الثلاثاء، 8 يوليو 2014

الإخوان والإفلاس السياسى ـ الإخوان المسلمون فى العراق

  لقد هرمت قيادات حزب الإخوان المسلمين وشاخت .. وشابت .. وبلغت من العمر عتيّاً .. لكنهم في كل يوم يثبتون للناس وبجدارة واقتدار أنهم لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية المتخلفة .. وفي أغبى صورها ومعانيها .. ولا غرابة إذ من يفقد صفاء المنهج والاعتقاد والتصور .. يفقد الوعي والنضج السياسيين .. ولو عاش قروناً .. ومهما مرت به من أحوال وعركته المواقف والأحداث فهو قليل الاستفادة والاعتبار منها ! 

ولكى لا يظن ظانٌ أننا نُلقى الكلام على عواهنه كرهاً للقوم فسنضرب لكم أمثلة على ذلك من تاريخ جماعة الإخوان فى مصر وغيرها من الدول وإن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً وهى أكبر وأكثر من أن تُحصى وسنرى بوضوح هذه الدروشة والمراهقة السياسية بوضوح تام فى الأمثلة التى سوف نختارها فى هذه المقالة والمقالات التالية لها بإذن الله تعالى.
 وقد بدأنا فى المقال السابق مستعينين بالله تعالى ضاربين الأمثال بسياسات الإخوان السوريين الخرقاء خلال حكم الهالك حافظ الأسد وابنه بشار الأسد وسنضرب هنا المثل على ما ندعيه بأحداث بشعة مؤسفة حدثت فى العراق من بعد أن دخلته قوات الإحتلال الأمريكى المجرم.

 أحداث بشعة دامية مُخزية جرت على أرض العراق ومرت على الناس مرور الكرام فقليل منا من قرأ ما حدث فى العراق قراءة صحيحة.
إن طارق الهاشمي أحد رموز الاخوان المسلمين فى العراق وبعد أن طغت القوات الأمريكية وتجبرت وفاض الكيل من جرائمهم وبعد أن اشتعل القتال الطائفي مع الميليشيات الشيعية التابعة لقوات الاحتلال الأمريكى أو المدعومة من إيران وما صاحب ذلك من جرائم بشعة يندى لها الجبين ارتأى الهاشمي وطائفةٌ من الذين معه أن المقاومة والقتال المسلح ليست هى الحل لمشاكل العراق وطناً وشعباً وأنه من الأصلح نبذ القوة وترك الكفاح المسلَّح والاحتكام إلى السياسة وآليات الديمقراطية التي جاءت قوات الاحتلال الأمريكى لتبشَّر بها.  
فقد أراد الهاشمى ومن معه أن يحافظوا على الدولة العراقية من السقوط وحقن دماء العراقيين التي كانت تسيل أنهاراً وبغزارةٍ في كل يومٍ وفي كلِّ شارعٍ من شوارعهم وقد كان وأتم الهاشمى تأسيس الحزب الإسلامي كواجهةٍ سياسية للإخوان المسلمين فى العراق ثم جاءت الانتخابات التي عُيِّن الهاشمي بعدها نائبًا لرئيس الجمهورية.
وبناء على ذلك فقد قام طارق الهاشمي بالمساعدة في "العملية السياسية" بالقضاء على المقاومة العراقية وإخماد جذوتها وتجريدها من سلاحها فقد قام بإنشاء ما يُسمى بالصحوات وهى لجان تُشكل ويكون عملها وواجبها أن تُرشد كل قبيلة سُنية عن أفراد المقاومة بها الذين يتمسكون بخيار المقاومة ليتم التخلص منهم أو قتالهم إذا لزم الأمر وبالمقابل ضربت القوات الأمريكية بالاشتراك مع بعض الميليشيات التابعة للمالكي ميليشيات مقتدى الصدر التي كانت المنفِّذَ لأعمال قتل السنَّة. 
وقد تم بعد ذلك السيطرة على القتل الممنهج للسنة في العاصمة لكن ذلك كان له مآله الخطير إذا تمت السيطرة على القوة السنية وتحجيمها وتقليم أظافرها ثم تدجينها في عملية سياسية يسيطر عليها نوري المالكي بقواته المسيطرة على الشرطة والأمن ولم ينفع الهاشمي وائتلاف العراقية مثقال ذرة من ذكاء سياسي ونضال اتكأ على الإخلاص والتجرد  ولم ينفع البحث عن التوافقية ـ كل ذلك لم ينفع الهاشمي شيئًا بعد كل ما مر به لقد وصل به الحال قبل أن يؤول مصيره للطرد والملاحقة في إقليم كردستان العراق إلى أن حاصرت الدبابات بيته في المنطقة الخضراء بعد أن استخدموه للقضاء على قوة المقاومة السنية لتنفرد الميليشيات الشيعية بأنواعها بالساحة العراقية بالتعاون مع قوات الشرطة التى يسيطر عليها الشيعة أيضاً.
وتذكرنى سياسة الاخوان ومنهم الهاشمي بآخر خلفاء العباسيين في بغداد المنكوبة المستعصم العباسي الذي ورث عن أبيه المستنصر جيشًا قوامه 100 ألف مقاتل استعادت به خلافة العباسيين رونقها وقوتها التي اشتهرت بها في زمن هارون والمأمون والمعتصم لكن المستعصم الذي يمكن أن نصفه بـ"الإسلامي" إذ كان ذا خُلق حميد هو الآخر مستمسكًا بشرع الله متحريًا أوامره كان فقط حسن النية إلى الدرجة التي تماهى فيها خلف وزيره ابن العلقمي الشيعي وبعض خفيفي العقل ممن قدمهم في رأس السلطة وجعلهم مواليه وكان مثل الاخوان اليوم يرى التوافق وتقاسم المناصب والاستعانة بالنصارى والشيعة .. فخفّض ابن العلقمي عدد قوات الجيوش العباسية من 100 ألف إلى بضعة آلاف كان أهل بغداد يعطفون عليهم لفقرهم وعوزهم ثم تراسل مع المغول من الباطن ليخطب ودهم ويشجعهم على احتلال بغداد ولذلك كان من الطبيعي أن يُقتل المستعصم واسرته مع مليونين من المسلمين ويدخل المغول بغداد وتنكب الخلافة العباسية إلى الأبد نتيجة خطأ شرعى وهو تولى غير المسلمين الولايات على المسلمين والثقة فى اليهود والنصارى والشيعة وهو نفس الخطأ الذى يغرق فيه الاخوان حتى الأذان منذ نشأتهم وحتى يومنا هذا .
ألم أقل لكم أن الإخوان المسلمين ..رغم تاريخهم الطويل ورغم شيخوختهم .. لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية فى أغبى صورها ؟!                                         

ليست هناك تعليقات: