الثلاثاء، 8 يوليو 2014

الإخوان والإفلاس السياسى - الإخوان المسلمون فى سوريا

 لقد هرمت قيادات حزب الإخوان المسلمين وشاخت .. وشابت .. وبلغت من العمر عتيّاً .. لكنهم في كل يوم يثبتون للناس وبجدارة واقتدار أنهم لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية المتخلفة .. وفي أغبى صورها ومعانيها .. ولا غرابة إذ من يفقد صفاء المنهج والاعتقاد والتصور .. يفقد الوعي والنضج السياسيين .. ولو عاش قروناً .. ومهما مرت به من أحوال وعركته المواقف والأحداث فهو قليل الاستفادة والاعتبار منها ! 

  ولكى لا يظن ظانٌ أننا نُلقى الكلام على عواهنه كرهاً للقوم فسنضرب لكم أمثلة على ذلك من تاريخ جماعة الإخوان فى مصر وغيرها من الدول وإن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً وهى أكبر وأكثر من أن تُحصى وسنرى بوضوح هذه الدروشة والمراهقة السياسية بوضوح تام فى الأمثلة التى سوف نختارها فى هذه المقالة والمقالات التالية لها بإذن الله تعالى. 

وسوف نبدأ مستعينين بالله تعالى مُذكرين بأحداث لا يبج أن تُنسى قد عاشها المسلمون بمن فيهم الإخوان فى سوريا الشام الحبيبة   
 عبد الحليم خدام وعلي صدر الدين البيانوني
إن تاريخ الإخوان المسلمين لا يمكن أن ينسى أبداً تحالف الإخوان المسلمين السوريين بقيادة مراقبهم علي البيانوني مع المجرم عبد الحليم خدام فيم عُرِف حينها بما سموه " جبهة الخلاص الوطني " لتحرير سورية .. ولا أظن أنني بحاجة لأن أدلل على بشاعة جرائم " خدام " التي اقترفتها يداه النجستان على مدار ما يزيد عن الأربعين عام بحق الإسلام أولاً .. ثم بحق الشعب السوري المسلم ثانياً .. ثم بحق جماعة الإخوان ذاتها .. فقد كان هذا المجرم الزنيم هو العين واليد والرجل .. لشخص الطاغية الهالك " حافظ الأسد " وحزبه وطائفته .. وقد كان شريكاً له في جميع جرائمه ومجازره التي ارتكبها بحق سوريا أرضاً وشعباً .
واستمر " خدام " يخدم النظام النصيري البعثى الطائفي طوال عهد الطاغية الهالك حافظ الأسد ثم تمتد هذه الخدمات أيضاً لعدة سنوات من عهد الولد " بشار الأسد " الذى وَرِثَ عن جدارة طغيان وكفر وظلم والده .. ثم حين انتهى خيره وعطاؤه .. ونشبت الخلافات مع النظام الحاكم وأركانه على شئٍ من الغنائم المغتصبة والمنهوبة من الشعب السوري .. لفظته بقية العصابة الحاكمة .. بعد طول تلك الخدمة الوفية .. وما إن تمكن الرجل من الهروب والخروج من سورية .. إلا وقفز إليه الإخوان المسلمون سراعاً فراداً وجماعات .. وكأنهم وجدوا ـ في هذا المجرم ـ ضالتهم الذي سينقذهم من ظلم وطغيان النظام السوري .. ليحدثوا معه ذلك التحالف والتزاوج تحت مسمى " جبهة الخلاص الوطني "، وكان ذلك في عام 2006 م .. فعقدوا معه الندوات والمؤتمرات .. وكأنه فتح من الفتوحات .. والذي به ستُفتح سورية وتحرر من أغلال وظلم النظام الحاكم !
وللعاقل أن يسأل لماذا فعل الإخوان ذلك؟ هل كانوا يحتاجون لخدمات خدام؟ لا والله إنهم لا يحتاجون لخدامٍ ولا لخدماته بل على العكس تماماً فقد كان " عبد الحليم خدام " يحتاجهم حاجة ماسة حيث أن الرجل بشخصيته وبسيرته ومواقفه الملوثة بمجازر وجرائم حزب البعث النصيري الطائفي .. وبنجاساته التي لا تُطهرها مياه المحيطات والبحار. إذاً فإن خدام بعد كل هذه السيرة الخائنة النجسة .. يحتاج إلى من يطهره وينظفه ويُطليه ويُظهره أمام الرأي العام وأمام الشعب السوري المقهور والمكبل .. أنه معارض شريف .. وأنه الأمل المُرتجى الذي يترقبه الشعب السوري .. وهو لم يجد لهذه المهمة القذرة المقززة سوى الإخوان المسلمين .. المغفلين والدراويش .. الذين قاموا من قبل بعملية غسيل وتنظيف وطلاء مماثلة للأحزاب الشيوعية العلمانية المنبوذة والمجهولة على مستوى الشارع السوري في تحالفهم المشؤوم معها ـ في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم ـ فيم يُسمى وعُرِف في حينها بـ " بالتحالف الوطني لتحرير سورية " الذي جمع جميع أطياف الكفر والزندقة والإلحاد على الساحة السورية مع الإخوان المسلمين!. 
وبعد أن شاع أمر تحالف الإخوان مع خدام قام اليهود الصهاينة بالعدوان على غزّة   فسارع الإخوان المسلمون السوريون إلى نقض ما اتفقوا وتحالفوا عليه مع "خدّام" في جبهة الخلاص الوطني وأعلنوا عن إيقاف معارضتهم للنظام السوري الحاكم وعن إصدار أي بيان أو كلمة نقد للنظام بزعم دعمهم لجبهة الممانعة والتي يتزعمها النظام البعثي النصيري الحاكم في سورية .. فنسوا ـ أو تناسوا ـ جرائم وخيانات النظام الحاكم بحق سورية أرضاً وشعباً والتي أصموا آذاننا بها على مدار أكثر من أربعين سنة!   
وقد ترتبت على هذه السياسة الإخوانية الخرقاء عدة نتائج كارثية نذكر منها:
    1-  ظهر نظام حافظ الأسد الذى يحكم سوريا بالحديد والنارـ ظهر على أنه نظام شريف وأنه حقيقةً يمثل جبهة الممانعة والمقاومة ضد إسرائيل والإمبريالية العالمية .. وأن ما كان يقوله الإخوان ـ في أدبياتهم ونشراتهم ـ عن هذا النظام طيلة العقود العِجاف الماضية هو مجرد كذب وافتراء.
   2-  استقر فى يقين الناس أن المجرم الزنيم عبد الحليم خدام الرجل المعارض   الشريف .. وأنه ثابت عند موقفه ومعارضته للنظام الحاكم ...!
   3- ظهر للناس جميعاً القريب منهم والبعيد، الصديق والعدو أن الإخوان المسلمين ليسوا إلا كذبة وخونة .. ومتذبذبون .. لا قرار لهم .. لا هم مع المعارضة قولاً واحداً ولا هم مع جبهة المقاومة والممانعة والتى يمثلها ويقودها النظام البعثي الطائفي الحاكم في سورية قولاً واحداً ... فخسروا المعارضة والنظام الحاكم سواء بسواء وقبل وبعد ذلك والأهم من ذلك أنهم قد خسروا مصداقيتهم أمام شعب سوريا المسلم وأمام كل الشعوب الإسلامية!! 

    
ألم أقل لكم أن الإخوان المسلمين .. رغم تاريخهم الطويل ورغم شيخوختهم .. لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية فى أجلى صورها ؟!

ليست هناك تعليقات: