السبت، 30 أغسطس 2014

عقيدة حسن البنا على لسان حسن البنا

   كان حسن البنا أشعريا حتى النخاع وغالب الأمر أن حسن البنا لم يكن يعلم ما هو مذهب السلف .. فمذهب السلف : ( تصديق الخبر -  وتنفيذ الطلب -  وتقديم النقل على العقل  -  الإيمان بكل ما ورد عن الله تبارك وتعالى فى الصفات )
 

فالمعنى واضح ومعلوم والكيف مجهول (لكن توجد كيفية حقيقية والله أعلم بها) ( ما هى كيفية الاستواء ؟ الله أعلم .. ما هو شكل العرش ؟  الله أعلم فانا لم أره .. ولم يخبرنى الله بذلك .. ولكن هناك عرش ؟ نعم هناك عرش ...  واستواء على العرش ؟   نعم  ... وهذا الاستواء له كيفيه ؟  نعم له كيفيه ولكننى لا أعلمها  لأننى لا علم لى إلا ما علمنيه الله  ... معنى الاستواء : على واستوى فوق عرشه واضح المعنى .. محكم المعنى ... متشابه فى الكيفية ) وهذا مذهب السلف الصالح .
 يقول البنا فى رسائله تحت عنوان مذهب السلف فى آيات الصفات وأحاديثها : 
أما السلف رضوان الله عليهم فقالوا فى آيات الصفات وأحاديثها : نؤمن بهذه   الآيات والأحاديث كما وردت  ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى .. فهم يثبتون اليد والأعين والاستواء والضحك والتعجب وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله سبحانه وتعالى الإحاطة بعلمها ( وهنا فوض حسن البنا معنى الصفات ولم يفوض الكيف وادعى أن هذا مذهب السلف..إذاً فهو لم يكن يفهم مذهب السلف ) 
ويكمل البنا شرح فهمه لمذهب السلف قائلاً : ولا سيما وقد نهينا عن ذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم : تفكروا فى خلق الله ولا تتفكروا فى الله فإنكم لن تقدروا قدره ( وهنا افترى البنا على رسول الله حين قال أن الرسول نهانا أن نتكلم عن هذه المعانى والنبى صلى الله عليه وسلم  قال تفكروا ولا تتفكروا )  وهنا يتضح مذهب السلف فى الأسماء والصفات عند حسن البنا وهو مذهب التفويض الذى نشأ أصلا من جهل الخلف بمذهب السلف ففهم الخلف أن هذه الآيات ليس لها معنى ولا يصح أن يعتقد مسلم أن هناك كلام لله بلا معنى يفهمه فيفوض المعنى إلى الله عز وجل  ثم يقول البنا : أنا قدمت لكم مذهب السلف فى الأسماء والصفات رضوان الله عليهم يؤمنون بآيات الصفات وأحاديثها كما وردت ويتركون بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى مع اعتقادهم بتنزيه الله عز وجل عن المشابهة لخلقه (وهنا اتضح أن البنا يعتقد أن إثبات الصفات لله تشبيه لله بخلقه)  فأما الخلف فقد قالوا : إننا نقطع بأن معانى ألفاظ هذه الآيات والأحاديث لا يراد بها ظواهرها وعلى ذلك فهى مجازات فلا مانع من تأويلها فأخذوا يؤولون الوجه بالذات واليد بالقدرة وما إلى ذلك هربا من شبهة التشبيه وإليك نماذج من أقوالهم (وأخذ يذكر كلام الفخر الرازى وغيره) ومن أجل أن يجمع البنا الأمة حوله يقوم بمزج مذهب السلف – حسب فهمه هو – مع مذهب الخلف فقال : وإلى هنا وضح أمامك طريق السلف وطريق الخلف وقد كان هذان الطريقان مثار خلاف شديد بين علماء الكلام من أئمة المسلمين وأخذ كل يدعم مذهبه بالحجج والأدلة (كأنه لا يعجبه مذهب السلف ولا الخلف)  ولو بحثت الأمر لعلمت أن مسافة الخلف بين الطريقتين لا تحتمل شيئا  وأن البحث فى مثل هذا الشأن مهما طال فيه القول لا يؤدى فى النهاية إلا إلى نتيجة واحدة هى التفويض لله تبارك وتعالى ( فهو لم يأخذ بمذهب السلف ولا مذهب الخلف ولكن أخذ بمذهب التفويض وهو مذهب حسن البنا ) ( ولكن هذا ليس هو فى الحقيقة اعتقاد حسن البنا فالبنا أشعرى حتى النخاع ولكنه يخدع الناس فاسمع ما يقول البنا فيما يلى : ( إن رأى السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعانى إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالإتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان وأثلج قلبه برد اليقين فلا تعدل به بديلا ).

( وانظر إلى البنا حيث ينقل عن يحيى بن معاذ الرازى) يقول : أخبرنى عن الله عز وجل : فقال إله واحد فقيل كيف هو : فقال ملك قادر (المفروض أن يقول الله اعلم فنحن لا نعلم كيف هو)  فقيل أين هو ؟  فقال هو بالمرصاد ( المفروض أن يقول فى السماء مستوى على عرشه )( الرسول يسأل الجارية أين الله ؟ فقالت فى السماء قال اعتقوها فإنها مؤمنة ولكن حسن البنا جاءنا بحديث أين الله ؟ بالمرصاد ) فقال السائل : لم أسألك عن هذا .. قال ما كان غير هذا كان صفة المخلوق وأما صفته فما أخبرتك عنه (فهذه عقيدة البنا فى الصفات ) .

يقول البنا : عقيدتنا فى الأسماء الحسنى : الخالق المتصرف جل وعلا (المتصرف ليست من أسماء الله) تعرف إلى خلقه بأسماء وصفات تليق بجلاله يحسن للمؤمن حفظها تبركاً وتلذذاً بذكرها (وهذه مصطلحات المريد الصوفى ) ولكن العابد يذكر هذه الأسماء على حسب الدعاء المدعو به وليس للتلذذ بذكرها ) وتعظيما لذكرها وإليك الحديث الصحيح الذى جمعها فنعم المعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ونعم المرشد الهادى لسان الوحى ومشكاة النبوة : ( عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا لا يحفظها أحدا إلا دخل الجنة ( هذه رواية مسلم ) وهو وتر يحب الوتر ..  رواه البخارى ومسلم   من أحصاها وفى رواية الترمذى زاد فيه هو الله الذى لا إله إلا هو ( ثم ذكر البنا الأسماء المشهورة وفيها 21 اسم خطأ من اول الرحمن الرحيم وحتى  الرشيد الصبور ) ( وهنا فحسن البنا يعتقد أن الأسماء المشهورة صحيحة رغم أن بها 21 اسما غير واردة فى كتاب أو سنة صحيحة .. وهذه الأسماء فى الحديث ليست مرفوعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم ولكنها مدرجة فى الحديث من كلام الراوى ولم يقلها النبى صلى الله عليه وسلم )
( ولذلك رفض الاخوان الإقرار بالأسماء التوقيفية المجموعة من الكتاب والسنة لأن معنى ذلك أن كلام البنا فى هذه المسألة باطل فرفض المرشد العام للإخوان الموافقة على هذه الأسماء ومنع الجماعة من نشرها ).

 ثم يقول حسن البنا تحت عنوان التوقيف فى أسماء الله وصفاته : وأعلم أن جمهور المسلمين على أنه لا يصح أن نطلق على الله تبارك وتعالى اسما أو وصفا لم يرد به الشرع بقصد اتخاذه اسما له تعالى وإن كان يشعر بالكمال . ( وقوله هنا شبيه بما يقول برهامى وجماعته ... ولكن مشكلة حسن البنا أنه يظن أن الأسماء المشهورة التى وردت فى الحديث مرفوعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم )   فلا يصح أن نقول مهندس الكون الأعظم ولا المدبر العام لشئون الخلق على أن تكون هذه أسماء وصفات الله تعالى يصطلح عليها ويتفق على إطلاقها ولكنها أسماء توقيفية وتذكر الأسماء التوقيفية تأدبا مع الله عز وجل  ( وهذا  معتقد الأشعرية ) ( أما مجموعة برهامى فتقول بجواز الاشتقاق بشرط  الكمال )  ( وهذا مذهب المعتزلة وهو مذهب فاسد ويتمسك به برهامى وجماعته على أنه مذهب السلف الصالح  )
والآن هل حسن البنا أشعرى أم هو مفوض ؟
( فقد اتضح أن حسن البنا أصلا كان يجهل مذهب السلف وكان يظن أن مذهبهم التفويض .. وهو لا يقول بالتفويض والدليل : عندما أراد أن يتكلم عن مجمل صفات الله فى القرآن قال : أشارت آيات القرآن الكريم إلى بعض صفات الله الواجبة والتى يقتضيها كمال الألوهية :
( الصفات السلبية الأشعرية الجهمية) : القِدم - البقاء – القيام بالنفس – المخالفة للحوادث -  الوحدانية.
 ( والصواب فى الصفات : أن تصدق بخبره تصديقا يقينيا على ما أخبر الله ورسوله )
1 و2-  قدم الله وبقائه ( أصلا الدليل على هذه الصفة عند أصحاب العقيدة الأشعرية دليلا عقليا محضا.. ولكن حسن البنا تدليسا يأتى للتدليل عليها بأية : (هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم) رغم أنها ليست دليلا على هذه الصفة ولكن حتى يشعر أتباعه أنه على مذهب السلف ويستدل بالكتاب والسنة  )
3 – قيام الله تعالى بنفسه  وذكر الدليل على ذلك : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد .
4 – المخالفة للحوادث .
5 – الوحدانية .
 ( الصفات المعنوية السبعة عند الأشعرية : الحادث يدل على القدرة – والتخصيص يدل على الإرادة  - والإتقان يدل على العلم – وهذه الثلاثة لا تكون إلا فى حى والحى لابد أن يكون سميعا بصيرا متكلما ) وأدلة الأشعرية على كل هذه الصفات أدلة عقلية محضة .. فنقل  البنا فكرة هذه الصفات من الأشعرية  وهى عند الأشعرية مسألة عقلية محضة ولكنه يُتبع هذه الصفات بآيات لا تدل عليها حتى يشعر القارئ  الجاهل أنه يعتمد على الكتاب والسنة  .
1 -  قدرة الله تعالى :  فذكر البنا الآية : ( يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى  ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم من بعد علم شيئا .    
2 – الإرادة : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
 3 -  العلم : يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها
4 -  الحياة : الله لا إله إلا هو الحى القيوم
5 – السمع : قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما
6 – البصر : يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ...  إن الله هو  السميع البصير.
7 – الكلام (كلام الله تعالى ) : وكلم الله موسى تكليما .

ليست هناك تعليقات: