السبت، 30 أغسطس 2014

حقيقـــة فكـــر حســـن البنـــا

الأمة الإسلامية واقعة تحت تأثير أفكار عفنة خلفتها الصوفية وخلفتها العقائد الباطلة كالأشعرية وعقيدة الشيعة وعقيدة الخوارج وكثير من الفرق الضالة هذه التأثيرات تمثل الآن أوجة فكرية فى جسد الأمة الإسلامية وإن لم نتخلص من هذه الأمراض الفكرية فلا يمكن أن تستقيم الأمة بأى حال من الأحوال ..
فإن الفكر الصوفى قد  استشرى فى الأمة الإسلامية على مدار قرون طويلة .. فلا توجد طريقة صوفية فى العالم اجمع الآن إلا وهى متأثرة بالمنهج البدعى الذى أصله وأسس له أقطاب الصوفية الأربعة ثم القطب الأعظم عندهم والذى جاء بعد الأقطاب الأربعة ( أبو الحسن الشاذلى ) : وهو أنهم يقسمون الناس إلى ثلاثة أصناف : عامة – وخاصة -  وخاصة الخاصة  .
أما العامة : فهم العابدون الذين يعبدون الله طمعا فى جنته وخوفا من ناره وهؤلاء هم العامة الذين يتقيدون بالدليل وقال الله وقال الرسول .. فهؤلاء عند الصوفية عوام يعبدون الله لبطونهم  وهو متقيد بالذكر النبوى .. بأذكار الصباح والمساء .. بطريقة محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الطريقة عند الصوفية هى طريقة العابدين أو طريقة العامة  .
وأما الخاصة : فهم المريدون الذين يعبدون الله لا طمعا فى جنة ولا خوفا من نار .. لا يتقيدون بالأذكار التى دعا إليها نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم  وإنما يرددون أورادا من صنع مشايخهم أو العارفين منهم أو شيخ الطريقة أو الخليفة .... فهو لا يتقيد بكتاب وسنة .. فالكتاب والسنة توصل للجنة وتنجى من النار .. وهو ليس براغب فى جنة ولا خائف من نار .. بل هو راغب فى ذات الله عز وجل  .. وفى الاتحاد مع الذات .. فى محبة الذات الإلهية  .. فى ذكر الله دون نظر إلى جنة أو نار دون تقيد بنصوص .. فيضعوا الأوراد .. فأصل الأوراد الصوفية أنها موضوعة للمريدين وليس للعابدين ... والمريد هو الذى يذكر الله ذكرا مفردا : ( إما يقول : الله الله الله أو يقول هو هو هو أو يقول أه أه أه  )  وحتى لو كان فى ذكرهم بعض الآيات فهى  للتلبيس على الناس فهم فى الحقيقة يذكرون الله ذكرا مفردا حتى لا يذكرون غيره ..يقولون نحن شهود الحق سبحانه وتعالى فى الذكر .. فهم يقولون نحن نخاف أن نقول لا إله إلا الله بل نقول الله أو هو : مخافة أن نموت بين النفى والإثبات ( فلو قلت لا إله يمكن أن أموت قبل أن أقول إلا الله ) .. فهؤلاء هم المريدون الذين يعبدون الله لا طمعا فى جنة ولا خوفا من نار بل حبا فى ذات الله .


















وأما خاصة الخاصة : فهم العارفون وكل شيخ طريقة يلقب بالعارف بالله  .. فكلمة العارف كاصطلاح صوفى كلمة باطلة : فالعارف عندهم هو الذى يعبد الله لا طمعا فى جنة ولا خوفا من نار ولا يعبد الله حبا فى الذات .. .. فبالنسبة له ليست هناك عبادة أصلا لأن العابد والمعبود حلا محل بعضهما البعض واتحدا سويا فحدث الحلول والاتحاد فهو ينادى على الله ويقول : يا أنا !!  لذلك هم يفسرون لا إله إلا الله بغير منطق وتفسير العابدين أو العامة :( لا معبود بحق إلا الله ) ولكن يفسرون لا إله إلا الله على منطق المريدين : ( لا هو إلا هو ) ولكن على منطق العارفين ( لا أنا إلا أنا ) .. يقولون ليس هناك فى الكون أحد غيره أصلا .. انا وهو واحد .. وعلى ذلك فهم يقولون بالحلول والاتحاد كما يقول الشيخ الهروى أن الناسوت أصبح لاهوتا واللاهوت أصبح ناسوتا كعقيدة النصارى .
فكل عارف من الصوفية يقول بالحلول والاتحاد .. وليس كما يظن عامة الناس أن توحيد الخاصة هو توحيد المرسلين بل هو توحيد باطل  فيه اتحاد بالذات الإلهية ويرتقى أكثر وأكثر عندما يصل إلى فلسفة ابن عربى فى أن العالم كله هو الله وأن الله خرج فى صورة الناس فأصبح العالم كله على كثرته وحدة واحدة  .. فهذا الذى تراه نصرانيا ليس نصرانيا بل هو الله متجليا فى صورة النصرانى .. وهذا الذى تراه وثنا .. ليس بوثن ولكنه هو الله متجليا فى صورة صنم  .. فالذين عبدوا الصنم ما عبدوا غير الله  ... وهذا هو كلام ابن عربى .. وهذا منطق العارفين وأصحاب وحدة الوجود  ..
هذا هو واقع الصوفية شاء من شاء وأبى من أبى علم من علم أو جهل من جهل  .. فإن اغلب إخواننا الدعاة الموجودون على الساحة وبسبب عدم التخصص وعدم دراسة الصوفية يجهلون حقيقة الصوفية .. لذلك تجد جميع شيوخ الصوفية مكتوبا على قبورهم ( سيدى العارف بالله فلان ) ... هذا الكلام يجهله معظم من على الساحة من الدعاة ويظهر ذلك فى مواقف وشروح وتعليقات الكثير من الدعاة أمثال  الشيخ محمد حسين يعقوب فى شرحه لمدارك السالكين ومحمد حسان ..وكثير من رجال وعلماء الأزهر لا يعلمون هذه الحقائق .. أما بسبب جهلهم وعدم  دراسة الصوفية وإما بسبب أنهم التصقوا بالتصوف وعاشوا معه ... وكذلك كان الشيخ حسن البنا ....وهذه حقيقة لا يجب أن ينكرها منصف ولكنه الاستكبار عن الحق وعدم الخضوع له  ...   ..  فكل من يتكلم فى الصوفية ينشئ صوفية فى ذهنه على حسب تصوره وليس على حسب حقيقة الناس فهو فى الحقيقة لا يفهم الصوفية ولا يعرفها  ... لذلك إذا سمعت احد الدعاة يتكلم عن الصوفية يتكلم على أنها : تربية وأخلاق وروحانيات .. والحقيقة غير ذلك تماما .

فرض الواقع الآن فى العالم كله الحديث عن جماعة الاخوان المسلمين ... والإخوان المسلمون ليس بيننا وبينهم إلا الكتاب والسنة ... ولا يوجد شئ  شخصى  أو مشاعر شخصية تجاههم  .. ولكن الله تعالى قد أخذ العهد وألزم أهل العلم بقول كلمة الحق والنصح للخلق وقال : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) .. فكلمة الحق النطق بها واجب ولو كانت سببا فى مقتل قائلها أو كانت سببا فى أن يعادى قائلها آلاف الخلق بسبب جهلهم أو غيره ... والقائل بالحق يتمنى أن يهتدى الناس إلى الصواب وخاصة المتولى للولاية العامة منهم  ...
و لن نتحدث هنا عن جماعة الاخوان كما تحدث الكثيرون عنهم .. فنحن نريد أن نعرف ونحدد للناس : ماذا يريد الاخوان بالضبط ؟  ما هو التصور الذى  وضعه مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا ( رحمه الله ) .. فحسن البنا قد أفضى إلى ما قدم  - نيته قد تكون طيبة -  نعم بدون شك قد تكون النية طيبة ولو كانت كذلك فالله خير من يغفر وأكرم من يجازى ويعفو . . ولكن النية الطيبة ليست مبررا لأن يسير الإنسان فى طريق البدع ويدعو الناس إلى طريق البدع تحت مسمى النية الطيبة ... فالشخص إن لم يكن متقيدا بكتاب الله وسنة رسوله فعمله مردود عليه مهما كان شأنه .. ولكى نتعرف على نشأة حسن البنا وكيف نشأت لديه فكرة جمعية الإخوان المسلمين سنقرأ فى مقالات قادمة كلام حسن البنا نفسه عن نفسه فى كتابه (مذكرات الدعوة والداعية) فلا نحكم على حسن البنا إلا من خلال كلام حسن البنا نفسه ولكننا سنزنه بميزان الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضى الله عنهم .. فإلى المقال التالى .....

ليست هناك تعليقات: