الاثنين، 9 يونيو 2014

فقه الإخوان المسلمين

مجـــــــــــدى سعـــــــــد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله -تعالى - وخير الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
من أشهر من يتصدرون للفتوى من رجال الإخوان المسلمين في العصر الحديث يوسف القرضاوى وهو يشغل منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقد انتمى القرضاوي لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح من قياداتها المعروفين ويعتبر القرضاوى منظر الجماعة الأول، كما عُرض عليه تولي منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كممثل للإخوان في قطر إلي أن استعفي من العمل التنظيمي في الإخوان.
 
منهج القرضاوي في الفتاوى:
وأما منهج القرضاوي في الفتاوى فيلخصه بنفسه بقوله: (إننا أحوج ما نكون إلى التوسعة على الناس وهذا ما اخترته لنفسي) [الفتاوى بين الانضباط والتسيب" للقرضاوي (ص 113)].
وربما كانت كلمة التوسعة كلمة تقع وقعاً حسناً على أسماع الناس اليوم ولكنى سوف أذكر لكم طرفاً من هذه التوسعة لكي نعلم إلى أي مدى نستطيع أن نعتد بفتاوى القرضاوي – هداه الله – فعلى سبيل المثال لا الحصر:

(أ) فتاوى القرضاوى حول الديمقراطية
قال القرضاوى هداه الله: (أنا من المطالبين بالديمقراطية بوصفها الوسيلة الميسورة والمنضبطة لتحقيق هدفنا في الحياة الكريمة) [فتاوى معاصرة للقرضاوي (2/650].
وقال -أيضا -: (إن جوهر الديمقراطية أن يختار للناس من يحكمهم ويسوس أمرهم وألا يفرض عليهم رأي يكرهونه) [فتاوى معاصرة" للقرضاوي (2/650]. واقول إن فى شريعة الإسلام كثير من الأحكام التى يكرهها الناس فهل ستسير شريعة الله تبعاً لأهواء الناس فلا نفرض على الناس إلا ما تهواه نفوسهم.
 
ثم يضيف القرضاوى قائلاً: (الواقع إن الذي يتأمل جوهر الديمقراطية يجد أنه من صميم الإسلام) [فتاوى معاصرة" للقرضاوي (2/650].
وهذا القول ظاهر الفساد والتضليل فما ذكره القرضاوى ليس إلا مظهراً من مظاهر الديمقراطية، وإنما الديمقراطية هي – في جوهرها – رفض (الثيوقراطية) أي سلطة الدين والحكم باسم الله في الأرض. فهي الوجه الآخر للعلمانية) [جهادنا الثقافي" (ص 54) جمال سلطان].
وما دام الشيخ يؤمن بالديمقراطية فهو لا شك يؤمن بملحقاتها وهي قيام الأحزاب.

(ب) الشيخ القرضاوي يؤمن بقيام الأحزاب
يقول القرضاوى ـ هداه الله ـ : (رأيي الذي أعلنه من سنين في محاضرات عامة ولقاءات خاصة: أنه لا يوجد مانع شرعي من وجود أكثر من حزب سياسي داخل الدولة إذ المنع الشرعي يحتاج إلى نص ولا نص)[ فتاوى معاصرة " (2/652)].
 
وأقول: إن هذه الأحزاب التي يطالب القرضاوى بتشجيع قيامها عامل مهم في تفريق الأمة والله تبارك وتعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) [الأنعام: 159]. ويقول سبحانه أيضاً: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ) [الأنفال: 46] ويقول سبحانه: (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين – من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) [الروم:31،32]
 
(ج) فتاوى القرضاوي تبيح الاختلاط
قال غفر الله له: (دخلت معجمنا الحديث كلمات أصبح لها دلالات لم تكن لها من قبل من ذلك كلمة "الاختلاط" بين الرجل والمرأة) [ملامح المجتمع المسلم" للقرضاوي (ص 368).].
ثم قال: (والخلاصة: أن اللقاء بين بالرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرماً بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل من عمل صالح أو مشروع خير أو جهاد لازم أو غير ذلك) [ملامح المجتمع المسلم" للقرضاوي (ص 368).].
وقال أيضاً: (أود أن أقول هنا بصراحة: إن العمل الإسلامي قد تسربت إليه أفكار متشددة غدت هي التي تحكم العلاقة بين الرجال والنساء وتأخذ بأشد الأقوال تضييقاً في هذه المسألة) [أولويات الحركات الإسلامية" للقرضاوي (ص 391).].
 
(د) القرضاوي: يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل بالتمثيل
قال القرضاوى هداه الله: (إن اشتراك المرأة المسلمة في التمثيل أمرٌ ضروري لابد منه)[ مجلة المجتمع الكويتية] ثم ذكر شروطاً لهذا التمثيل تثير الضحك من العامة فضلاً عن أهل العلم فيقول القرضاوي: ولاشتراك المرأة في التمثيل عدد من الضوابط أهمها :
1) أن يكون اشتراكها ضرورياً.
2) أن تظهر بلباس الإسلام ولا تظهر المساحيق.
3) أن يراعي المخرج والمصور عدم إبراز مفاتنها والتركيز عليها في التصوير.
4) أن تتفوه بالكلام الحسن وتبتعد عن الفاحش. [مجلة المجتمع الكويتية]
 
(س) القرضاوي يرى إباحة سماع الأغاني
قال القرضاوي هداه الله: (من اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الأذان: الغناء وقد أباحه الإسلام ما لم يشمل على فحش أو خناء أو تحريض على إثم ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى الغير المثيرة) [الحلال والحرام" للقرضاوي (ص 391)].
[أجرت "مجلة الراية" حواراً مع القرضاوي في عددها (597) الصادر في 20 جمادي الأولى 1419 جاء في ذلك الحوار أن المحاور قال في أثناء حواره للقرضاوي: (وتناهى إلى سمعي صوت غناء قادم من داخل منزل الشيخ القرضاوي فضحكت وأنا أقول لمن يستمع الشيخ القرضاوي)؟ فأجاب بقوله: (الحقيقة أنا مشغول عن سماع الغناء لكني أستمع إلى عبد الوهاب وهو يغني (البُلبُل) أو (يا سماء الشرق جُودي بالضياء) أو (أخي جاوز الظالمون المدى) واستمع أحياناً إلى أم كلثوم في (نهج البُردة) أو (سلوا لُىَّ سلا وتابا) واستمع بحب وأتأثر بشدة بصوت فائزة أحمد خاصة وهي تغني الأغنيات الخاصة بالأسرة (ست الحبايب) و(يا حبيبي يا خويا ويا بو عيالي) و(بيت العز يا بتنا على بابك عنبتنا) وهذه أغنية لطيفة جداً إلى أن قال: صوت فائزة أحمد وهي تغني (ست الحبايب) ليست فيه إثارة صوت شادية وهي تغني (يا دبلة الخطوبة عقبى لنا كلنا يا معجباني يا غالي) فهذه أغنية نسمعها في الأفراح والأعراس. وأيضاً فيروز أحب سماعها في أغنية (القدس) وأغنية (مكة) لكن لا أتابعها في الأغاني العاطفية ليس لأنها حرام وإنما لأنني مشغول)].
 
وارجو أن تتأملوا معى قول القرضاوي: (نريد من الفكر الجديد أن يهيل التراب على المشكلات التاريخية التي شغلت الفكر الإسلامي في وقت من الأوقات وبددت طاقته في غير طائل: مشكلة الذات والصفات هل الصفات هي عين الذات أو غيرها؟ أو هي لا عين ولا غير؟ مشكلة خلق القرآن وما ترتب عليها من محنة لأئمة الإسلام المبالغة في الكلام حول التأويل وعدمه بين السلف والخلف والطعن على الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم على نهجهم من رجال الجامعات الدينية في العالم الإسلامي: الأزهر والزيتونة والقرويين وديوبند، وغيرها) [أولويات الحركة الإسلامية: ص 100].
 
وأقول: كم أنت مسكين أيها الإمام العظيم أحمد بن حنبل رحمك الله تعالى فلو كان لديك شيخاً إماماً مثل العلامة يوسف القرضاوى أو الإمام (الشهيد) حسن البنا لتعلمت منهما ألا تهتم بأمور لا طائل من وراءها ولما تحملت أيها الإمام أحمد كل هذا العذاب والسجن وبددت طاقتك بلا طائل بسبب مسألة خلق القرآن ولما بدد أئمة الإسلام وقتهم في الكلام عن الصفات وعقائد الأشاعرة والماتريدية الشيعة وغير ذلك من المسائل التي اكتشف العلامة القرضاوى وقبله إمامه حسن البنا أنها مسائل لا طائل من ورائها غير تفريق كلمة الأمة وشق صفها وكان الأولى بكل هؤلاء الأئمة أن يعذر بعضهم بعضاً فيما اختلفوا فيه ولا يتكلموا في كل هذه المسائل التي ضيعوا فيها جهود الأمة ولكن للأسف جاء الإمام حسن البنا والعلامة يوسف القرضاوى متأخرين قليلاً فضاعت أمة الإسلام من قبلهم ولم يهتدوا.
اسأل الله أن يكفينا شر علماء السوء ففتنتهم أشد وطأة وتأثيراً على عقائد المسلمين من كل ما عداها من الفتن، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: