الثلاثاء، 8 يوليو 2014

الإخوان والإفلاس السياسى ـ الإخوان المسلمون فى مصر

لقد هرمت قيادات حزب الإخوان المسلمين وشاخت .. وشابت .. وبلغت من العمر عتيّاً .. لكنهم في كل يوم يثبتون للناس وبجدارة واقتدار أنهم لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية المتخلفة .. وفي أغبى صورها ومعانيها .. ولا غرابة إذ من يفقد صفاء المنهج والاعتقاد والتصور .. يفقد الوعي والنضج السياسيين .. ولو عاش قروناً .. ومهما مرت به من أحوال وعركته المواقف والأحداث فهو قليل الاستفادة والاعتبار منها ! 

  ولكى لا يظن ظانٌ أننا نُلقى الكلام على عواهنه كرهاً للقوم فقد ضربنا لكم فى المقالين السابقين أمثلة على ذلك من تاريخ جماعة الإخوان فى فى سوريا ثم جماعة الإخوان فى العراق  وإن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً وهى أكبر وأكثر من أن تُحصى وقد رأينا ذلك فى المثالين السابقين وبإذن الله تعالى سنرى بوضوح هذه الدروشة والمراهقة السياسية فى الأمثلة التى ستأتى فى هذه المقالة وما بعدها.
 وسنضرب مثلاً هنا مستعينين بالله تعالى بسياسات الإخوان المسلمين فى مصر ولا يخفى عليكم أن جماعة الإخوان فى مصر لها الريادة والقيادة حيث أن بها المرشد العام للإخوان المسلمين وهو مرشد واحد للجماعة على مستوى العالم ولا يوجد فى أى دولة أخرى سوى مراقب عام الإخوان المسلمين وهو يتبع المرشد العام بمصر
 
  حين أقدم عبد الناصر على إقالة محمد نجيب في المرة الأولى عقب انقلاب يوليو 1952م وكان ذلك في فبراير عام 54 وكانت كل الشواهد والأحداث تؤكد للكل بوادر الانقلاب على الديمقراطية بالكلية لكن سرعان – تحت ضغط الشارع – ما أُرغم عبد الناصر ومن معه لإعادة نجيب مرة أخرى وفي أثناء ذلك خرج الإخوان المسلمون في مظاهرة حاشدة كان قوامها 150 ألفًا حاصرت قصر عابدين وكان على رأسها الدستوري الإخواني عبد القادر عودة الذي كان سببًا في انفضاضها بعد أن وعد عبد الناصر الإخوان بالمشاركة فى الحكم وأنهم سيكونون حزب الثورة ..  الأمر الذي أكد  لعبد الناصر أن القضاء على هذه القيادات قضاء على أي زخم يقاوم مخططه وهذا ما تم بالفعل فقد أُعدم عبد القادر عودة وآخرين معه واعتقل محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية وضاع الزخم الثوري والثورة بكاملها لتنتهي مصر إلى الفشل والتبعية للقوى الكبرى ! 
وهذا هو نفس الذى كرروه بعد ثورة يناير 2011م وكأنه نسخة منقولة بالكربون وكأن هؤلاء الناس تُملى عليهم تصرفاتهم من جهة خفية لا يملكون مخالفتها. 
فكل شئ يحدث ويُقال كان يشى بأن العسكر تخلوا عن مبارك لصالحهم هم وليس لصالح الشعب ولكن الإخوان قدموا للعسكر خدمة العمر بأن قاموا بتهدئة الشارع وتدجين التظاهرات وانحازوا وراهنوا على العسكر والدولة العميقة رغم أن كل الناس كانوا يرون غباء مراهنة الإخوان على الدولة العميقة وعلى رجال الجيش بدلاً من أن يراهنوا على الشعب الذى هو القوة الحقيقية التى يمكنها فرض ما تريد على العسكر الذين يحتلون مصر منذ عقود طويلة. 
 

ولن تجد افضل من وصف اللواء محمد نجيب لهذا الموقف فقد قال فى مذكراته :
الإخوان باعونى وباعوا الديموقراطية مقابل وعود ناصر  ....
مشاعري معهم  مع الإخوان .. رغم أنهم تخلّوا عنّي و عن الديموقراطية ورفضوا أن يقفوا في وجه عبد الناصر إبّان أزمة مارس بل وقفوا معه وساندوه  بعد أن اعتقدوا خطأ أنهم سيصبحون حزب الثورة  ! وأّنهم سيضحكون على عبد الناصر و يطوونه تحتهم .
فإذا بعبد الناصر يستغلّهم في ضربي وفي ضرب الديموقراطية و في تحقيق شعبية له بعد حادث المنشية .
 إن الإخوان لم يُدركوا حقيقة أوليّة هيَ إذا ما خرج الجيش من ثكناته فإنّه حتماً سيُطيح بكل القوى السياسية والمدنية  ليُصبح هو القوّة الوحيدة في البلد وأنه لا يُفرّق في هذه الحالة بين وفدي وسعدي ولا بين إخواني وشُيوعي .
 وأنّ كل قوّة سياسية عليها أن تلعب دورها مع القيادة العسكرية ثم يُقضى عليها ! لكن .. لا الإخوان عرفِوا هذا الدرس ولا غيرهم استوعبه!   و دفع الجميع الثمن .. 
رحمَ الله اللواء محمد نجيب رحمةً واسعةً
 
ألم أقل لكم أن الإخوان المسلمين ..رغم كل ما مروا به ورغم تاريخهم الطويل ورغم شيخوختهم .. لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية فى أغبى صورها ؟!  

ليست هناك تعليقات: