز وجل وكأن الشيخ البنا لم يعتبر ذلك الشرك الأكبر الذي يسمعه ويشاهده حول ضريح السيدة زينب أمراً منكراً مخالفاً للشريعة الإسلامية  بل مناقضاً للإسلام وهادماً له ومقوضاً لأركانه ــ إن البنا فى هذا المقام الذى يعج بالشركيات الناقضات للإسلام ينصح نصيحة مخلصة ويشدد في رعايتها ولكن ما هذه النصيحة يا ترى إنه ينصح بتصفية السرائر وتطهير القلوب من الغل والضغينة مع أنها مفعمة بالشرك الأكبر فهل هذه خطبة من يعتبر الشرك الذي يراه ويسمعه حول ذلك الضريح مناقضاً للإسلام ؟!  أترك الجواب على هذا السؤال للقارئ.
ومن جهة أخرى فإن الله تعالى يقول: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً} ومعنى لا يشهدون الزور أي لا يشهدون الباطل.

ثانياً: انعكاس ذلك على القادة والمنظرين في هذا المنهج:
فخيرهم الساكت عنه والمقر له وإن كان الساكت عن الشرك لا خير فيه وانظر إلى قول سعيد حوى أحد قادة الإخوان ومنظريها من كتاب (تربيتنا الروحية) ص 118 ط الثانية حيث أن التصوف عند مفكري الإخوان المسلمين أخذ مدى بعيدا فروجوا للشعوذة والسحر!
قال سعيد حوى: (وقد حدثني مرة نصراني عن حادثة وقعت له شخصياً وهي حادثة مشهورة معلومة جمعني الله بصاحبها بعد أن بلغتني الحادثة من غيره وحدثني كيف أنه حضر حلقة ذكر فضربه أحد الذاكرين بالشيش في ظهره حتى خرج الشيش وحتى قبض عليه ثم سحب الشيش منه ولم يكن لذلك أثر ولا ضرر إن هذا الشيء الذي يجري في طبقات أبناء الطريقة الرفاعية هو من أعظم فضل الله على هذه الأمة)
قال سعيد حوى: (لقد تتلمذت في باب التصوف على من أظنهم أكبر علماء التصوف في عصرنا وأكثر الناس تحقيقا به وأذن لي بعض شيوخ الصوفية بالتربية وتسليك المريدين) "تربيتنا الروحية" (ص 16).
وأضاف سعيد حوى قائلا: (وإني بفضل الله مع أني مأذون على طريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة بتلقين الاسم المفرد). اهـ
والجواب عليه : إن الذكر بالاسم المفرد (الله  الله) أو (هو هو) مبتدع لم يرد في أذكار السنة الثابتة التي تولت شرح كيفية الذكر وقال شيخ الإسلام : (إن المشروع في ذكر الله هو ذكره بجملة تامة وهو المسمى بالكلام والواحد منه بالكلمة وهو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والأجر ويجذب القلوب إلى الله ومعرفته ومحبته وخشيته وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد). اهـ "العبودية" لابن تيمية (ص 58).
 

وانظر إلى عمر التلمساني المرشد العام السابق للإخوان في كتاب (شهيد المحراب) إذ يقول: (قال البعض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاءوه حياً فقط ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة النبى صلى الله عليه وسلم وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد) ص 225 و265 وهنا يزعم أنه يجوز دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته وطلب الاستغفار منه.
ويقول أيضاً: (لذا أراني أميل إلى الأخذ بالرأي القائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حياً وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم) ويقول في نفس الصفحة: (فلا داعي إذا للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامات الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء) ص226.
بل إنه يؤنب المنكرين على القبوريين فيقول أيضاً ما نصه: (فما لنا وللحملة على أولياء الله وزوارهم والداعين عند قبورهم) ص231
ويقول أيضاً (ولئن كان هواي مع أولياء الله وحبهم والتعلق بهم، ولئن كان شعوري الغامر بالأنس والبهجة في زياراتهم ومقاماتهم بما لا يخل بعقيدة التوحيد ـ هكذا ـ فإني لا أروج لا تجاه بذاته فالأمر كله من أوله إلى آخره أمر تذوق وأقول للمتشددين في الإنكار: هوناً ما فما في الأمر من شرك ولا وثنية ولا إلحاد) اهـ. ص 232
وبعد فهؤلاء هم خلفاء حسن البنا وهذه هي صوفيتهم الصريحة وهذا هو المقصود من شعارهم (سلفية صوفية)
الشبهة الثانية حول صوفية حسن البنا

يرى البعض أن البنا وصوفيته الواردة في كتاب مذكرات الدعوة والداعية كان في صغره والجواب على ذلك أن حسن البنا يعلن تمسكه بالصوفية في جميع مراحل حياته في هذا الكتاب والسؤال هو هل أعلن حسن البنا التوبة والندم من انتمائه للطريقة الحصافية الشاذلية وبدعها؟ وهل أعلن توبته وتبرؤه من البدع التي شارك فيها مع تلك الجماعة كالمشاركة في البدع كمشاركته في الحضرة التي صرح أنه يجد فيها متعته وكشده الرحال إلى قبور الأموات من الحصافية وهل تاب من مشاركته في الأذكار الجماعية؟ وهل تاب من الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الإجابة أن حسن البنا لم يعلن التوبة من كل ذلك بل إنه يذكر مشاركته في تلك البدع على سبيل الافتخار والإعجاب بغير استنكار أو رفض أو توبة وبالتالي فهو ما زال على انتمائه لتلك الطريقة. وقد بقى حسن البنا محافظا على أوراده الصوفية حتى آخر حياته كما قال أبو الحسن الندوي متحدثا عن جماعة الإخوان المسلمين  :( وكانت شخصية مؤسسها وقائدها الأول شخصية قوية ساحرة تجمع بين عدة جوانب أن كان عملاً متواصلاً وسعياً دائباً  وهمة لا يتخللها فتور  وأملاً لا يرتقى إليه يأس  جنديا ساهراً على الثغر لا يناله التعب و العناء  وكان وراء كل هذه الخصائص و السمات عامل قوي لا يُستهان به وهى تربيته الروحية  وسلوكه و رياضته  أنه كان فى أول أمره - كما صرح بنفسه - فى الطريقة الحصافية الشاذلية  وكان قد مارس أشغالها و أذكارها  ودام عليها مدة  وقد حدثني كبار رجاله و خواص أصحابه أنه بقى متمسكا بهذه الأشغال و الأوراد إلى آخر عهده  وفى زحمة أعماله ( التفسير السياسي للإسلام ص 130 132 )
 
وأما مسائل توحيد الألوهية وما يضادها من مسائل الشرك في الألوهية فلم يتطرق لها البنا في رسالة العقائد !!! فلا ذكر لحكم الاستغاثة بغير الله فضلا عن الطواف بالقبور والتبرك بها وغير ذلك !! كما يلاحظ أنه لم يورد أي إشارة تتعلق بتصحيح العقيدة والعبادة علماً وعملاً ولا إزالة الأوثان (الأضرحة) التي بليت بها البلاد وبنيت عليها المساجد ولا الدعوة إلى السنة بل ولم بتطرق لما عليه غلاة الصوفية وغيرهم من اعتقاد ألوان الربوبية في أحياء البشر وأمواتهم!
بل على العكس من ذلك فنراه في كتاب (رسائل الإمام) في باب (مناجاة) يستشهد بأدعية لأعلام الطرق الصوفية مثل السيد أحمد الرفاعي وأبي الحسن الشاذلي وابن عطاء الله السكندري والسبب واضح فالبنا هو بالفعل من الصوفية.
 
تسويغ حسن البنا للبدع الإضافية والتركية 
وفتحه باب بدع الصوفية على مصراعيه
إن حسن البنا لم يرفض البدع التركية الإضافية فيقول حسن البنا في الأصول العشرين الأصل الثاني عشر: (والبدعة الإضافية والتَّركِيَّة والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان)
إن حسن البنا بذلك لا يرفض البدع الإضافية التركية (كالحضرة والذكر الجماعي والأوراد البدعية) وإنما يجيزها ويرى أنها من باب الخلاف السائغ الذي لا يجوز الإنكار فيه وبذلك فتح الباب على مصراعيه أمام بدع الصوفية كالذكر الجماعي والحضرة والأوراد المبتدعة وغيرها من البدع ولا عجب في ذلك فحسن البنا مارس بنفسه تلك البدع الإضافية التركية مع طريقته الحصافية الشاذلية كما ذكر ذلك حسن البنا بفخر في كتابه (مذكرات الدعوة والداعية) ولم يعلن توبته ولم يتبرأ من ممارسته لتلك البدع. وإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كل بدعة ضلالة) رواه مسلم
أي الابتداع في أمور الدين والشريعة فيأتي حسن البنا الصوفي الحصافي الشاذلي فيقول كل بدعة ضلالة ما عدا البدع الإضافية و التركية مخالفاً هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا حول و لا قوة إلا بالله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه سيلي أموركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويحدثون البدعة) صححه الألباني .

ليست هناك تعليقات: