الشيعة ( الروافض ) الخطر القادم




هام جدا : كيف تخطط ايران لغزو مصر


هل يمكن التقريب بين أهل السنة والشيعة؟

إن كل محاولات التقريب بين السنة والشيعة باءت بالفشل؛ لأن الخلاف بيننا وبينهم في الأصول وليس في الفروع .
ولن يجتمع السنة والشيعة إلا إذا تخلى أحد الطرفين عن معتقده .
فإن علماء الشيعة يرون التقريب مع أهل السنة عندما يشتم أهل السنة الصحابة ويعتقدون معتقداتهم الباطلة وهذا ما خرج به الشيخ الدكتور مصطفى السباعي من تجربته في هذا الموضوع مع أحد شيوخ الشيعة واسمه عبد الحسين شرف الدين الموسوي حيث إن الدكتور السباعي كان متحمسًا لفكرة التقريب واتصل بسياسيين وأدباء وتجار وأعطوه عهودًا وكلامًا معسولاً وعلى رأسهم الشيخ الشيعي عبد الحسين الذي كان متحمسًا ومؤمنًا بها وإذا بالشيخ الموسوي يخرج كتابًا في أبي هريرة رضى الله عنه مليء بالسباب والشتائم بل انتهى فيه إلى القول : « بأن أبا هريرة رضى الله عنه كان منافقًا  كافرًا  وأن الرسول قد أخبر عنه  بأنه  من  أهل النار» ( السنة ومكانتها فى التشريع للسباعى ص 9 ) .
يقول السباعي : « لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه معًا ذلك الموقف الذي  لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي » ( السنة ومكانتها فى التشريع ص 10 ) .
وإن أهداف الشيعة من مسألة التقريب : أن يفتح لهم مجال لنشر عقائدهم في ديار السنة وأن يستمروا في طعن الصحابة الكرام وأن يسكت أهل السنة عن بيان الحق وإن سمع الروافض صوت الحق يعلو ماجوا وهاجوا قائلين : إن الوحدة الإسلامية في خطر .
تجربة الشيخ موسى جار الله :
إن موسى جار الله من تركستان قازاني روسي وصل إلى منصب شيخ مشايخ روسيا كان في نهاية العهد القيصري وبداية الحكم السوفيتي الملحد وكان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في أمور مسلمي روسيا الذين كانوا يزيدون على الثلاثين مليون نسمة ثم هب عليه إعصار الشيوعية فأصبح بعيدًا عن دياره وأهله له تآليف ورسائل وكتب تنقل بين الهند والحجاز ومصر والعراق وإيران قال عن نفسه : «كان بوسعي أن أغدو كاتب روسيا الأول وأحد زعماء الطليعة فيها لو أنني تخليت عن إيماني ولكنني آثرت أن أشتري الآخرة بالدنيا ....»       ( مسألة التقريب بين  السنة والشيعة ج 2 / 201 ) .
وهذا العالم الجليل مُلم بلغات منها الفارسية والتركية والتترية والروسية وتضلع في اللغة العربية وتعلم أصولها وصرفها ونحوها وبيانها وقريضها فلا تكاد تذكر أمامه مادة من مواد اللغة إلا أجابك على الفور عما إذا كانت وردت في القرآن أم لا وكم مرة وردت وفي أي سورة لأنه مستظهر أتم الاستظهار» (  مجلة المجمع العلمى العربى ج 4 / 266 ) .
فحاول هذا العالم الجليل أن يجمع شمل الأمة وأن يوحد أهل السنة والشيعة وبذل جهودًا في هذا الجانب عظيمة فبدأ بدراسة كتب الشيعة وطالعها باهتمام كما يذكر أنه طالع «أصول الكافي وفروعه» و «من لا يحضره الفقيه» وكتاب «الوافي» و«مرآة العقول» و «بحار الأنوار» و«غاية المرام» وكتبًا كثيرة غير هذه الكتب
(  مسألة التقريب بين السنة والشيعة ج 2 / 201 )  .
ثم زار ديار الشيعة وعاش فيها أكثر من سبعة أشهر يزور معابدها ومشاهدها ومدارسها ويحضر محافلها وحفلاتها في العزاء والمآتم ويحضر حلقات الدروس في البيوت والمساجد وصحونها والمدارس وحجراتها وأقام بالنجف أيام المحرم ورأى كل ما تأتي به الشيعة أيام العزاء ويوم عاشوراء».
وخرج هذا العالم الجليل بنتيجة علمية عملية وهي أن كتب الشيعة قد أجمعت على أمور لا تتحملها الأمة. واتفقت على أشياء كثيرة لا يرتضيها الأئمة ولا تقتضيها مصلحة الإسلام وتناقض أكثر مصالح الأمة ثم هي جازفت في مسائل كثيرة منكرة مستبعدة ما كان ينبغي وجودها في كتب الشيعة, ولا يظن بالأئمة اعتقادها»
(  الوشيعة فى نقد عقائد الشيعة ص 20 ) . ولا يتحملها العقل والأدب ودعوى الائتلاف وليست إلا كيرًا ينفخ في ضرم العداء . وكلمة التوحيد توجب اليوم على مجتهدي الشيعة نزع تلك العقائد من الكتب لتجتث جذورها من القلوب.. وإلا فإن الكلمات هراء وأثر المؤتمرات عداء ( مسألة التقريب ج 2 / 203 ) .
فرأى الشيخ ببصيرته النافذة وعلمه الغزير أن نقد عقائد الشيعة هو أول مرحلة من تأليف قلوب الأمة, لا تأليف بدونها ( الوشيعة ص 17 ) .
وقد امتلأ الشيخ حسرة وألمًا مما رآه من منكرات في كتب الشيعة وواقعها,  وكان أول مساعيه في التقريب لقاؤه مع شيخ الشيعة محسن الأمين في طهران, وجرى بينهما بعض الحديث, ثم قدم له الشيخ موسى ورقة صغيرة كتب فيها ما يلي :
1- أرى المساجد في بلاد الشيعة متروكة مهملة وصلاة الجماعة فيها غير قائمة, والأوقات غير مرعية, والجمعة متروكة تمامًا, وأرى المشاهد والقبور عندكم معبودة, ما أسباب كل هذا ؟ .
2- لم أر فيكم لا بين الأولاد, ولا بين الطلبة, ولا بين العلماء من يحفظ القرآن, ولا من يقيم تلاوته, ولا من يجيد قراءته, أرى القرآن عندكم مهجورًا, ما سبب سقوط البلاد إلى هذا الدرك الأسفل من الهجر والإهمال, أليس عليكم أن تهتموا بإقامة القرآن الكريم في مكاتبكم ومدارسكم ومساجدكم؟
3- أرى ابتذال النساء وحرمات الإسلام في شوارع مدنكم بلغ حدًّا لا يمكن أن يراه الإنسان في غير بلادكم .
 وكان تاريخ تلك الرسالة 26/8/1934م ثم أرسل رسالة إلى علماء النجف, وأرسل الرسالة نفسها إلى علماء الكاظمية.
فكتب فيها : « أقدم هذه المسائل لأساتذة النجف الأشرف بيد الاحترام, بأمل الاستفادة, بقلب سليم صادق, كله رغبة في تأليف قلوب عالمي الإسلام( انظر مسألة التقريب ج 2 / 203 ) الشيعة الإمامية الطائفة المحقة –يعني على زعمهم
( انظر الوشيعة ص 17 )- وعامة أهل السنة والجماعة راجيًا إجابة الأساتذة جميعًا أو فرادى, كل ببيانه البليغ, وبتوقيع يده مؤكدًا بخاتمه ومهره». ثم أورد في الرسالة ما في كتب الشيعة من أمور منكرة مشيرًا إلى أرقام الصفحات في كل ما يذكره, فذكر عدة قضايا خطيرة في كتب الشيعة تحول بين الأمة والائتلاف مثل :
1- تكفير الصحابة .
2- اللعنات على العصر الأول .
3- تحريف القرآن الكريم .
4- حكومات الدول الإسلامية وقضاتها وكل علمائها طواغيت في كتب الشيعة .
5- كل الفرق الإسلامية كافرة ملعونة خالدة في النار إلا الشيعة .
6- الجهاد في كتب الشيعة مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل حرمة الميتة وحرمة الخنزير, ولا شهيد إلا للشيعة, والشيعي شهيد ولو مات على فراشه, والذين يقاتلون في سبيل الله من غير الشيعة فالويل يتعجلون .
ثم قال الشيخ بعدما نقل شواهد هذه المسائل من كتب الشيعة المعتمدة مخاطبًا شيوخ الشيعة : هذه ست من المسائل, عقيدة الشيعة فيها يقين, فهل يبقى في توحيد كلمة المسلمين في عالم الإسلام أمل وهذه عقيدة الشيعة ؟ .
وهل يبقى بعد هذه المسألة, وبعد هذه العقيدة, لكلمة التوحيد في قلوب أهليها من أثر, وهل يمكن أن يكون للأمم الإسلامية, ولهم هذه العقيدة, في سبيل غلبة الإسلام في مستقبل الأيام من سعي؟.
وذكر غير ذلك من المسائل, في انحراف الشيعة ثم قال: «فتفضلوا أيها الأساتذة السادة بالإفادة حتى يتوحد الإسلام وتجتمع كلمة المسلمين حول كتاب الله المبين» فانتظر الشيخ سنة وزيادة, ولم يسمع جوابًا من أحد إلا من  كبير مجتهدي الشيعة بالبصرة, قد قام بوظيفته وتفضل على بكل أجوبته في كتاب تزيد صفحاته على تسعين, وما كان كتابه إلا طعنًا في العصر الأول, وكان طعنه أشد من كتب الشيعة, ثم كتب الشيخ موسى جار الله كتابه القيم وسماه «الوشيعة في نقد عقائد الشيعة» ويقول: إنني أدافع بذلك عن شرف الأمة وحرمة الدين, وأقضي به حقوق العصر الأول عليَّ وعلى كل الأمة ( انظر الوشيعة ص 39 ) .
وتوفى هذا الشيخ الجليل بمصر سنة 1369 هـ فعليه من الله الرحمة والرضوان وجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
والخطر الأكبر على الاسلام والمسلمين هو الدعوة الشيعية في العصر الحديث, حيث إنها تحالفت مع النصيرية في سوريا ومع حزب الله و حزب أمل الشيعي في لبنان, وتحالفت سرًا مع اليهود والنصارى للقضاء على هذه الأمة العظيمة, كما أنني طالعت اهتمامهم البالغ بالشمال الأفريقي وغربه وحرصهم على إيصال نفوذهم إليه, والعمل على إرجاع ركامهم القديم.
ونجحوا في المغرب, وجندوا شبابًا في الجزائر, وأثروا في تونس, وتحالفوا مع ليبيا في أهدافهم الاستراتيجية في حرب العراق.
بل تأكدت وجود مجموعات لا يستهان بها من أبناء الشمال الإفريقي في إيران للتتلمذ على يد شيوخهم والرجوع بأفكارهم المسمومة إلى بلاد الفاتحين العظام مراعين في ذلك السرية والتدرج ودقة التنظيم.
واستغلوا الأحداث الدامية في الجزائر بين الحكومة وإخواننا المسلمين, فأظهر الإعلام الإيراني عطفه وتأييده للحركة الإسلامية في الجزائر, فتأثر كثير من إخواننا بهذا الإعلام المزيف الماكر الخادع. وها هى ايران تستميت فى الدفاع عن نظام النصيريين فى سوريا وتمده بالغالى والنفيس من المال والسلاح والرجال من الحرس الثورى ومن رجال حزب الله اللبنانى ليستمر فى قمع شعب سوريا وإبادة أهل السنة هناك .
ومن أراد من أبناء الصحوة أن يوسع مداركه وثقافته في هذا الباب فليراجع ما كتبه الشيخ سعيد حوي –رحمه الله- «الخمينية شذوذ في العقائد والمواقف» وما كتبه أحمد عبد العزيز الحمدان «ما يجب أن يعرفه المسلم عن عقائد الروافض الإمامية».

---------------------------------------------------------------------------------------------
كيف نشأ مذهب الشيعة ؟ 

تذكر كتب التاريخ أن أول من زرع فكرة التشيع في الأمة رجل يهودي يقال له: عبد الله بن سبأ, أظهر الإسلام للطعن فيه, وكان ذلك زمن الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه وتنقل ابن سبأ بين المدينة والبصرة والكوفة ومصر والشام, والتف حوله المفسدون والحاقدون من المنافقين والجهال بحقيقة الدين.
ونشط ابن سبأ المعروف بابن السوداء في بث فكرتين أساسيتين لأهدافه اليهودية هما:
الأولى: دعوته إلى اعتقاد رجعة النبي × وكان يقول: «عجبًا ممن يزعم أن عيسى سيرجع ويكذب بأن محمدًا سيرجع, وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ) [القصص:85].
الثانية: دعوته إلى اعتقاد «أن لكل نبي وصيًا وعلي وصي لمحمد, ومحمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء ومن أظلم ممن يمنع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم  ووثب على حق وصيته وتناول أمر الأمة».
وأرسل ابن سبأ أصحابه وأتباعه في الأمصار ليكتبوا ظلمًا وزورًا وبهتانًا للطعن في الولاة وينسبوا ذلك لخليفة المسلمين وحثهم على الظهور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حتى يلتف حولهم العوام وزوروا رسائل نسبوها إلى عثمان رضى الله عنه للدس والوقيعة بين الأمة وخليفتها وولاتها.
وهيَّج الأمصار واستجاب أهل البصرة والكوفة ومصر لأهدافه القريبة وكان من نتائج دسائسه قتل الخليفة الراشد عثمان رضى الله عنه بغير حق ظلمًا وعدوانًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- مبينًا أن ابن سبأ أول من أحدث الرفض والغلو المذموم  قال : « وأصل الرفض من المنافقين والزنادقة فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه وادعى العصمة  له» ( مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية جزء 4 / 435 ) .
وذكر أيضًا: « أن ابن سبأ المنافق الزنديق أراد فساد دين الإسلام وأراد أن يصنع بالمسلمين ما صنع بولس بالنصارى لكن لم يتأت له ما تأتى لبولس لضعف النصارى وعقلهم فإن المسيح عليه السلام رُفع ولم يتبعه خلق كثير يعلمون دينه, ويقومون به علمًا وعملاً  فلما ابتدع بولس ما ابتدع من الغلو في المسيح اتبعه على ذلك طوائف وأحبوا الغلو في المسيح فقام أهل الحق فخالفوهم وأنكروا عليهم فقتلت الملوك بعضهم وبعضهم اعتزلوا في الصوامع والأديرة وهذه الأمة ولله الحمد لا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق فلا يتمكن ملحد ولا مبتدع من إفساده بغلو أو انتصار على الحق  ولكن يضل من يتبعه على ضلاله »
( منهاج السنة جزء 3 /201) .

ذكر ابن حجر من طريق أبي إسحاق الفزاري أن سويد بن غفلة دخل على عليٍّ في إمارته, فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر ويرون أنك تضمر لهما مثل ذلك, فقال علي: ما لي ولهذا الخبيث الأسود, ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل, ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ فسيره إلى المدائن, وقال: لا يساكنني في بلدة أبدًا, ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس, ثم أثنى على الشيخين ثناء طويلاً, وقال في آخره: «ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفترى»  ( انظر تلبيس ابليس لإبن الجوزى 100 و 101 ) .
وتذكر بعض الروايات أن عليًا رضى الله عنه هم بقتله ودعا بالسيف فكلم فيه فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه فسيره إلى المدائن  ( تاريخ دمشق لإبن عساكر ج 34/7 ) .
وذكر ابن عساكر بإسناده إلى أبي الجلاسي قال: سمعت عليًا يقول لعبد الله السبئي: « ويلك والله ما أفضى إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس وقد سمعته يقول: « إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا » وإنك لأحدهم » ( تاريخ دمشق لإبن عساكر ج34/6 ).
فعلي رضى الله عنه حكم على ابن سبأ بأنه خبيث وهم بقتله ولما تراجع عن قتله نفاه إلى المدائن وبين بأنه أحد الدجالين .
وقال الحافظ الذهبي في شأن ابن سبأ : عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال  مضل أحسب أن عليًا حرقه بالنار وزعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه علي فنفاه علي بعد ما هم به » ( ميزان الاعتدال 2/426 ).
وقال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد روايات في ذمه : « وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ وليست له رواية ولله الحمد وله أتباع يقال لهم السبئية يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته » ( لسان الميزان 3/ 122و123 ) .
قلت : والحرق بالنار منهي عنه شرعًا كان يكفي قتلهم بالسيف .
 --------------------------------------------------------------------------------------------
  من فرق الشيعة
السبئية والغرابية والبياتية والمغيرية والهاشمية والخطابية والعلبائية والكيسانية والزيدية الجاردوية والسليمانية والصالحية والبترية وبعض هذه الفرق غالت غلوًا عظيمًا والبعض الآخر أقل غلوًا ومن أراد الاستزادة فليراجع مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والملل والنحل للشهرستاني والفَرق بين الفِرق لابن طاهر البغدادي .
----------------------------------------------------------------------------------------------


النصيرية

وتعتبر هذه الفرق من غلاة الشيعة وينتسبون إلى محمد بن نصير المنيري وقد انبثقت هذه الفرقة من الاثنى عشرية «الرافضة» وغالوا في علي بن أبي طالب رضى الله عنه حتى ألَّهُوه .
واشتهرت هذه الفرقة بحرب الإسلام والمسلمين وبمناصرة النصارى الحاقدين والوقوف مع التتار المفسدين كما اشتهرت بالإلحاد في أسماء الله وآياته وتحريف كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن مواضعه وإليك ما قال شيخ الإسلام عن النصيرية في إجابته عن سؤال عنهم : « الحمد لله رب العالمين هؤلاء القوم المتسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والإفرنج وغيرهم فإن هؤلاء يتظاهرون عند جُهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولا بملة من الملل السابقة بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين يتأولونه على أمور يفترونها يدعون أنها علم الباطن وليس لهم حد محدود فيما يدعونه من الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه» إلى أن قال: « ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم وهم دائمًا مع كل عدو للمسلمين فهم مع النصارى على المسلمين ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ومن أعظم أعيادهم إذا استولى – والعياذ بالله تعالى - النصارى على ثغور المسلمين.. فهؤلاء المعادون لله ورسوله كثروا حينئذ على السواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره فإن أحوالهم السيئة كانت من أعظم الأسباب في ذلك ثم لما أقام الله أمور المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد وصلاح الدين وأتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى وممن كان بها منهم وفتحوا أيضًا أرض مصر فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة واتفقوا هم والنصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد... ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم.. ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يُسمون «الملاحدة» وتارة يسمون «القرامطة» وتارة يسمون «الباطنية» وتارة يسمون «الإسماعيلية» وتارة يسمون «الخرمية» وتارة يسمون «المحمرة».
ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات, وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين والصديق وسائر الصحابة رضي الله عنهم بدأوا بجهاد المرتدين قبل الكفار من أهل الكتاب. فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك.. ويجب على كل مسلم أن يقوم بذلك على حسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه عن أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله ورسوله.. والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى»
(  مجموعة الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية ج 35 / 149 – 150 ) .
وهذه الفرقة الخبيثة سمت نفسها في العصر الحاضر بالعلويين, وفي فترة الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام وقفت هذه الفرقة مع النصارى الغزاة الحاقدين وما أخرج الاستعمار الفرنسي حتى مكنهم من سوريا وعندما تقلدوا أمور البلاد انتقموا من أهل السنة انتقامًا تشيب منه الولدان وتضع كل ذات حمل حملها من شدة التعذيب وزهق النفوس واغتصاب العفائف الحرائر من نساء أهل السنة والزج بهم وبالرجال إلى السجون ولا يزال هؤلاء الحاقدون يتقلدون أمر عاصمة بلاد الشام نسأل الله أن يعجل بأخذهم ويمكن لأهل دينه وشريعته.
وهم ينتشرون في جبال اللاذقية وحماة وحمص في سوريا وفي لواء الإسكندرونة وطرطوس وأدنة أو أطنه « في تركيا حاليًا » وفي كردستان وغيرها (  انظر الموجز فى الأديان والمذاهب لناصر العقل والفقارى ص 138 ) .
والذي يجدر الانتباه له أن الدول النصرانية «أمريكا وبريطانيا وفرنسا .. إلخ » وإسرائيل يحرصون على طعن الأمة بهذه الخناجر المسمومة بتقويتها وفي الوقوف معها حتى تصل إلى الحكم لعلمهم أن هذا المسلك من أفضل الوسائل في إضعاف أمة الإسلام ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال:30]
( للإستزادة عن النصيرية راجع تاريخ المذاهب الاسلامية لأبى زهرة )
( العلويون أو النصيرية للعسكرى ) ( فتاوى ابن تيمية ج 35 )

--------------------------------------------------------------------------------------------

الشيعة الاثنى عشرية

ولهم أسماء كثيرة اشتهرت بين الناس منها: الإمامية؛ لأنهم يقولون بوجوب الإمامة بالنص الظاهر والتعيين الصادق.
ومن الأسماء التي اشتهروا بها اسم «الاثنى عشرية» لقولهم واعتقادهم بإمامة اثنى عشر إمامًا وهم على الترتيب :
1- أبو الحسن علي بن أبي طالب رضى الله عنه  ( توفى 40هـ).
2- الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه ( توفى 50 هـ).
3- الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه ( توفى 61هـ).
4- علي زين العابدين بن الحسين بن علي ( توفى 95هـ).
5- محمد الباقر بن علي ( توفى  114هـ).
6- جعفر الصادق بن محمد ( توفى 148هـ).
7- موسى الكاظم بن جعفر ( توفى  183هـ).
8- علي بن موسى الرضا ( توفى  203هجرية ).
9- أبو جعفر محمد بن علي «الجواد» ( توفى 220هـ).
10- أبو الحسن علي بن محمد «الهادي» ( توفى 254هـ).
11- أبو محمد الحسن بن علي «العسكري» ( توفى 260هـ).
12- أبو القاسم محمد بن الحسن «المهدي» ( توفى 256هـ)  
(  انظر عقائد الامامية لمحمد رضا المظفر ص 62 – 63 ).
هؤلاء هم الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة الإمامية والشيعة الاثنى عشرية يعتقدون في هؤلاء الأئمة اعتقادات كلها غلو وإطراء وضعوها من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان .
ومن معتقداتهم في أئمتهم : أنهم معصومون « من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمدًا وسهوًا كما يجب أن يكونوا معصومين من السهو والخطأ والنسيان لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم من ذلك حال النبي » ( عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر ص 51 ).
ووصفوا أئمتهم بصفات جاوزوا فيها المنقول والمعقول, فعلى سبيل المثال ما ذكره الكليني في كتابه الكافي المسمى عندهم «أصول الكافي» حيث إنه عقد أبوابًا فيها أحاديث من إفكهم وزورهم كلها تضمنت غلوهم في أئمتهم .

وإليك بعض عناوين تلك الأبواب :

« باب أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه » ( الكافى ج 1 /192 ) -  « باب أن الأئمة هم أركان الأرض »(المصدر السابق ج 1 /196) -  « باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف أدلتها »
( المصدر السابق ج 1 /227 )  - « باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة »
( المصدر السابق ج 1 / 228 )  - « باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل » ( المصدر السابق ج 1 / 255 ) - « باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم » ( المصدر السابق ج 1 / 258 ) - « باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء » ( المصدر السابق ج 1 /260 ) -  « باب أن الله لم يعلم نبيه علمًا إلا أمر أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه شريكه في العلم » ( الكافى ج 1 /263 ) « باب أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وما عليه » ( المصدر السابق ج 1 /264 ) - « باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده » ( المصدر السابق ج 1 / 276 )  - « باب في أن الأئمة إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون عن البينة » ( المصدر السابق ج 1 /297 ) - « باب أنه ليس شيء من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند الأئمة وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل » ( المصدر السابق ج 1 / 299 ) .
وهكذا نجد الغلو الممقوت عند علماء الاثنى عشرية فإذا راجعت (مرآة العقول) للمجلسي وجدته في مستنقع الغلو الآسن وقع حيث زعم  أن عصمة الأئمة فوق عصمة الأنبياء لأنهم أعلى درجة منهم ( انظر مرأة العقول للمجلسى ج 2 / 289 ) وأما إمامهم المعاصر ومرجعهم الأعلى وآيتهم العظمى وهو من يعرف بزعيم الثورة الإيرانية فيحتاج إلى شيء من البيان والإيضاح لالتباس الأمر على شباب أهل السنة بل حتى على دعاتهم وبعض علمائهم الذين انخدعوا بشعارات الشيعة البراقة لكسب أهل السنة غير مبالين بعهود أعطوها ومواثيق ألزموا بها أنفسهم بل غدروا بهم في إيران وقتلوهم وسجنوهم وهدموا بيوتهم فإذا راجعت كتاب « وجاء دور المجوس »(  لمؤلفه عبدالله محمد الغريب ) رأيت العجب العجاب في أعمالهم الشنيعة وأقوالهم القبيحة حيث إن الكتاب أجاد في كشفهم وفضحهم وبين عوراتهم ووسائلهم في التستر وعلاقتهم ببقية فرق الشيعة في وقوفهم سدًا منيعًا ضد أهل السنة .
إن الاثنى عشرية لم يحترموا عقلاً ولم يقدسوا شرعًا ولم يلتزموا نقلاً ولم يكرموا علماءهم ولا شيوخهم بعكس أهل السنة الذين أعطوا لهؤلاء الأئمة من الحق والتكريم وإنزالهم منزلتهم التي يستحقونها ويعجبني في هذا المقام ما قاله الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى -  مبينًا عقيدة أهل السنة فيهم: «فمولانا الإمام علي: من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم نحبه أشد الحب ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق وإبناه الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم  وسيدا شباب أهل الجنة ولو استخلفا لكانا أهلاً لذلك .
وزين العابدين: كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة وكذلك ابنه جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة .
وكذلك ولده جعفر الصادق: كبير الشأن من أئمة العلم, كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور. وكان ولده موسى : كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون وله نظراء في الشرف والفضل . وابنه علي بن موسى الرضا : كبير الشأن له علم وبيان ووقعٌ في النفوس صيَّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفى سنة ثلاث ومائتين  . وابنه محمد الجواد : من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه.
وكذلك ولده الملقب بالهادي : شريف جليل . وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى (  سير اعلام النبلاء ج 13 /120 - 121) . وأما الإمام الثاني عشر فقال فيه : « ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة وأنه صاحب الزمان وأنه صاحب السرداب بسامراء وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً وقسطًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا فوددنا ذلك  – والله -  وهم في انتظاره من أربعمائة وسبعين سنة ( المراد زمان الذهبى المتوفى سنة 748 هجرية ) . ومن أحالك على غائب لم ينصفك, فكيف بمن أحال على مستحيل؟ والإنصاف عزيز, فنعوذ بالله من الجهل والهذي» ( سير اعلام النبلاء ج 13 / 120 ) .
--------------------------------------------------------------------------------------------

 استمرار الاثنى عشرية في العصر الحاضر
الإمام الشيعي في العصر الحاضر ودولته التي أقامها

تفاعل العالم الإسلامي مع المد الشيعي بعد وصوله إلى مقاليد الحكم في إيران وإزاحة الشاه المخلوع واستطاعت وسائل الإعلام الاثنى عشرية أن تخدع كثيرًا من المسلمين في طرحهم المعاصر وساندتها أجهزة الإعلام الغربي وأجاد الإمام الخميني في تمثيل الدور الماكر فتعاطف كتاب وصحفيون ودعاة محسوبون على أهل السنة في تمجيد الخميني ووصفه بأنه من المجددين بل يسير في موكب المصلحين من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وعبد الحميد بن باديس ومحمد بن علي السنوسي وحسن البنا .
وبما أن تلك المقالات والكتابات أصبحت في ذاكرة التاريخ وكانت سببًا في تضييع الحقائق لأجيال المسلمين رأيت من النصح للأمة وأبنائها أن أبين أن الخميني امتداد لمدرسة الاثنى عشرية الشيعة ذات العقائد الفاسدة والمنحرفة عن هدى الله وأن ثورته وجمهوريته الإسلامية المزعومة جيء بها لتكون خنجرًا مسمومًا لكل محاولة جادة لتطبيق الإسلام الصحيح بل أتيحت للثورة الإيرانية الفرصة أمام العالم لتشويه الإسلام الصافي النقي الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ولكون الدولة الإيرانية امتدت في العالم الإسلامي ناشرة للعقائد الفاسدة في إفريقيا وآسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي والشمال الإفريقي وأوروبا وأستراليا وأمريكا وتأثر بها كثير من عوام المسلمين الذين لا يملكون فهمًا ولا علمًا ولا اطلاعًا بحقيقة أمرهم ومرمى أهدافهم رأيت من المناسب أن أبين عقائد هذا القديس المزعوم « الخميني ومن جاء بعده » حتى نحذر الأجيال من هذه المدرسة الشيطانية التي نخرت بنيان الأمة ولا تزال تنخر دون كلل ولا ملل .
ومن عقائد الإمام الخميني الفاسدة ما ذكره في كتابه الحكومة الإسلامية : « وأن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل » وقد ورد عنهم : « أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل » (  الحكومة الاسلامية للخومينى ص 52 ) .
فهذا اعتراف واضح في كونه يفضل أئمة الاثنى عشرية على الأنبياء والرسل وهذا مذهب غلاة الروافض في حكم كبار أئمة السنة .
يقول عبد الظاهر البغدادي ( ت 429 هـ) : « وزعمت الغلاة من الروافض أن الأئمة أفضل من الأنبياء ونعلم أن هذا باطل » ( أصول الدين ص 298 ).
ويقول القاضي عياض ( ت 544هـ) : « وكذلك نقطع بتكفير غلاة الروافض في قولهم : إن الأئمة أفضل من الأنبياء » ( الشفاء ج 1 /290 ) .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728هـ) : « والرافضة تجعل الأئمة الاثنى عشرية أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وغلاتهم يقولون: إنهم أفضل من الأنبياء » (  مناهج السنة ج 1 / 177 ) .
ويقول محمد بن عبد الوهاب : « ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم أو مساويًا لهم فقد كفر وقد نقل على ذلك الإجماع غير واحد من العلماء » ( الرد على الرافضة ص 29 )  .
إن الخميني مرجعه في المعتقد والتصور الشيعي شيوخه الذين سبقوه وواضعو هذا المنهج المنحرف فهو يعظم ويقدس كتاب الكافي للكليني والاحتجاج للطبرسي وغيرهما ويترحم في كتبه على المجوسي حسين النوري الطبرسي صاحب كتاب «فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب» وتجده يوثق كتابًا حوى «دعاء عليٍّ على صنمي قريش» وهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وفيه وصف الشيخين اللذين حرفا كتابك ( مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ج 2 / 237 ) وله تفسير باطني في بعض الآيات مثلاً في قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) [النساء:58] . فقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم  برد الإمامة إلى أهلها وهو أمير المؤمنين وعليه هو أن يردها إلى من يليه وهكذا...»
 ( مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ج 2 / 237  ) .
وأما اعتقاده في الصحابة : فإن معتقد الاثنى عشرية : لا ولاية إلا بالبراءة من أعدائهم وهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
فالخميني يرى مشروعية التبرؤ من هؤلاء الأخيار والتولي للاثنى عشرية في الصلاة  فيذكر أن المصلي يشرع له أن يقول في سجوده : «الإسلام ديني ومحمد نبيي وعلي والحسن والحسين – يعدهم إلى آخرهم - أئمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرأ » ( الخومينى تحرير الوسيلة ج 1 / 169 )  .
ويطعن في الصحابة لمخالفتهم النص المزعوم على إمامة علي يقول : «  وفي غدير خم في حجة الوداع عينه – يعني عليًّا -  النبي صلى الله عليه وسلم حاكمًا من بعده ومن حينها بدأ الخلاف يدب في نفوس القوم » ( الحكومة الاسلامية ص  131 )  .
وكتابه الحكومة الإسلامية وغيره من كتبه مليئة بالانحراف عن الصراط المستقيم فالخميني لا يختلف في اعتقاده عن الرافضة إن لم يكن أشد غلوًا وشططًا ونشط الخوميني قبل وفاته محاولاً بسط سلطان الشيعة على شعبه بالقوة وقامت دولته بتصدير الثورة كما يقولون واعتمدت الشيعة على المراوغة والكذب والتضليل وهؤلاء الجدد لا يختلفون عن شيعة الأمس في المراوغة والكيد وفي الغلو أيضًا.
ويعتمدون على مبدأ التقية في جلب الناس حولهم وإليك ما قاله الخوميني لأتباعه في أحد خطاباته : « لا تبعدوا الناس عنكم الواحد تلو الآخر لا تكيلوا التهم لهم بالوهابية تارة وبالكفر تارة أخرى فمن يبقى حولكم إذا عمدتم إلى ممارسة هذا الأسلوب ؟ » ( فرق معاصرة للعواجى ج 1 / 202 ) .
ولهذا أمر الخوميني الحجاج الإيرانيين بأن يصلوا مع أهل السنة تقية منهم وخداعًا للناس كما كان يفعل قادة الشيعة حينما كانوا يصلون خلف أهل السنة أحيانًا ثم يعيدون صلاتهم بعد ذلك كما صرح بهذا أحد علماء الشيعة المعاصرين ولقد بلغ الحقد الشيعي على المسلمين وخصوصًا أهل السنة في عصرنا الحاضر إلى حد الاستهتار بدماء المسلمين وأعراضهم وتهديد أمنهم في بيوتهم ولعل ما فعلوه في مكة في 1407هـ أقوى شاهد على حقدهم ونظرتهم للمخالفين لهم حينما تظاهر في حرم الله بمكة ما يقرب من مائة وخمسين ألفًا منهم وهجموا يريدون الكعبة وتجمعوا في مظاهرات غوغائية وكانوا يهدفون إلى تحقيق مخطط رهيب رافعين شعاراتهم وصور زعيمهم الخميني وتقدموا رجالاً ونساءً يريدون الحرم لولا أن الله تعالى بفضله ومنه أفشل مخططهم وحيل بينهم وبين دخول الحرم واشتبكوا مع المسلمين والجنود وبقية الحجاج في مذبحة عظيمة وأوعزوا إلى أتباعهم وعملائهم في حج عام 1409هـ بعمل متفجرات حول الحرم المكي الشريف في يوم 7 من ذي الحجة وراح ضحيتها حجاج أبرياء جاءوا لأداء فريضة الحج (  فرق معاصرة للعواجى ج 1 / 203 ) .
وأما عن تعذيبهم لأهل السنة في إيران فذكر عبد الله محمد الغريب في كتابه « أهل السنة في إيران » أنواعًا وأشكالاً من التعذيب والتنكيل والقتل والاغتصاب وإليك بعض أساليب الاضطهاد والتعذيب والتقتيل التي اتخذها أولئك الأشرار تجاه أهل السنة في إيران :
1- ربط الأرجل بالحبال وضربها بالأسلاك.
2- ربط الأيدي من وراء ووضع المسجون في زاوية من السجن وصب الماء أو النفط تحته فعلوا هذا مع عدد من المسلمين .
3- ربط المسجون وضربه في المواضع المختلفة من جسده من عشر إلى مائة وخمسين ضربة فإن مات فذلك وإلا فاستمروا على هذه الحالة مدة خمسة عشر يومًا .
4- يضعون المسجون في الاصطبل ويتركونه إلى أن يموت .
5- ومن أنواع التعذيب سلخ جلد الرأس وثقبه وثقب العين بالمثقب وإحراق الأسير حيًا وتقطيع الأعضاء وقلع الأظفار ( أهل السنة فى ايران عبدالله الغريب ص 54 )
وهذا قليل من كثير إنهم يبغضون الصحابة ويشككون في القرآن ويطعنون في السنة فماذا ننتظر منهم ؟؟ !  .



الدولة الفاطمية



كتب الاستاذ صلاح الامام ( غفر الله له )
الدولة الفاطمية: دولة يهودية.. خبيثة.. ملحدة.. وكافرة

منذ سنوات أعلن الرئيس الليبى معمر القذافى ـ الذى قتله شعبه غير مأسوف عليه ـ عن تأسيس الدولة الفاطمية الثانية فأعلنت لجنة الفتوى السعودية برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ فى حينها فتوى تؤكد بأن تسمية هذه الدولة التى حكمت مصر وإفريقيا بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمى باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن مؤسس هذه الدولة أصله مجوسى يدعى سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح بن ديصان الثنوى الأهوازى
وقالت اللجنة فى فتواها إن حكام هذه الدولة الذين حكموا مصر وإفريقيا لا نسب لهم فى ولد على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ وهم خوارج كذبة، كفار فجار ملحدون زنادقة معطلون للإسلام عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمور وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وأضروا بالمسلمين
إلى هنا ينتهى مضمون الفتوى التى أرى ـ من وجهة نظرى ـ أنه قد تأخر صدورها ـ وكان المفروض أن تصدر عن جهة مصرية ومما أثار حفيظتى هو تصدى من لا علم لهم بالرد على هذه الفتوى إذ تصدى لها سياسيون ونقاد سينمائيون ومؤلفو مسلسلات وأخيرا الجهلاء الذين أضحوا فى غفلة من أهل العلم أصحاب أقلام وهم يؤكدون قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن من علامات الساعة أن : ( يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة والرويبضة هو الرجل التافه الذى يتكلم فى المسائل العامة وهذا الزمن أصبح صوت الرويبضة فيه أعلى من صوت العلماء والحكماء .
فالذين تصدوا للرد على الفتوى وتسفيهها من أدعياء الحداثة والعولمة والليبرالية والماركسية وغيرها من المذاهب المدمرة والتى هى فى الأصل نتاج الفكر اليهودى العالمى لأن الدولة الفاطمية هى كما قالت عنها الفتوى المشار إليها وكل المراجع التاريخية التى لا يختلف بشأنها اثنان قالت بذلك ومنها: البداية والنهاية لابن كثير.. المنتظم لابن الجوزى.. تاريخ ابن خلدون.. تاريخ الإسلام للذهبى.. تاريخ الخلفاء للسيوطى.. خطط المقريزى.. سير أعلام النبلاء للذهبى.. الكامل فى التاريخ لابن الأثير  النجوم .. الزاهرة لابن تغرى بردى.. وفيات الأعيان لابن خلكان.. وغيرهم 
هذه المراجع هى التى استندت إليها فى إثبات حقيقة الدولة الفاطمية ومن لديه رأى آخر فليرد علينا بالحجة والدليل ذلك أن وقائع التاريخ لها حرمتها وليست مثل الكلام فى قضية توفيق عكاشة أو أبو حامض وبقرى فالذى يتكلم فى التاريخ لابد أن يكون قد غاص فيه واطلع على وقائعه من مصادر مختلفة واستخلص الحقائق من ثنايا الصحائف وما بين السطور .
 مؤسس الفاطمية
فى كتاب تاريخ الخلفاء للإمام الحافظ جلال الدين السيوطى نجد أنه قدم عرضا لسيرة الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الأمويون ثم العباسيون وفى نهاية كتابه كتب فصلا مختصرا بعنوان: (الدولة الخبيثة العبيدية) عرض فيها لملوكهم الأربعة عشر فى صفحة واحدة فقط وختمها بمقولة الإمام الذهبى حيث قال عنهم: كانوا أربعة عشر متخلفا لا مستخلفا
واتفق ابن خلكان والقاضى الباقلانى والإسفرايينى وكل المؤرخين الثقاة على أن عبيد الله الفاطمى (المعروف بالمهدى) مؤسس الدولة الفاطمية كان والده يهوديا صباغا واسمه سعد ( وقالت روايات أخرى أن اسمه سعيد) وأخذ لقب عبيد الله من زوج أمه الحسين بن أحمد القداح وسمى (القداح) لأنه كان كحالا يقدح العيون
وقال عنه الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء (الجزء 15) إنه أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية الذين قلبوا الإسلام وأعلنوا الرفض وأبطنوا مذهب الإسماعيلية وبثوا الدعاة يستغوون الجبلية والجهلة  .
ويقول الذهبى: إنه لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه قال غدا أخرجه لك ثم أصبح وقد ألقى عرمة من الذهب وقال: هذا نسبى ثم جذب نصف سيفه من غمده وقال: وهذا حسبى !!
وقد أسس هذا المدعى مدينة المهدية وتلقب بالمهدى وأشاع نسبه إلى الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء وأقام دولته بالمهدية عام    ( 297 هـ  - 910 م ) .
وبدأ من منذ ذاك التاريخ فى نشر دعوته بالقيروان وسائر بلدان الشمال الإفريقى لكن علماء السنة قاوموا دعوته وأقنعوا الناس بكفرها وحدثت بين العبيديين وأهل السنة حروب طاحنة فانتقل العبيدى إلى المهدية بعد أن بذل فى تحصينها أموالا طائلة ثم فكر فى الانتقال إلى مصر فأرسل عدة حملات لإخضاعها لكنها فشلت أمام جيوش العباسيين التى قادها مؤنس الخادم .
واعتمد عبيد الله فى صموده على إشاعة أنه المهدى المنتظر فالتفت حوله عدة قبائل لكن أبو عبدالله الشيعى استطاع أن يشكك البرابرة فيه حينما واجهه وسأله: أن الإمام لا يلبس الحرير وأنت لبسته وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره وأنت وطئت النساء ـ فأجاب عبيد الله: أنا نائب الشرع أحلل لنفسى ما أريد .
واستمر عبيد الله فى حكمه إلى أن مات عام 322هـ (934م) وتولى بعده ابنه القائم بأمر الله أبى القاسم محمد حتى عام 334هـ (946م) ثم ابنه المنصور إسماعيل حتى وفاته سنة 341هـ (953هـ) ثم تولى من بعده ابنه (معد) وكنيته أبوتميم ولقبه المعز لدين الله وهو الذى انتقل بالفاطميين إلى مصر .
الفاطميون فى مصر
فى عام355 هـ (966م) مات كافور الإخشيدى واضطربت أحوال مصر فانتهز المعز الفرصة ولم يجعلها تمر مرور السحاب ففكر ودبر وعزم العزم على ضم مصر التى فشل جده فى ضمها لملكهم فأقدم على حفر الآبار والاستراحات فى الطريق بين القيروان ومصر وحشد جيشا جرارا وأسند قيادته لمولى والده ( جوهر ) وهو رومى الأصل وينسب إلى صقلية وأمر المعز كل أمرائه أن يطيعوا أوامر جوهر .
وفى جيش كثيف يزيد على مائة ألف جندى دخل جوهر الصقلى الأراضى المصرية فى 27 شعبان سنة 58هـ (968م) وكان الكافوريون قد هربوا من مصر بعد علمهم بأمر الجيش الفاطمى فدخلها جوهر من ناحية المطرية بلا ضربة واحدة وكان ذلك يوم الثلاثاء فلما جاء يوم الجمعة التالى له الموافق 30 شعبان خطب الأئمة على المنابر للمعز الفاطمى وأمر جوهر المؤذنين فى كل الجوامع بأن يقولوا ( حى على خير العمل ) وأن يجهر الأئمة فى صلاتهم بالتسليمة الأولى فقط وشرع جوهر بعد ذلك فى بناء مدينة جديدة تكون عاصمة لهم فى سفح جبل المقطم واقترح المنجمون عليه أن يسميها (القاهرة) نسبة إلى كوكب القاهر (المريخ) الذى كان فى صعود ليلة دخوله مصر وبدأ أولا ببناء القصرين ليكونا منزل الملك ومقر حكمه (يطلق عليهم الآن بين القصرين) ثم بنى الجامع الأزهر عام 361هـ  ليكون منبرا لفكرهم ومدرسة لتعليم المذهب الرافضى (الأزهر مذكر الزهراء) لكنه تحول فى عهد صلاح الدين الأيوبى إلى قلعة للمذهب السنى ومنبرا تعليميا لعب دورا تاريخيا فى الحياة الاجتماعية والسياسية بمصر .
وصل المعز بعد ذلك للأراضى المصرية فحل بالإسكندرية يوم 23 شعبان سنة 362هـ (973م) وعن هذه المناسبة يقول ابن كثير: قدم المعز ومعه جحافل من الجيوش وأمراء من المغاربة والأكابر وحين نزل الإسكندرية تلقاه وجوه الناس فخطبهم بها خطبة بليغة ادعى فيها أنه ينصف المظلوم من الظالم وافتخر بنفسه وأن الله قد رحم الأمة بهم وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرا وباطنا كما قال القاضى الباقلانى إن مذهبهم الكفر المحض واعتقادهم الرفض وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه قبحهم الله وإياه وقد أحضر بين يديه الزاهد العابد الناسك الورع التقى (أبوبكر النابلسى) فقال له المعز: بلغنى عنك أنك قلت: لو أن معى عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت الفاطميين بسهم فقال: ما قلت هذا فظن أنه رجع عن قوله فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: ينبغى أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة وقتلتم الصالحين وأطفأتم نور الإلهية وادعيتم ماليس لكم فأمر بإشهاره فى أول يوم ثم ضرب فى اليوم الثانى بالسياط ضربا شديدا مبرحا ثم أمر بسلخه فى اليوم الثالث فجىء بيهودى فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن قال اليهودى: فأخذتنى رقة عليه فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات رحمه الله فكان يقال له (الشهيد) وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس ) . ا.هـ)
أحضر المعز معه رفات أهله وأقام لهم مقابر أمام الجامع الأزهر وشيد فوقها القباب وأعطى لهم قدسية وجعل الناس يتبركون بها وبقيت هذه المقابر هكذا حتى عهد السلطان المملوكى الأشرف  خليل بن قلاوون (1290 ـ 1293) الذى قام بهدمها وشيد على أنقاضها خان كبير عرف باسمه (خان الخليل) وهو القائم بالقاهرة حتى يومنا هذا .
كان المعز منجما يعتمد على حركات النجوم قال له منجمه إن عليك قطعا (خوفا) فى هذه السنة فتوارى عن وجه الأرض حتى تنقضى هذه المدة فعمل له سردابا وأحضر الأمراء وأوصاهم بولده نزار (العزيز بالله) وفوض إليه الأمر حتى يعود إليهم فبايعوه على ذلك ودخل المعز ذلك السرداب فتوارى فيه سنة فكان المغاربة إذا رأوا سحابا ترجل الرجل منهم له عن فرسه وأومأ إليه بالسلام ظانين أن المعز فى الغمام ثم برز إليهم بعد سنة وجلس فى مقام الملك وظل هكذا حتى عاجله القضاء المحتوم فتوفى فى 7 ربيع الآخر سنة 365هـ  .
وكانت أيامه فى الملك قبل أن يملك مصر وبعدما ملكها ثلاثا وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام منها بمصر سنتان وتسعة أشهر وجملة عمره كله خمسة وأربعون سنة وستة أشهر .
العزيز والحاكم
تولى العرش الفاطمى فى مصر بعد المعز ابنه (نزار) وكنيته أبومنصور ولقبه (العزيز بالله) ودامت ولايته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام حيث توفى سنة 386هـ (996م) وكان عمره اثنين وأربعين سنة .
وخلال حكم العزيز قام بتعيين رجل يهودى اسمه (ميشا) وزيرا وآخر نصرانى اسمه (عيسى بن نسطورس) وزيرا أيضا حتى أن امرأة مسلمة كانت لها مظلمة فكتبت فى مقدمة طلبها له تقول: (بالذى أعز النصارى بعيسى بن نسطورس واليهود بميشا وأذل المسلمين بهما لما كشفت ظلامتى ) فقضى لها حاجتها فعلا
وبعد وفاة العزيز تولى العرش من بعده ابنه منصور المعروف بـ (الحاكم بأمر الله) مؤسس الفرقة الضالة المضلة المعروفة بالحاكمية وإليه ينسب وادى التيم من الدروز أتباع (هستكر) غلام الحاكم الذى بعثه إليهم يدعوهم إلى الكفر فأجابوه ونشر المدعو محمد بن إسماعيل الدرزى الدعوة إلى ألوهية الحاكم بأمر الله وتمكن بفضل قوة حجته أن يستميل عددا من الأنصار بالشام الذين أصبحوا يعرفون بالدرزية ولا يزال لهم وجود حتى يومنا هذا
وتجمع كل المراجع التى أشرت إليها سلفا على أن الحاكم بأمر الله كان جبارا عنيدا وشيطانا مريدا وأنه كثير التلون فى أفعاله وأحكامه وأقواله جائرا يدعى الألوهية كما ادعاها فرعون وأمر الرعية إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا تعظيما لذكره واحتراما لاسمه وفعل ذلك فى سائر ممالكه حتى فى الحرمين الشريفين وأمر أهل مصر على وجه الخصوص إذا قاموا عند ذكر اسمه يخروا له سجدا حتى أنه ليسجد بسجودهم من فى الأسواق من العامة وغيرهم ممن كان لا يصلى الجمعة فكانوا يتركون السجود لله فى المساجد ويسجدون للحاكم فى الشوارع 
وأمر النصارى بالدخول فى دين الإسلام كرها بالمخالفة للنصوص الشرعية ثم سمح لهم بالعودة إلى دينهم وخرب كنائسهم ثم عمرها وبنى المدارس وجعل فيها الفقهاء ثم قتلهم وأخربها وأمر بغلق الأسواق نهارا وفتحها ليلا وكان يباشر الحسبة بنفسه فكان يدور بنفسه فى الأسواق على حماره (كان لا يركب إلا حمارا) ومن يجده قد غش سلعة أمر عبدا أسود معه اسمه مسعود أن يفعل به الفاحشه العظمى !! وهو أمر لم يسبقه إليه أحد .
ويقول ابن الجوزى: إنه لما وصل إلى القاهرة أمر العبيد أن يحرقوا مصر وينهبوا ما فيها من الأموال والمتاع والحريم فامتثلوا لما أمرهم به فقاتلهم أهل مصر قتالا شديدا ثلاثة أيام والنار تعمل فى الدور والحريم وهو فى كل يوم ـ قبحه الله ـ يخرج فيقف من بعيد وينظر ويبكى ويقول: من أمر هؤلاء العبيد بهذا؟! ثم اجتمع الناس فى الجوامع ورفعوا المصاحف وصاروا إلى الله عز وجل واستغاثوا به فرق لهم الترك والمشارقة وانحازوا إليهم وقاتلوا معهم عن حريمهم ودورهم وتفاقم الحال جدا ثم ركب الحاكم ـ لعنه الله ـ ففصل بين الفريقين وكف العبيد عنهم وكان يظهر التنصل مما فعله العبيد وأنهم ارتكبوا ذلك من غير علمه وإذنه وكان ينفذ إليهم السلاح ويحثهم على ذلك فى الباطن وما انجلى الأمر حتى احترق من مصر نحو ثلثها ونهب قريب من نصفها وسبيت نساء وبنات كثيرة وفعل معهن الفواحش والمنكرات حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار والفضيحة واشترى الرجال منهم من سبى لهم من النساء والحريم ثم ازداد ظلم الحاكم حتى عنّ له أن يدعى الربوبية فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون:
( يا واحد يا أحد.. يا محيى يا مميت ) قبحهم الله جميعا. ا.هـ

ليست هناك تعليقات: