السبت، 28 يونيو 2014

موقف حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين من اليهود والنصارى

مجـــــدى سعـــــد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
يقول حسن البنا (فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) وحينما أردا القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية فقال تعالى (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) انتهى كلام حسن البنا من كتاب (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) (1/409) وعباس السيسي في كتاب (حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية)(ص 488).
 
وأقول للإمام حسن البنا رحمه الله تعالى من أين جئت بأن القرآن حض على مصافاة اليهود ومصادقتهم؟
فإن الآية الكريمة:(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هي أحسن) لا تحمل أبداً أي معنى للمصافاة والمصادقة بل هي تحمل كل معاني الخلاف والاختلاف والتمايز ولكن تأمر بالمجادلة ودعوتهم للدخول في الإسلام بالتى هي أحسن أو دفع الجزية وإلا فإن الجدال معهم يكون بالسيف حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.
فهل يستطيع أحدٌ من المتبعين لحسن البنا أن يرشدنا من أين جاء إمامهم بأن خصومتنا لليهود ليست دينية وأن القرآن حض على مصافاتهم ومصادقتهم هل جاء بذلك من قوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. التوبة:29) أم جاء بها من قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا.. المائدة:82) أم ربما جاء بهذه المعانى من قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل. والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيرا. النساء 44 و45) أو ربما فهم الإمام ذلك بثاقب فكره وعبقريته الفذة من قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين. النساء 51و52).
ثم هل أجد من منظرى ومفكرى الإخوان من يخبرنا من أين جاء إمامهم الجليل بأن القرآن: (وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً) أخبرونى بالله عليكم أين أثنى كتاب الله عز وجل على اليهود وأين هو الاتفاق الذي بيننا وبينهم أو ربما فهم ذلك بعبقريته من حديث النبى صلى الله عليه وسلم حين قال: (خالِفوا اليهودَ والنَّصارى فإنَّهم لا يُصَلُّون في خِفافِهم ولا في نِعالِهم. صحيح ابن حبان حديث رقم 2186) أو مما رواه ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم: (خالِفوا اليَهودَ وصوموا التَّاسِعَ والعاشِرَ. لطائف المعارف صفحة 108 وهو صحيح) أم مما أخرجه الذهبى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما في ميزان الاعتدال صفحة 439الجزء الأول: (اختَضِبوا وافرقوا خالفوا اليهودَ) (وفيه الحارث بن عمران ذكر من جرحه).
 
ألم يصل إلى القوم أن هناك عقيدة تسمى الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين  فإما أن يدخلوا في الإسلام مختارين أو يدفعوا الجزية أو هو القتال والسيف وفى حال قبولهم للجزية علينا أن نعاملهم بالبر (أي حُسن الخُلق) والقسط (وهو العدل) مع البغض القلبي لما هم عليه من الكفر و التكذيب لدين الله تعالى وإعلان البراءة من دينهم فأين البنا من هذه العقيدة ؟ ! قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ سورة الممتحنة  آية 4).
 
و أين هذا مما قص الله عنهم في سورة البقرة وفي سورة المائدة وغيرهما من السور؟ أين قول البنا أقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية من قوله تعالى: (من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين. البقرة:98) أنزل الله ذلك حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم من يأتيك بالوحي من الملائكة قال: جبريل، قالوا ذاك عدونا من الملائكة لو كان الذي يأتيك بالوحي ميكائيل لتابعناك.
فأنزل الله هذه الآيات فكيف يقول إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية. سبحان الله إن هذا لمن أعجب العجب أن يقرر الله عداوة اليهود له ولملائكته ورسله وجبريل وميكال ثم يقرر عداوته لهم حين قرروا هم عداوتهم لأولياء الله ثم يأتي رجل يزعم بأنه يدعوا إلى الله ويقرر حتى عدم الخصومة مع اليهود في الدين مع أن الخصومة أدق من العداوة فقد يتخاصم الإخوة فنفي الخصومة يستلزم نفي العداوة وما هو دونها. إن هذا لأمر غريب عجيب وموقف سيئ مريب فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولكن الأعجب من ذلك أن تتابع كل هذه الجموع من المسلمين هذا الرجل على باطله متابعة عمياء دون نظر أو مراجعة متخذين إياه إماماً مانحين إياه لقب الشهيد ولا يقبلون فيه جرحاً أبداً فيتعاملون معه كنبى وليس كرجل من الرجال.
 
وها هو القرضاوي أحد تلاميذ البنا الأوفياء يدعو بالرحمة للهالك بابا الفاتيكان ويدعو الله أن يعوض الأمة المسيحية فيه خيراً و يثني على جهوده في نشر المسيحية: واللقاء كان بتاريخ 3 – 4 - 2005 برنامج (الشريعة و الحياة)
فنسأل الله العافية من هذا الكلام فالقرضاوي يثني على بابا الفاتيكان لجهوده في نشر المسيحية وإخلاصه في نشر (الكفر) وأسفاره في نشر الكفر حتى لبلاد المسلمين فيشكره القرضاوي على ذلك و العياذ بالله ثم يدعو القرضاوي الله أن يرحم بابا الفاتيكان و يثيبه على نشر (الكفر) بين المسلمين ثم يزيد القرضاوي و يسأل الله أن يعوض الله الأمة المسيحية خيراً فيه بداعية آخر (للكفر) بين المسلمين ولقد عوض الله الأمة المسيحية خيراً من يوحنا بولس الثاني إنه البابا بنتكدوس الذي تعرض بالسب للرسول صلى الله عليه وسلم وقال عنه انه لم يأت إلا بكل ما هو سيئ وغير إنساني كأمره بنشر الإسلام بحد السيف فحسبنا الله ونعم الوكيل.
 
وقال القرضاوي : (أنا أقول إخواننا المسيحيين البعض ينكر عليَّ هذا كيف أقول (إخواننا)؟! (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجهٍ آخر) (برنامج الشريعة والحياة في 12/10/1997م).
ويقول: (إن بعض ما نراه من التَّعصُّب لدى بعض المسلمين قد يكون ردَّ فعلٍ لتعصُّب آخر من إخوانهم ومواطنيهم من غير المسلمين) (فتاوى معاصرة  للقرضاوي الجزء الثانى صفحة 668).
وقال القرضاوي: (أولاً نريد من الغرب قبل كل شيءٍ أن يعترف بحق الإسلام في الوجود وبحق المسلمين أن يعيشوا بإسلامهم) (غير المسلمين في المجتمع الإسلامي للقرضاوي صفحة 72).
وأقول: كيف لدين تكفل الله بحفظه ورضيه لعباده نرضى به ونعتز به كيف لنا أن نُعرض ديننا وأنفسنا للذل ونطلب اعترافهم بحق الإسلام في الوجود فإن عدم الرضا لن يزول إلا بإتباع ملتهم قال الله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة:120).
القرضاوي يُحيِّي إسرائيل !
قال القرضاوي في خطبة جمعة حول التدخين وفي الخطبة الثانية: (أيها الإخوة قبل أن أدع مقامي هذا أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية : العرب كانوا معلقين كل آمالهم على نجاح (بيريز) وقد سقط (بيريز) وهذا مما نحمد لإسرائيل نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد والشعب هو الذي يحكم ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس النسب التي تعرفها في بلادنا 99,99% ما هذا؟! إنَّه الكذب والغش والخداع لو أن الله عَرَضَ نفسَه على الناس ما أخذ هذه النسبة!! نحيي إسرائيل على ما فعلت)!  والشريط مسجل بعنوان التدخين وقد نشر كلامه بمجلة الوطن الكويتية في عددها 7072).
وعندما سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن قول القرضاوى: لو أن الله عرض نفسه على الناس...الخ. فأجاب في شريط له مسجل بقوله: (نعوذ بالله هذا يجب عليه أن يتوب وإلا فهو مرتد لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يقبل عنه ذلك وإلا وجب على حكام المسلمين أن يضربوا عنقه).
 
والقرضاوي ـ هداه الله ـ كإمامه حسن البنا تماماً يرى أن حربنا مع اليهود ليست من أجل العقيدة!
قال- غفر الله له: (جهادنا مع اليهود ليس لأنَّهم يهود ولا نرى هذا نحن لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة إنما نقاتلهم من أجل الأرض ولا نقاتل الكفار لأنهم كفار وإنما لأنهم اغتصبوا أرضنا وديارنا وأخذوها بغير حق) (مجلة الراية عدد (4696) الصادرة بتاريخ 24 شعبان 1415هـ الموافق 25 يناير 1995م)
فهو – غفر الله له – يرى أن قتال اليهود هو لأجل قطعة أرض إذا خرجوا منها فقد كفى الله المؤمنين القتال والله ربنا يقول لنا من قبل أن يغتصبوا أرضنا: (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة: 29) ويقول الله عز وجل أيضاً: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة : 193]) ويقول تعالى أيضاً: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال : 39]).

ولا أدرى ألم يسأل أحدٌ نفسه لماذا يُقدم حسن البنا هذه الخدمات الجليلة لليهود ضارباً عرض الحائط بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية ليؤسس جماعته على عدم بغض اليهود وادعاء أنه لا خصومة بين القرآن واليهود بسبب يهوديتهم ولكن المشكلة الوحيدة بيننا وبينهم إنما هى مجرد قطعة أرض كما لو كان حسن البنا يشرح لنا الإسلام من وجهة نظر يهودية.
وسوف نذكر ما قاله حسن البنا فى مدح اليهود من كتاب (حديث الثلاثاء) الذي جمعه تلاميذه من درسه الذي كان يعقده كل يوم ثلاثاء ليشرح لهم الاسلام من وجهة نظر يهودية والله تعالى هو المستعان وهو الهادى إلى سواء السبيل.
 
فيا أيها المفتونون بحسن البنا أو بغيره من المُنظرين مثل محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ أفيقوا يرحمكم الله فإن الله لم يستعبدنا إلا باتباع محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد قال جل شأنه: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153] فعليكم أن تعرضوا قولهم وقول كل أحد على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فما وجدتموه موافقاً فاقبلوه وما وجدتموه مخالفاً فردوه.
وقد حذركم رسولكم صلى الله عليه وسلم من التفرق وأخبركم بأن أمته ستفترق على ثلاثة وسبعين ملة أو فرقة أو طريقة وها أنتم أولاء تتفرقون وتتبعوا السبل فتفرقت بكم عن سبيله فعودوا إلى المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك واتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم فإن البنا أو محمد إلياس أو غيرهما لم ولن يأتوا أبداً بأهدى مما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم ولم ولن يأتوا أبداً بخيرٍ جديد لم يأت به نبيكم صلى الله عليه وسلم ولكن القوم واحسرتاه يتعاملون مع هؤلاء كما لو كانوا أنبياء فنسأل الله لنا ولهم العفو والعافية.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وأصلى وأسلم على خير خلق الله صاحب المحجة البيضاء قائد الغُر الميامين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مجــــدى سعـــــد.

ليست هناك تعليقات: