أهل الكتاب ـ مجدى سعد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]
1 - وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ  [البقرة : 109]

2 - وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة : 120]

3 -  وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ [البقرة : 145]
4 - وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ  [البقرة : 217]
5 - لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ [آل عمران : 28]
6 - وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [آل عمران : 69]
7 -  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران : 100]
8 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ [118]هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [119] إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [120] [آل عمران]
9 -   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ [آل عمران : 149]
10 -   أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ [44] وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً [النساء : 44 - 45]
11 -  إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً [النساء : 101]
12 - بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * 
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً [النساء : 138 -  139]
13 -  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء : 144]
14 -  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ [المائدة : 51 - 52]

15 -  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة : 57]

16 – كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة : 8 ] لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة : 10] 
17 - وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ [هود : 113]
18 - وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف : 28]
19 - يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً [الأحزاب : 1]
20 -  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [المجادلة : 14]
21 - لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة : 22]
22 -  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ [الممتحنة : 1]
23 -  إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ [الممتحنة : 2]
24 - قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [الممتحنة : 4]
25 -  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ [الممتحنة : 13]
------------------------------------------------------------------------- 
لا تأتمنوا من خونه الله
سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما علم أن أبا موسى الأشعري رضى الله عنه إتخذ كاتباً نصرانياً فقال له: لاتأتمنوا من خونّ الله و لاتُقربوا من أقصى الله ولا تُعزُّوا من أذلَّ الله .  انتهى
غير المسلم لا يجوز الإستعانة به و لا يُولَى على مسلم فليس هذا من هدي النبوة و لا الصحابة ولا صالحي الحكام و العلماء
لا تجوز ولاية الكافر على المسلم
     لقد اتفقت المذاهب الأربعة والظاهرية على النهي عن تولية أهل الذمة واستعمالهم في أي عمل يكون فيه الذمي فوق المسلم ولهم في ذلك تفاصيل كثيرة وإني لأعجب ممن يجيز أن يتولى أهل الذمة الوزارات والإدارات ونحو ذلك في دار الإسلام بل تجرأ بعضهم فأجاز أن يكون الذمي حاكما ورئيسا  وينضم إلى أهل الكتاب فى النهى عن الولاية على المسلمين كل من يعرف عنه القول بعدم صلاحية الشريعة الاسلامية للحكم وإدارة شئون البلاد السياسية والاقتصادية وغيرها !!!
حكم تولية أهل الذمة عند الحنفية
في أحكام القرآن للجصاص 2/54-55 : ( باب الاستعانة بأهل الذمة :
قال الله تعالى : ** يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } الآية ... في هذه الآية دلالة على أنه لا تجوز الاستعانة بأهل الذمة في أمور المسلمين من العمالات والكتبة. وقد روي عن عمر أنه بلغه أن أبا موسى استكتب رجلا من أهل الذمة فكتب إليه يعنفه وتلا : ** يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } أي لا تردوهم إلى العز بعد أن أذلهم الله تعالى .
وروى أبو حيان التيمي عن فرقد بن صالح عن أبي دهقانة قال: قلت لعمر بن الخطاب: إن ههنا رجلا من أهل الحيرة لم نر رجلا  أحفظ منه  ولا أخط منه بقلم فإن رأيت أن تتخذه كاتبا قال : قد اتخذت إذا بطانة من دون المؤمنين .
وروى هلال الطائي عن وسق الرومي قال: كنت مملوكا لعمر فكان يقول لي أسلم فإنك إن أسلمت استعنت بك على أمانة المسلمين فإنه لا ينبغي أن أستعين على أمانتهم من ليس منهم  فأبيت  فقال : لا إكراه في الدين  فلما حضرته الوفاة أعتقني فقال : اذهب حيث شئت) اه
وفي أحكام القرآن للجصاص أيضا 2/410 : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين)... اقتضت الآية النهي عن الاستنصار بالكفار والاستعانة بهم والركون إليهم والثقة بهم  وهو يدل على أن الكافر لا يستحق الولاية على المسلم بوجه ولدا كان أو غيره . ويدل على أنه لا تجوز الاستعانة بأهل الذمة في الأمور التي يتعلق بها التصرف والولاية  وهو نظير قوله : ** لا تتخذوا بطانة من دونكم } وقد كره أصحابنا توكيل الذمي في الشراء والبيع ودفع المال إليه مضاربة وهذه الآية دالة على صحة هذا القول
وفي أحكام القرآن للجصاص 3/146: ( قوله تعالى: ** يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } الآية وقال: ** لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } فنهى في هذه الآيات عن موالاة الكفار وإكرامهم وأمر بإهانتهم وإذلالهم ونهى عن الاستعانة بهم في أمور المسلمين لما فيه من العز وعلو اليد .
وكذلك كتب عمر إلى أبي موسى ينهاه أن يستعين بأحد من أهل الشرك في كتابته وتلا قوله تعالى : ** لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا } وقال : لا تردوهم إلى العز بعد إذلالهم من الله .
وقوله تعالى : ** حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } قد اقتضى وجوب قتالهم إلى أن تؤخذ منهم الجزية على وجه الصغار والذلة  فغير جائز على هذه القضية أن تكون لهم ذمة إذا تسلطوا على المسلمين بالولايات ونفاذ الأمر والنهي إذ كان الله إنما جعل لهم الذمة وحقن دماءهم بإعطاء الجزية وكونهم صاغرين ) اه
وقال ابن نجيم في البحر الرائق 2/248: ( قال في الغاية: ويشترط في العامل أن يكون حرا مسلما غير هاشمي فلا يصح أن يكون عبدا لعدم الولاية ولا يصح أن يكون كافرا  لأنه لا يلي على المسلم بالآية ولا يصح أن يكون مسلما هاشميا لأن فيها شبهة الزكاة وبه يعلم حكم تولية اليهود والنصارى في زماننا على بعض الأعمال ولا شك في حرمة ذلك أيضا )اه
وفي شرح الحصكفي 2/309: (العاشر هو حر مسلم) بهذا يعلم حرمة تولية اليهود والنصارى على الأعمال )اه
وفي حاشية ابن عابدين عليه : ( قوله: هو حر مسلم) فلا يصح أن يكون عبدا لعدم الولاية ولا يصح أن يكون كافرا لأنه لا يلي على المسلم بالآية. بحر عن الغاية والمراد بالآية قوله تعالى ** ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }
( قوله : بهذا إلخ ) أي باشتراط الإسلام للآية المذكورة  زاد في البحر ولا شك في حرمة ذلك أيضا اهـ أي لأن في ذلك تعظيمه وقد نصوا على حرمة تعظيمه بل قال في الشرنبلالية وما ورد من ذمه أي العاشر فمحمول على من يظلم كزماننا وعلم مما ذكرناه حرمة تولية الفسقة فضلا عن اليهود والنصارى والكفرة. اهـ .
قلت : وذكر في شرح السير الكبير أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص : ولا تتخذ أحدا من المشركين كاتبا على المسلمين  فإنهم يأخذون الرشوة في دينهم ولا رشوة في دين الله تعالى قال: وبه نأخذ فإن الوالي ممنوع من أن يتخذ كاتبا من غير المسلمين {لا تتخذوا بطانة من دونكم })اه
حكم تولية أهل الذمة عند المالكية
في أحكام القرآن لابن العربي 2/138 : (المسألة الثانية : بلغ عمر بن الخطاب أن أبا موسى الأشعري اتخذ باليمن كاتبا ذميا  فكتب إليه هذه الآية ( لا تتخذوا بطانة .. ) وأمره أن يعزله  وذلك أنه لا ينبغي لأحد من المسلمين ولي ولاية أن يتخذ من أهل الذمة وليا فيها لنهي الله عن ذلك وذلك أنهم لا يخلصون النصيحة  ولا يؤدون الأمانة  بعضهم أولياء بعض .) اه
وفي أحكام القرآن لابن العربي أيضا 1/351: (قوله تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } هذا عموم في أن المؤمن لا يتخذ الكافر وليا في نصره على عدوه ولا في أمانة ولا بطانة .
من دونكم : يعني من غيركم وسواكم  كما قال تعالى : {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} وقد نهى عمر بن الخطاب أبا موسى الأشعري عن ذمي كان استكتبه باليمن وأمره بعزله وقد قال جماعة من العلماء : يقاتل المشرك في معسكر المسلمين معهم لعدوهم واختلف في ذلك علماؤنا المالكية . والصحيح منعه لقوله عليه السلام : ** إنا لا نستعين بمشرك } . اه
في الآداب الشرعية لابن مفلح 2/450 : ( قال ابن عبد البر: قال ابن القاسم: سئل مالك عن النصراني يستكتب ؟ قال لا أرى ذلك  وذلك أن الكاتب يستشار  فيستشار النصراني في أمر المسلمين ؟ ما يعجبني أن يستكتب .
وذكر ابن عبد البر: أنه استأذن على المأمون بعض شيوخ الفقهاء فأذن له  فلما دخل عليه رأى بين يديه رجلا يهوديا كاتبا كانت له عنده منزلة وقربة لقيامه بما يصرفه فيه ويتولاه من خدمته فلما رآه الفقيه قال  وقد كان المأمون أومأ إليه بالجلوس فقال : أتأذن لي يا أمير المؤمنين في إنشاد بيت حضر قبل أن أجلس قال نعم  فأنشده : إن الذي شرفت من أجله يزعم هذا أنه  كاذب وأشار إلى اليهودي . فخجل المأمون ووجم ثم أمر حاجبه بإخراج اليهودي مسحوبا على وجهه فأنفذ عهدا باطراحه وإبعاده وأن لا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أعماله .
قال ابن عبد البر: كيف يؤتمن على سر أو يوثق به في أمر من وقع في القرآن وكذب النبي ؟ )
وقال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى4/174: ( لا تتخذوا بطانة من دونكم ): ( أكد الله سبحانه وتعالى الزجر عن الركون إلى الكفار وهو متصل بما سبق من قوله : ** يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }  ونهى المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكفار وأهل الأهواء دخلاء وولجاء  يفاوضونهم في الآراء  ويسندون إليهم أمورهم  ثم بين الله المعنى الذي من أجله نهى عن المواصلة فقال :  لا يألونكم خبالا } يعني لا يتركون الجهد في إفسادكم أي أنهم وإن لم يقاتلوكم فإنهم لا يتركون الجهد في المكر والخديعة ) اه
حكم تولية أهل الذمة عند الشافعية
قال الشربيني في مغني المحتاج 5/407: ( ولا يستعان عليهم ) في قتال ( بكافر ) ذمي أوغيره لأنه يحرم تسليطه على المسلم  ولهذا لا يجوز لمستحق القصاص من مسلم أن يوكل كافرا في استيفائه  ولا للإمام أن يتخذ جلادا كافرا لإقامة الحدود على المسلمين.
وقال الرملي في نهاية المحتاج 7/407 : ( ولا يستعان عليهم بكافر ) ولو ذميا  لأنه يحرم تسليطه على المسلم  ولأن القصد ردهم للطاعة  والكفار يتدينون بقتلهم  وفي الحاشية على نهاية المحتاج : ( قوله : ; لأنه يحرم تسليطه على المسلم ) وكذا يحرم جعله جلادا يقيم الحدود على المسلمين .
أقول : وكذا يحرم نصبه في شيء من أمور المسلمين  وفي شرح البهجة الوردية 5/146 : ( قال ابن الصلاح : وينبغي منعهم من خدمة الملوك والأمراء كما يمنعون من ركوب الخيل ) اه
وفي معالم القربة للقرشي ص39 : (ولما ولي أبو موسى الأشعري البصرة وقدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوجده في المسجد فاستأذن عليه فأذن له واستأذن لكاتبه وكان نصرانيا فلما دخل على عمر ورآه فقال: قاتلك الله يا أبا موسى وليت نصرانيا على المال أما سمعت قول الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فقال : يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه فقال عمر: لا أكرمهم بعد أن أهانهم الله ولا أعزهم بعد أن أذلهم الله ولا أدنيهم بعد أن أقصاهم الله .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله - وقد اتصل به أنه اتخذ كاتبا يقال له حسان -: بلغني أنك استعملت حسان وهو على غير دين الإسلام والله تعالى يقول: * يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء }. وقال تعالى: {لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } وإذا أتاك كتابي هذا فادع حسان إلى الإسلام فإن أسلم فهو منا  ونحن منه  وإن أبى فلا تستعن به  فلما جاءه الكتاب قرأه على حسان فأسلم  وعلمه الطهارة والصلاة وهذا أصل يعتمد عليه في ترك الاستعانة بالكافر فكيف استعمالهم على رقاب المسلمين) اه
وفي تفسير ابن كثير1/528: ( ففي هذا الأثر مع هذه الآية دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين وإطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء من أهل الحرب ولهذا قال تعالى : ** لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم } )اه
في الموسوعة الفقهية الكويتية 8/104: ( قال إلكيا الهراسي في قوله تعالى: {لا تتخذوا بطانة من دونكم }: فيه دلالة على أنه لا يجوز الاستعانة بأهل الذمة في شيء من أمر المسلمين ) اه.
حكم تولية أهل الذمة عند الحنابلة
في كشاف القناع 3/139: (ويكره أن يستعين مسلم بذمي في شيء من أمور المسلمين مثل كتابة وعمالة وجباية خراج وقسمة فيء وغنيمة وحفظ ذلك في بيت المال وغيره ونقله) أي: نقل ما ذكر من موضع إلى آخر لأن أبا موسى دخل على عمر ومعه كتاب قد كتبه فيه حساب عمله فقال له عمر " ادع الذي كتبه ليقرأه قال : إنه لا يدخل المسجد قال ولم لا يدخل ؟ فقال : إنه نصراني فانتهره عمر .
(ولا يكون) الذمي ( بوابا ولا جلادا  ولا جهبذا وهو النقاد الخبير ونحو ذلك) لخيانتهم  فلا يؤتمنون. (ويحرم توليتهم الولايات من ديوان المسلمين وغيره) لما فيه من إضرار المسلمين للعداوة الدينية ( وتقدم نحو الاستعانة بهم في القتال في باب ما يلزم الإمام والجيش) (ويكره أن يستشاروا أو يؤخذ برأيهم  لأنهم غير مأمونين) اه
 وفي الآداب الشرعية لابن مفلح 2/444 : (فصل ( في الاستعانة بأهل الذمة )   قال بعض أصحابنا ويكره أن يستعين مسلم بذمي في شيء من أمور المسلمين مثل كتابة وعمالة وجباية خراج وقسمة فيء وغنيمة وحفظ ذلك ونقله إلا ضرورة قال في الرعاية الكبرى ولا يكون بوابا ولا جلادا ونحوهما...
قال القاضي أبو يعلى من أئمة أصحابنا : وفي هذه الآية دليل على أنه لا يجوز الاستعانة بأهل الذمة في أمور المسلمين من العمالات والكتبة ولهذا قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لا يستعين الإمام بأهل الذمة على قتال أهل الحرب  وقد جعل الشيخ موفق الدين رحمه الله هذه المسألة أصلا في اشتراط الإسلام في عامل الزكاة فدل على أنها محل وفاق . وقال الإمام أحمد رحمه الله في رواية أبي طالب وقد سأله يستعمل اليهودي والنصراني في أعمال المسلمين مثل الخراج ؟ فقال: لا يستعان بهم في شيء . )اه
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 5/540 : ( ولا يستعان بأهل الذمة في عمالة ولا كتابة لأنه يلزم منه مفاسد أو يفضي إليها .
وسئل أحمد في رواية أبي طالب في مثل الخراج فقال: لا يستعان بهم في شيء ومن تولى منهم ديوانا للمسلمين ينقض عهده ومن ظهر منه أذى للمسلمين أو سعى في فساده لم يجز استعماله وغيره أولى منه بكل حال فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عهد أن لا يستعمل من أهل الردة أحدا وإن عاد إلى الإسلام لما يخاف من فساد ديانتهم ) اه
وفي الإنصاف للمرداوي 4/143 : ( أخذ القاضي من تحريم الاستعانة تحريمها في العمالة والكتابة . وسأله أبو طالب عن مثل الخراج ؟ فقال : لا يستعان بهم في شيء . وأخذ القاضي منه : أنه لا يجوز كونه عاملا في الزكاة. قال في الفروع : فدل على أن المسألة على روايتين . قال والأولى : المنع . واختاره شيخنا . يعني : الشيخ تقي الدين وغيره أيضا . لأنه يلزم منه مفاسد أو يفضي إليها . فهو أولى من مسألة الجهاد )اه
حكم تولية أهل الذمة عند الظاهرية
قال ابن حزم في المحلى 5/415 : ( قال أبو محمد: ومن الصغار أن لا يؤذوا مسلما ولا يستخدموه  ولا يتولى أحد منهم شيئا من أمور السلطان يجري لهم فيه أمر على مسلم) اه
أدلة أهل العلم في النهي عن ذلك
لأهل العلم أدلة كثيرة على المسألة ومجمل أدلة أهل العلم على ذلك :
الآيات القرآنية: مثل ( لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ) ومثل : (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) .. إلخ
الأحاديث النبوية: مثل أحاديث عدم بدأهم بالسلام واضطرارهم إلى أضيق الطريق وأحاديث النهي عن الاستعانة بالكفار في القتال.. إلخ
الآثار الواردة: عن الصحابة والسلف في النهي عن ذلك كما في أثر عمر وعمر بن عبد العزيز وغيرهما .
القياس: فإذا كان المسلم الفاسق لا يجوز أن يتولى الولايات العامة على المسلمين فمن باب أولى الكافر .
سد الذرائع: للمفاسد الكثيرة الحاصلة على الإسلام والمسلمين من توليتهم, ولا تخفى على أحد .
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 2/444 في معرض الاستدلال على ذلك :
عن أبي موسى الأشعري أنه أتخذ كاتبا نصرانيا فانتهره عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وعن عمر أيضا أنه قال : لا ترفعوهم إذ وضعهم الله  ولا تعزوهم إذ أذلهم الله .
ولأن في الاستعانة بهم في ذلك من المفسدة ما لا يخفى وهي ما يلزم -عادة أو ما يفضي إليه- من تصديرهم في المجالس والقيام لهم وجلوسهم فوق المسلمين وابتدائهم بالسلام أو ما في معناه ورده عليهم على غير الوجه الشرعي وأكلهم من أموال المسلمين ما أمكنهم لخيانتهم واعتقادهم حلها وغير ذلك .
ولأنه إذا منع من الاستعانة بهم في الجهاد مع حسن رأيهم في المسلمين والأمن منهم وقوة المسلمين على المجموع لا سيما مع الحاجة إليهم على قول فهذا في معناه وأولى للزومه وإفضائه إلى ما تقدم من المحرمات بخلاف هذا
وقد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين أن يتخذوا الكفار بطانة لهم فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } . وبطانة الرجل تشبيهه ببطانة الثوب الذي يلي بطنه  لأنهم يستنبطون أمره ويطلعون عليه بخلاف غيرهم  وقوله * من دونكم } أي من غير أهل ملتكم ثم قال تعالى : ( لا يألونكم خبالا } أي لا يبقون غاية في إلقائكم فيما يضركم والخبال الشر والفساد ( ودوا ما عنتم } أي يودون ما يشق عليكم من الضر والشر والهلاك  والعنت المشقة يقال فلان يعنت فلانا أي يقصد إدخال المشقة والأذى عليه
( قد بدت البغضاء من أفواههم } قيل بالشتم والوقيعة في المسلمين ومخالفة دينكم  وقيل باطلاع المشركين على أسرار المؤمنين ( وما تخفي صدورهم أكبر } أي أعظم ( قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون } ...
وتحصيلا للمأمور به شرعا من إذلالهم وإهانتهم والتضييق عليهم وإذا أمر الشارع عليه الصلاة والسلام بالتضييق عليهم في الطريق المشتركة فما نحن فيه أولى هذا مما لا إشكال فيه .
ولأن هذه ولايات بلا شك  ولهذا لا يصح تفويضها مع الفسق والخيانة  والكافر ليس من أهلها بدليل سائر الولايات وهذا في غاية الوضوح  ولأنها إذا لم يصح تفويضها إلى فاسق فإلى كافر أولى بلا نزاع . ولهذا قد نقول يصح تفويضها إلى فاسق إما مطلقا أو مع ضم أمين إليه يشارفه كما نقول في الوصية .
ولأنه إذا لم تصح وصية المسلم إلى كافر في النظر في أمر أطفاله أو تفريق ثلثه مع أن الوصي المسلم المكلف العدل يحتاط لنفسه وماله وهي مصلحة خاصة يقل حصول الضرر فيها فمسألتنا أولى هذا مما لا يحتاج فيه إلى تأويل ونظر والله أعلم .
وقال الله تعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } . وهذا من أعظم السبيل استدل الشيخ وجيه الدين وغيره من الأصحاب بهذه الآية على أنه لا يجوز أن يكون عاملا في الزكاة وقد قال أصحابنا في كاتب الحاكم لا يجوز أن يكون كافرا واستدلوا بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة } . وبقضية عمر على أبي موسى ...
ولهذا كان السلف يستدلون بهذه الآية على ترك الاستعانة بهم في الولايات فروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي موسى قال: قلت لعمر رضي الله عنه إن لي كاتبا نصرانيا قال: ما لك قاتلك الله أما سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } ألا اتخذت حنيفيا ؟ قال قلت يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه قال لا أكرمهم إذ أهانهم الله ولا أعزهم إذ أذلهم الله ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله ورواه البيهقي وعنده: " فانتهرني وضرب على فخذي " وعنده أيضا " فقال أبو موسى: والله ما توليته إنما كان يكتب . فقال عمر له أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب ؟ لا تدنهم إذا أقصاهم الله ولا تأمنهم إذا أخانهم الله ولا تعزهم بعد إذ أذلهم الله .
وروى الإمام أحمد عن عمر رضي الله عنه أنه قال : لا تستعملوا اليهود والنصارى فإنهم يستحلون الرشاء في دينهم ولا تحل الرشاء .
وقطع الشيخ تقي الدين في موضع آخر بأنه يجب على ولي الأمر منعهم من الولايات في جميع أرض الإسلام وقال أيضا : الولاية إعزاز وأمانة وهم يستحقون للذل والخيانة  والله يغني عنهم المسلمين فمن أعظم المصائب على الإسلام وأهله أن يجعلوا في دواوين المسلمين يهوديا أو سامريا أو نصرانيا .
وقال أيضا : لا يجوز استعمالهم على المسلمين فإنه يوجب من إعلائهم على المسلمين خلاف ما أمر الله ورسوله  ( والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يبدأوا بالسلام } ( وأمر إذا لقيهم المسلمون أن يضطروهم إلى أضيق الطرق } ( وقال الإسلام يعلو ولا يعلى عليه} .
وقد منعوا من تعلية بنائهم على المسلمين فكيف إذا كانوا ولاة على المسلمين فيما يقبض منهم ويصرف إليهم وفيما يؤمرون به من الأمور المالية ويقبل خبرهم في ذلك فيكونون هم الآمرين الشاهدين عليهم ؟ هذا من أعظم ما يكون من مخالفة أمر الله ورسوله...
وكتب إليه خالد بن الوليد أن بالشام كاتبا نصرانيا لا يقوم خراج الشام إلا به فكتب إليه لا تستعمله  فأعاد عليه السؤال وإنا محتاجون إليه فكتب إليه مات النصراني والسلام يعني قدر موته  فمن ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه .
إلى أن قال: وقد يشيرون عليهم بالرأي التي يظنون أنها مصلحة ويكون فيها من فساد دينهم ودنياهم ما لا يعلمه إلا الله وهو يتدين بخذلان الجند وغشهم يرى إنهم ظالمين وأن الأرض مستحقة للنصارى ويتمنى أن يتملكها النصارى ...
إلى أن قال : وثبت في الصحيح عن (النبي صلى الله عليه وسلم أن مشركا لحقه ليقاتل معه فقال له إني لا أستعين بمشرك } وكما أن استخدام الجند المجاهدين إنما يصلح إذا كانوا مؤمنين فكذلك الذين يعاونون الجند في أموالهم وأعمالهم ...
ثم قال: وقد عرف أهل الخبرة أن أهل الذمة من اليهود والنصارى والمنافقين يكاتبون أهل دينهم بأخبار المسلمين وربما يطلعون على ذلك من أسرارهم وعوراتهم وغير ذلك وقد قيل : كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين انتهى كلامه .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا } رواه الإمام أحمد والنسائي وعبد بن حميد وغيرهم . ومعنى قوله ( لا تستضيئوا بنار المشركين } أي لا تستشيروهم ولا تأخذوا آراءهم . جعل الضوء مثلا الرأي عند الحيرة هذا معنى قول الحسن رواه عبد بن حميد  واحتج الحسن بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم } وكذا فسره غيره ) اه
وفي غذاء الألباب للسفاريني 2/15-19:
- (وذكر السلطان الملك المنصور أبو المعالي محمد بن أيوب في كتابه درر الآداب ومحاسن ذوي الألباب : أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى جميع عماله في الآفاق : أما بعد  فإن عمر يقرأ عليكم السلام ويقرأ عليكم من كتاب الله المبين ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } الآية  واعلموا أنه لم يهلك من هلك قبلكم إلا بمنعه الحق وبسط يد الظلم  وقد بلغني عن قوم من المسلمين فيما مضى  إذا قدموا بلدا أتاهم أهل الشرك فاستعانوا بهم في أعمالهم وكتابتهم لعلمهم بالكتابة  والحساب والتدبير ولا خيرة ولا تدبير فيما يغضب الله ورسوله  وقد كانت لهم في ذلك مدة  وقد قضاها الله تعالى فلا نعلمن أن أحدا من العمال أبقى في عمله رجلا متصرفا على غير دين الإسلام إلا نكل به  وليكتب كل منكم بما فعله في عمله  وأمر أن يمنع النصارى  واليهود من الركوب على السروج إلا على الأكف .
قال : وكتب إلى حيان عامله بمصر باعتماد ذلك فكتب إليه حيان : أما بعد يا أمير المؤمنين إن دام هذا الأمر في مصر أسلمت أهل الذمة وبطل ما يؤخذ من الخراج  فأرسل إليه خالدا  وقال له: ائت مصر فاضرب حيان على رأسه ثلاثين سوطا أدبا على قوله وقل له : ويلك يا حيان من دخل في دين الإسلام فضع عنه الجزية فوددت أن أسلموا كافة  الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا لا جابيا ) اه
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية 8/104 تحت عنوان (اتخاذ بطانة من دون المؤمنين ) :
لا خلاف بين علماء الإسلام في أنه لا يجوز لأولياء أمور المسلمين أن يتخذوا بطانة من الكفار والمنافقين يطلعونهم على سرائرهم  وما يضمرونه لأعدائهم ويستشيرونهم في الأمور  لأن هذا من شأنه أن يضر مصلحة المسلمين ويعرض أمنهم للخطر وقد ورد التنزيل بتحذير المؤمنين من موالاة غيرهم ممن يخالفونهم في العقيدة والدين
وقال عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون } .
وقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } .
ونهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ بطانة من دون المؤمنين  يطلعونهم على سرائرهم  ويكشفون لهم عورات المسلمين  لقوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين } وفي معنى ذلك آيات كثيرة .
وقد تقدم الحديث في شأن بطانة السوء . وقال ابن أبي حاتم : قيل لعمر بن الخطاب : رضي الله عنه : إن هنا غلاما من أهل الحيرة حافظا كاتبا  فلو اتخذته كاتبا ؟ قال : اتخذت إذن بطانة من دون المؤمنين .
وفي الموسوعة الفقهية أيضا 19/76 :
- ( وروي عن معاوية رضي الله عنه أنه أرسل إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه خطابا جاء فيه : يا أمير المؤمنين  فإن في عملي كاتبا نصرانيا لا يتم أمر الخراج إلا به فكرهت أن أقلده دون أمرك . فكتب إليه عافانا الله وإياك  قرأت كتابك في أمر النصراني  أما بعد  فإن النصراني قد مات والسلام
وقد سار الخلفاء الذين لهم ثناء حسن في الأمة على نهج عمر رضي الله عنه في استبعاد أهل الذمة عن الوظائف التي فيها اطلاع على دواخل المسلمين . فقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله : أما بعد  فإنه بلغني أن في عملك كاتبا نصرانيا يتصرف في مصالح المسلمين والله تعالى يقول :  
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين)  فإذا أتاك كتابي هذا فادع حسانا - يعني ذلك الكاتب - إلى الإسلام  فإن أسلم فهو منا  ونحن منه  وإن أبى فلا تستعن به  ولا تتخذ أحدا على غير دين الإسلام في شيء من مصالح المسلمين . فأسلم حسان وحسن إسلامه .
ولأن من شروط متولي هذا العمل الأمانة والنصح للمسلمين  والحرص على مصالحهم . وهذه الشروط غير متحققة في المشركين  وقد نبه الله المسلمين على صفاتهم فهم لا يحبون الخير للمسلمين  ويغشون  ولا ينصحون  قال تعالى فيهم :( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم } . وقال تعالى :( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون }
منقول بتصرف وبعض الزيادات عن :
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن - صنعاء
  القول المختار فى حكم الاستعانة بالكفار                          
اتفق جمهور فقهاء الأمة وعلمائها على تحريم هذا النوع تحريماً عاماً لا يستثنى منه شيء واستدل أصحاب هذا المذهب بأمور منها ‏:‏
أولاً ‏:‏ الكتاب العزيز ‏
    حيث شدد سبحانه وتعالى في النهي عن موالاة الكفار والركون إليهم واتخاذهم أولياء وأصدقاء في كثير من آيات الكتاب العزيز فمن ذلك قوله ‏:‏ ‏{‏ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ‏}‏ ، وقال سبحانه وتعالى ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ‏}‏ ‏.‏ وقال سبحانه وتعالى ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ‏}‏ ‏.‏ وقال سبحانه وتعالى ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ‏}‏  فهذه الآيات وأمثالها كثيرة في الكتاب العزيز  كلها تحذر من الركون إلى الكافرين وموالاتهم واتخاذهم أصدقاء  والاستعانة بالكفار لا تتم إلا بموالاتهم والركون إليهم ‏.‏
ثانياً ‏:‏ من السنة المطهرة
     ومنها ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت ‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل بدر فلما كان بحـرَّة الوَبَره أدركه رجل قد كان يذكر منه جُرأة ونَجْدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ تؤمن بالله ورسوله ‏؟‏ قال ‏:‏ لا ‏.‏ قال ‏:‏ فارجع فلن استعين بمشرك قالت ‏:‏ ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة قال ‏:‏ فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ‏‏ ‏.‏

ومنها ‏:‏ ما أخرجه الطحاوي والحاكم عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع إذا هو بكتيبة خشناء  فقال من هؤلاء ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ هذا عبدالله ابن أبي بن سلول في ستمائة من مواليه من اليهود أهل قينقاع وهم رهط عبدالله بن سلام قال ‏:‏ وقد أسلموا ‏؟‏ قالوا ‏:‏ لا يا رسول الله قال ‏:‏ قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ‏"‏ ‏.‏
ومنها ‏:‏ ما رواه الإمام أحمد والحاكم عن خبيب بن أساف قال ‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهداً ولانشهده معهم  فقال ‏:‏ أأسلمتما قلنا ‏:‏ لا ‏.‏ قال ‏:‏ فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ‏"‏‏.‏
هذه النصوص كما ترى غاية في الصحة والصراحة على تحريم الاستعانة بالمشركين في الحرب والقتال  فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يستعين بكافر أو يجيز الاستعانة بهم وهو يعلم هذه النصوص الصحيحة الصريحة ‏.‏ وكما ثبت بالكتاب والسنة منع الاستعانة بالكفار كما ترى فكذلك الصحابة رضوان الله عليهم ذهبوا إلى منع الاستعانة بالكفار ومن ذلك ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إنكاره على أبي موسى حينما استعمل كاتباً نصرانياً ذكر ذلك البيهقي عن أبي موسى ‏:‏ ‏"‏ أنه استكتب نصرانياً فانتهره عمر وقرأ ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء‏}‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ الآية‏.‏ فقال أبو موسى والله ما توليته وإنما كان يكتب فقال ‏:‏ أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب ‏؟‏ فقال ‏:‏ لا تدنهم إذ أقصاهم الله ولا تأمنهم إذ خونهم الله ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله ‏"‏ ‏.‏
وقد ذكر صاحب المذمَّة عن عمر رضي الله عنه غير هذا الخبر فقال ‏:‏ وكتب إليه بعض عماله ‏(‏ أي عمر ‏)‏ ليستشيره في استعمال الكفار فقال ‏:‏ ‏"‏ إن المال قد كثر وليس يحصيه إلا هم فاكتب إلي بما ترى فكتب إليه ‏:‏ لا تدخلوهم في دينكم ولا تسلموهم ما منعهم الله منه ولا تؤمنوهم على أموالكم وتعلّموا فإنما هي الرجال ‏"‏ ، وكتب رضي الله عنه إلى عماله أما بعد‏:‏ ‏"‏ فإنه من كان قِبَله كاتب من المشركين فلا يعاشره ولا يوادده ولا يجالسه ولا يعتضد برأيه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمر باستعمالهم ولا خليفته من بعده ‏"‏ ‏.‏
وورد عليه كتاب معاوية بن أبي سفيان ‏:‏ ‏"‏ أما بعد ‏:‏ يا أمير المؤمنين فإن في عملي كاتباً نصرانياً لا يتم أمر الخراج إلا به فكرهت أن أقلده دون أمرك فكتب إليه ‏:‏ عافانا الله وإياك قرأت كتابك في أمر النصراني ‏:‏ ‏"‏ أما بعد ‏:‏ فإن النصراني قد مات والسلام ‏"‏ ، وكان لعمر عبد نصراني فقال له ‏:‏ أسلم حتى نستعين بك على بعض أمور المسلمين فإنه لا ينبغي لنا أن نستعين على أمورهم بمن ليس منهم فأبى فأعتقه وقال ‏:‏ اذهب حيث شئت ‏"‏ وكتب رضي الله عنه إلى أبي هريرة رضي الله عنه ‏:‏
أما بعد ‏:‏ فللناس نفره على سلطانهم فأعوذ بالله أن تدركني وإياك أقم الحدود ولو ساعة من النهار فإذا حضرك أمران أحدهما ‏:‏ أمر لله والآخر للدنيا فآثر الله على نصيبك من الدنيا فإن الدنيا تفقد والأخرى تبقى عد مرضى المسلمين واشهد جنائزهم وافتح بابك وباشرهم وأبعد أهل الشرك وأنكر أفعالهم ولا تستعن في أمر من أمور المسلمين بمشرك وساعد على مصالح المسلمين لنفسك فإنما أنت رجل منهم غير أن الله سبحانه جعلك حاملاً لأثقالهم ‏.‏
كما ذكر أيضاً عن عمر بن عبدالعزيز أنه كتب إلى جميع عماله في الآفاق ‏:‏ ‏"‏ أما بعد فإن عمر بن عبدالعزيز يقرأ عليكم من كتاب الله ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسٌ ‏}‏  جعلهم نجساً حزب الشيطان وجعلهم الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً واعلموا أنه لم يهلك هالك قبلكم إلا بمنعه الحق وبسط يد الظلم وقد بلغني عن قوم من المسلمين فيما مضى أنهم إذا قدموا بلداً أتاهم أهل الشرك فاستعانوا بهم في أعمالهم وكتابتهم لعلمهم بالكتابة والجباية والتدبير ولا خير ولا تدبير فيما يغضب الله ورسوله وقد كان لهم في ذلك مدة وقد قضاها الله ، فلا أعلم أن أحداً من العمال أبقى في عمله رجلاً متصرفاً على غير دين الإسلام إلا نكّلت به فإن محو عمالكم كمحو دينهم وأنزلوهم منزلتهم التي خصهم الله بها من الذل والصغار ‏"‏ اهـ ‏.‏
فإن قيل هذه النصوص التي أوردتموها كلها في رفضه عليه الصلاة والسلام الاستعانة بالأفراد أما عدم الاستعانة بالدولة الكافرة فلم يرد فيه نص يمنعه فالجواب أن يقال ‏:‏
أولاً ‏:‏ قوله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ لن أستعين بمشرك ‏"‏ مشرك هنا نكرة جاءت في سياق النفي واتفق علماء الأصول على أن النكرة في سياق النفي صيغة من صيغ العموم فيكون قوله ‏"‏ لن استعين بمشرك ‏"‏ يعم كل مشرك فرداً كان أو دولة ‏.‏
ثانياً ‏:‏ الضرر المتوقع والخطر المحتمل من الاستعانة بالفرد الكافر أخف من الضرر المترتب على الاستعانة بالدولة لأن الفرد يكون تحت سيطرة المسلمين ومراقبتهم له أما الدولة فإن قوتها وقدرتها على إيقاع الضرر بالمسلمين أكثر من قدرة الفرد المتوقع حصولها ضد المسلمين فعلى هذا يكون تحريم الاستعانة بالدولة الكافرة أولى من تحريم الاستعانة بالفرد الكافر وبهذا يتبين أن الاستعانة بالكفار لا تجوز مطلقاً أفراداً كانوا أو دولاً‏
أما عن من جوز الاستعانة بالكفار فقد استدل بأدلة واهية لا توصل إلى المدّعى لأنها إما ضعيفة أو غير صريحة في الدلالة أو متناقضة وإليك ما استدل به والجواب عنه ‏:‏
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‏:‏ ‏( شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام ‏:‏ ‏(‏ هذا من أهل النار ‏)‏ ‏.‏ فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فأصابته جراحة فقيل ‏:‏ يا رسول الله الرجل الذي قلت له آنفاً ‏"‏ إنه من أهل النار ‏"‏ فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات ‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم(‏ إلى النار ‏)‏ ‏ فكاد بعض المسلمين أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحاً شديداً  فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه ‏.‏ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ‏(الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ‏)‏  ثم أمر بلالاً فنادى في الناس ‏:‏ ‏( إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر )‏ ‏.‏ قالوا ‏:‏ فهذا الذي قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات إلى النار فربما أنه كان في حقيقة أمره كافراً أو أنه ارتاب وشك في الإيمان فمات كافراً قالوا ويؤيد ذلك آخر الحديث وهو ‏:‏ ( الرجل الفاجر) فالفجور عام ويشمل الفسق والكفر ‏.‏
2 - واشتهر عند أهل السير أن صفوان بن امية شهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان مشركاً قال ابن حجر ‏:‏ ‏"‏ وقصته مشهورة في المغازي ‏"‏ ‏.‏
3 - وجاء عن بعض أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود ولم يسهم لهم قال الإمام الترمذي يروى عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لقوم من اليهود قاتلوا معه ‏.‏
4 - روى أبو داود بسنده قال ‏:‏ قال جبير ‏:‏ انطلق بنا إلى ذي مِخْبر - رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فأتيناه ، فسأله جبير عن الهدنة  فقال ‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‏‏(ستصالحون الروم صلحاً آمناً  وتغزون أنتم وهم عدوَّاً من ورائكم ‏) ‏.‏
5 - وروى البيهقي أن سعد بن مالك غزا بقوم من اليهود فرضخ لهم ‏‏ ‏.‏
وهذه الأدلة كما ترى لا تفيد جواز الاستعانة بالكفار لأنها ضعيفة لا توصل إلى المدعى إما في دلالتها وإما في ثبوتها فحديث أبي هريرة ليس صريحاً في أن الرجل الذي قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم كان كافراً بل فيه عكس ذلك حيث قال أبو هريرة رضي الله عنه أنه ‏"‏ يدعي الإسلام ‏"‏ كما أن القصة لا تفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان به وإنما أذن له فقط في الحضور والقتال  وكذلك الشأن في قصة صفوان فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب منه أن يقاتل بل إنه هو بنفسه الذي شهد الوقعة ولم يثبت أنه قاتل وإنما كان خروجه مع المسلمين للتفرج والنظر فيما يحصل ولهذا لما انهزم المسلمون في أول وهلة فرح أبو سفيان بذلك وقال ‏:‏ ‏"‏ والله لا يرد هزيمتهم البحر ‏"‏ فقال له صفوان ‏:‏ اسكت فض الله فاك فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن ‏"‏ اهـ ‏.‏

ثم إن الخبر الوارد في قصة صفوان على الرغم من أنه لم يتضمن الدلالة على أن صفوان قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا تثبت به حجة  وهو غير ثابت وفيه اضطراب شديد بمتنه وسنده  قال أبو عمر بن عبد البر:‏ حدثنا عبدالله بن محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا الحسن بن محمد وسلمة بن شبيب قالا حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا شريك عن عبدالعزيز ابن رفيع عن أمية ابن صفوان ابن أمية عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم استعار منه دروعاً يوم حنين فقال ‏:‏ اغصب يا محمد ‏.‏ فقال ‏:‏ بل عارية مضمونة ‏.‏ ثم قال ابن عبد البر قال أبو داود ‏:‏ هذه رواية يزيد ببغداد وفي روايته بواسط غير هذا قال أبو داوود وكان أعاره قبل أن يسلم ثم أسلم ‏:‏ قال أبو عمر ‏:‏ حديث صفوان هذا اختلف فيه على عبد العزيز بن رفيع اختلافاً يطول ذكره فبعضهم يذكر فيه الضمان وبعضهم لا يذكره وبعضهم يقول عن عبد العزيز عن ابن أبي مليكة عن ابن صفوان قال ‏:‏ ‏( استعار النبي صلى الله عليه وسلم ص‏)‏ لا يقول عن أبيه ومنهم من يقول عن عبد العزيز بن رفيع عن أناس من آل صفوان أو من آل عبد الله بن صفوان مرسلاً  أيضاً وبعضهم يقول فيه عن عبد العزيز بن رفيع عن عطاء عن أناس من آل صفوان ولا يذكر فيه الضمان ولا يقول مؤداه بل عارية فقط والاضطراب فيه كثير ولا يجب عندي بحديث صفوان هذا حجة من تضمين العارية والله أعلم ‏.‏
وقال أبو محمد علي بن حزم ‏:‏ أما خبر دروع صفوان فإنا رويناه من طريق أحمد بن شعيب أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام أنبأنا يزيد بن هارون أنبأنا شريك هو ابن عبدالله القاضي عن عبد العزيز بن رفيع عن أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه يوم حنين درعاً فقال ‏:‏ غصب يا محمد‏ قال بل عارية مضمونة ‏(‏ شريك مدلس للمنكرات إلى الثقات وقد روى البلايا والكذب الذي لا شك فيه عن الثقات ‏)‏ ‏.‏
وقال أيضاً رحمه الله‏:‏ ومن طريق مسدد أنبأنا أبو الأحوص حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن عطاء بن أبي رباح عن ناس من آل صفوان بن أمية استعار رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان سلاحاً فقال ‏:‏ أعارية أم غصب ‏؟‏ قال ‏:‏ بل عارية ففقدوا منها درعاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت غرمناها لك فقال يا رسول الله إن في قلبي من الإيمان ما لم يكن يومئذ ‏.‏ هذا عند ناس لم يسموا ‏.‏
ومن طريق أحمد بن شعيب أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا عبيد الله ابن موسى أنبأنا إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية دروعاً فهلك بعضها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ إن شئت غرمناها لك فقال ‏:‏ لا يارسول الله ‏(‏ إسرائيل ضعيف ) وقال في ص17 وقد روينا من طريق ابن أبي شيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن إياس بن عبدالله بن صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أراد حنيناً قال لصفوان هل عندك سلاح ‏.‏ قال ‏:‏ عارية أم غصباً ‏؟‏ قال لا بل عارية فأعاره ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعاً فلما هزم المشركون جمعت دروع صفوان ففقد منها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا فقدنا من أدرعك أدرعاً فهل نغرم لك فقال ‏:‏ لا يا رسول الله إن في قلبي اليوم ما لم يكن ‏(‏ فهذا مرسل ‏)‏ اهـ‏.‏
أما خبر خروج يهود بني قينقاع مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه أسهم لهم أو رضخ لهم فهالك لأسباب ‏:‏
أولاً ‏:‏ أن الخبر من مراسيل الزهري ومعلوم أن مراسيل الزهري ضعيفة ‏.‏
ثانياً ‏:‏ أنه ورد ما يعارضه فقد روى الطحاوي والحاكم ‏:‏ هذا الحديث من طريق الفضل ابن موسى السيناني شيخ إسحاق بن راهويه قال الطحاوي حدثنا عبيد بن رجال قال حدثنا محمد بن عمرو عن سعد ابن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن جده الساعدي قال ‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى إذا خلف ثنية الوداع إذا هو بكتيبة خشناء فقال ‏:‏ من هؤلاء فقالوا بنو قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام وقوم عبد الله بن أبي بن سلول فقال ‏:‏ أسلموا ‏.‏ فأبوا قال ‏:‏ قل لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين  ‏.‏
قال ممليه عفا الله عنه ‏:‏ والعجب ممن ذهب من العلماء إلى جواز الاستعانة بالكفار معتمداً في ذلك على هذه الآثار والمراسيل الضعيفة والمضطربة ويعرض عن ما خُرِّج في صحيح مسلم والسنن ومسند الإمام أحمد وغيره من رفضه صلى الله عليه وسلم الاستعانة بالمشركين   إننا إذا سلكنا طريق الترجيح وجدنا أن حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه مسلم في صحيحه وما وافقه من آثار أخرى أرجح يقيناً من تلك المراسيل المضطربة السند والمتن كما أسلفنا ‏.‏
قال ابن عبد البر ‏:‏ ‏‏ وأما شهود صفوان بن أمية مع رسول الله حنيناً والطائف وهو كافر فإن مالكاً قال لم يكن ذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال مالك ‏:‏ ولا أرى أن يستعين بالمشركين على قتال المشركين إلا أن يكونوا خدماً أو نوتيه ‏
وقد ناقش الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أدلة القائلين بالجواز فتكلم على مرسل الزهري وبين عدم صحة دلالته على المسألة فقال رحمه الله ما نصه ‏:‏ ‏(‏ أما مسألة الاستنصار بهم فمسألة خلافية والصحيح الذي عليه المحققون منع ذلك مطلقاً وحجتهم حديث عائشة وهو متفق عليه  وحديث عبد الرحمن بن حبيب وهو حديث صحيح مرفوع اطلبهما تجدهما فيما عندك من النصوص والقائل بالجواز احتج بمرسل الزهري وقد عرفت ما في المراسيل إذا عارضت كتاباً أو سنة ثم القائل به قد شرط أن يكون فيه نصح للمسلمين ونفع لهم وهذه القضية فيها هلاكهم ودمارهم  وشَرَطَ أيضاً أن لا يكون للمشركين صولة ودولة يخشى منها  وهذا مبطل لقوله في هذه القضية واشترط كذلك ألا يكون له دخل في رأي ولا مشورة بخلاف ما هنا كل هذا ذكره الفقهاء وشراح الحديث ونقله في شرح المنتقى وضعف مرسل الزهري جداً وكل هذا في قتال المشرك للمشرك مع أهل الإسلام ‏.‏
قال أيضاً ما نصه ‏:‏ ‏(‏ الشبهة التي تمسَّك بها من قال بجواز الاستعانة هي ما ذكرها بعض الفقهاء من جواز الاستعانة بالمشرك عند الضرورة وهو قول ضعيف مردود مبني على آثار مرسلة تردها النصوص القرآنية   والأحاديث الصحيحة الصريحة النبوية  ثم القول بها على ضعفها مشروط بشروط نبه عليها شراح الحديث ونقل الشوكاني منها طرفاً في المنتقى  منها ‏:‏ أمن الضرر والمفسدة وألا يكون لهم شوكة وصولة وأن لا يدخلوا في الرأي والمشورة وأيضاً ففرضها في الانتصار بالمشرك على المشرك وأما الانتصار بالمشرك على الباغي عند الضرورة فهو قول فاسد لا أثر فيه ولا دليل عليه إلا أن يكون محض القياس وبطلانه أظهر شيء في الفرق بين الأصل والفرع وعدم الاجتماع في مناط الحكم ‏"‏ اهـ ‏.‏
قال ممليه عفا الله عنه‏:‏ والضرورة التي ترد في بعض كلام الفقهاء المجيزين الاستعانة بالكافر هي الضرورة التي تتعلق بالدين ومصلحة الإسلام والمسلمين ‏.‏ أما الضرورة التي تتعلق بحكم الحاكم وحماية كرسيه وسلطته فإنها لا تبيح الاستعانة بالكفار حتى عند القائلين بجواز الاستعانة بهم للضرورة ‏.‏
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعليقاً على كلمة الضرورة التي جاءت في كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ‏:‏ ‏(غلط صاحب الرسالة - يقصد بصاحب الرسالة من رد عليه الشيخ عبد اللطيف - في معرفة الضرورة فظنها عائدة إلى مصلحة ولي الأمر من رياسته وسلطانه وليس الأمر كما زعم ظنه بل هي ضرورة الدين وحاجته إلى من يعين عليه وتصلح به مصلحته كما صرح به من قال بالجواز وقد تقدم ما فيه والله أعلم )‏ اهـ ‏.‏
ومن الأئمة الكبار الذين ذهبوا إلى عدم جواز الاستعانة بالكفار في جميع الأحوال الشيخ ابن مفلح في الآداب الشرعية حيث ذكر كلاماً طويلاً في هذا الباب ضمنه مقتطفات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم حيث قال ‏:‏ فصل في الاستعانة بأهل الذمة ‏.‏ قال بعض أصحابنا ‏:‏ ويكره أن يستعين مسلم بذمي في شيء من أمور المسلمين مثل كتابة وعمالة وجباية خراج وقسمة فيء وغنيمة وحفظ ذلك ونقله إلا ضرورة قال في الرعاية الكبرى ولايكون بواباً ولا جلاداً ونحوها ‏.‏ وعن أبي موسى الأشعري أنه اتخذ كاتباً نصرانياً فانتهره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏.‏
وعن عمر أيضاً أنه قال ‏:‏ لا ترفعوهم إذ وضعهم الله  ولاتعزوهم إذ أذلهم الله‏.‏ ولأن في الاستعانة بهم في ذلك من المفسدة ما لا يخفى وهي ما يلزم عادة أو ما يفضى إليه من تصديرهم في المجالس والقيام لهم وجلوسهم فوق المسلمين وابتدائهم بالسلام أو ما في معناه ورده عليهم على غير الوجه الشرعي وأكلهم من أموال المسلمين ما أمكنهم لخيانتهم واعتقادهم حلها وغير ذلك ‏.‏ ولأنه إذا منع من الاستعانة بهم في الجهاد مع حسن رأيهم في المسلمين والأمن منهم وقوة المسلمين على المجموع لاسيما مع الحاجة إليهم على قول فهذا في معناه وأولى للزومه وإفضائه إلى ما تقدم من المحرمات بخلاف هذا  وبهذا يظهر التحريم هنا  وقد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين أن يتخذوا الكفار بطانة لهم فقال تعالى ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ‏}‏ ‏‏ وبطانة الرجل تشبيهه ببطانة الثوب الذي يلي بطنه لأنهم يستبطنون أمره ويطلعون عليه بخلاف غيرهم  وقوله ‏{‏ من دونكم ‏}‏ أي من غير أهل ملتكم ‏.‏ ثم قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ لا يألونكم خبالاً ‏}‏‏.‏ أي لا يبقون غاية في إلقائكم فيما يضركم والخبال الشر والفساد  ‏{‏ ودوا ما عنتم ‏}‏‏.‏ أي يودون ما يشق عليكم من الضر والشر والهلاك  والعنت المشقة يقال فلان يُعنِتُ فلاناً أي يقصد إدخال المشقة والأذى عليه ‏.‏ ‏{‏ قد بدت البغضاء من أفواههم ‏}‏‏.‏ قيل بالشتم والوقيعة في المسلمين ومخالفة دينكم  وقيل باطلاع المشركين على أسرار المسلمين ‏.‏ ‏{‏ وما تخفي صدورهم أكبر ‏}‏ أي أعظم  ‏{‏ قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ‏}‏‏.‏
قال القاضي أبو يعلى من أئمة أصحابنا وفي هذه الآية دليل على أنه لا يجوز الاستعانة بأهل الذمة في أمور المسلمين من العمالات والكتبة ولهذا قال الإمام أحمد رضي الله عنه لا يستعين الإمام بأهل الذمة على قتال أهل الحرب  وقد جعل الشيخ موفق الدين رحمه الله هذه المسألة أصلاً في اشتراط الإسلام في عامل الزكاة فدل على أنها محل وفاق ‏.‏
وقال الإمام أحمد رحمه الله في رواية أبي طالب وقد سأله يستعمل اليهودي والنصراني في أعمال المسلمين مثل الخراج ‏؟‏ فقال ‏:‏ لا يستعان بهم في شيء ‏.‏ فانظر إلى هذا العموم من الإمام أحمد نظراً منه إلى درء المفاسد الحاصلة بذلك وإعدامها وهي وإن لم تكن لازمة من ولايتهم ولا ريب في لزومها فلا ريب في إفضائها إلى ذلك  ومن مذهبه اعتبار الوسائل والذرائع وتحصيلاً للمأمور به شرعاً من إذلالهم وإهانتهم والتضييق عليهم وإذا أمر الشارع عليه الصلاة والسلام بالتضييق عليهم في الطريق المشتركة فما نحن فيه أولى هذا مما لا إشكال فيه  ولأن هذه ولايات بلاشك  ولهذا لايصح تفويضها مع الفسق والخيانة  والكافر ليس من أهلها بدليل سائر الولايات وهذا في غاية الوضوح  ولأنها إذا لم يصح تفويضها إلى فاسق فإلى كافر أولي بلا نزاع ولهذا قد نقول يصح تفويضها إلى فاسق إما مطلقاً أو مع ضم أمين إليه يشارفه كما نقول في الوصية ولأنه إذا لم تصح وصية المسلم إلى كافر في النظر في أمر أطفاله أو تفريق ثلثه مع أن الوصي المسلم المكلف العدل يحتاط لنفسه وماله وهي مصلحة خاصة يقل حصول الضرر فيها فمسألتنا أولى هذا مما لا يحتاج فيه إلى تأويل ونظر والله أعلم ‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏ ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ‏}‏ ‏.‏
وهذا من أعظم السبيل استدل الشيخ وجيه الدين وغيره من الأصحاب بهذه الآية على أنه لايجوز أن يكون عاملاً في الزكاة وقد قال أصحابنا في كاتب الحاكم لا يجوز أن يكون كافراً واستدلوا بقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة ‏}‏ ‏.‏ وبقضية عمر على أبي موسى‏.‏
وقال الشيخ تقي الدين في أول الصراط المستقيم في أثناء كلام له‏ :‏ ولهذا كان السلف يستدلون بهذه الآية على ترك الاستعانة بهم في الولايات فروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي موسى قال قلت لعمر رضي الله عنه إن لي كاتباً نصرانياً قال مالك قاتلك الله أما سمعت الله يقول ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ‏}‏ ‏.‏ ألا اتخذت حنيفياً ‏؟‏ قال قلت يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه  قال لا أكرمهم إذ أهانهم الله ولا أعزهم إذ أذلهم الله ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله ‏.‏ انتهى كلامه ‏.‏ ورواه البيهقي وعنده فانتهرني وضرب على فخذي وعنده أيضاً فقال أبو موسى والله ما توليته إنما كان يكتب ‏.‏ فقال عمر له أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب ‏؟‏ لا تدنهم إذا أقصاهم الله ولا تأمنهم إذا أخانهم الله ولا تعزهم بعد إذ أذلهم الله ‏.‏
وروى الإمام أحمد عن عمر رضي الله عنه أنه قال ‏:‏ لا تستعملوا اليهود والنصارى فإنهم يستحلون الرُّشاء في دينهم ولا تحل الرُّشاء ‏.‏
وقال سعيد بن منصور في سننه ثنا هشيم عن العوام عن إبراهيم التيمي قال قال عمر لا ترفعوهم إذا وضعهم الله ولا تعزوهم إذ أذلهم الله يعني أهل الكتاب كلهم أئمة لكن إبراهيم لم يلق عمر وقطع الشيخ تقي الدين في موضع آخر بأنه يجب على ولي الأمر منعهم من الولايات في جميع أرض الإسلام  وقال أيضاً الولاية إعزاز وأمانة وهم يستحقون للذل والخيانة  والله يغني عنهم المسلمين  فمن أعظم المصائب على الإسلام وأهله أن يجعلوا في دواوين المسلمين يهودياً أو سامرياً أو نصرانياً  وقال أيضاً ‏:‏ لا يجوز استعمالهم على المسلمين فإنه يوجب من إعلائهم على المسلمين خلاف ما أمر الله ورسوله  والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يُبدأوا بالسلام وأمر إذا لقيهم المسلمون أن يضطروهم إلى أضيق الطرق  وقال الإسلام يعلو ولا يعلى عليه  وقد منعوا من تعلية بنائهم على المسلمين فكيف إذا كانوا ولاة على المسلمين فيما يقبض منهم ويصرف إليهم وفيما يؤمرون به من الأمور المالية ويقبل خبرهم في ذلك فيكونون هم الآمرين الشاهدين عليهم ‏‏ هذا من أعظم ما يكون من مخالفة أمر الله ورسوله  وقد قدم أبو موسى على عمر رضي الله عنهما بحساب العراق فقال إدع يقرؤه فقال إنه لايدخل المسجد فقال لم ‏؟‏ قال لأنه نصراني  فضربه عمر بالداوة فلو اصابته لأوجعته وقال لا تعزوهم إذ أذلهم الله ولا تصدقوهم إذ كذبهم الله ولا تأمنوهم إذ خونهم الله  وكتب إليه خالد بن الوليد إن بالشام كاتباً نصرانياً لا يقوم خراج الشام إلا به فكتب إليه لا تستعمله فأعاد عليه السؤال وإنا محتاجون إليه  فكتب إليه مات النصراني والسلام  يعني قَدِّر موته، فمن ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه  إلى أن قال وقد يشيرون عليهم بالرأي التي يظنون أنها مصلحة ويكون فيها من فساد دينهم ودنياهم ما لا يعلمه إلا الله وهو يتدين بخذلان الجند وغشهم يرى أنهم ظالمون  وأن الأرض مستحقة للنصارى ويتمنى أن يمتلكها النصارى ‏.‏

وقال أيضاً ‏:‏ كان صلاح الدين وأهل بيته يذلون النصارى ولم يكونوا يستعملون منهم أحداً  ولهذا كانوا مؤيدين منصورين على الأعداء مع قلة المال والعدد  وإنما قويت شوكة النصارى والتتار بعد موت العادل حتى قام بعض الملوك أعطاهم بعض مدائن المسلمين وحدثت حوادث بسبب التفريط فيما أمر الله به ورسوله فإن الله تعالى يقول:‏(ولينصرن الله من ينصره ‏) ‏.‏ إلى أن قال ‏:‏ وهم إلى ما في بلاد المسلمين أحوج من المسلمين إلى ما في بلادهم بل مصلحة دينهم ودنياهم لا تقوم إلا بما في بلاد المسلمين والمسلمون ولله الحمد مستغنون عنهم في دينهم ودنياهم  ففي ذمة المسلمين من علماء النصارى ورهابنهم من يحتاج إليهم أولئك النصارى وليس عند النصارى مسلم يحتاج إليه المسلمون مع أن افتداء الأسراء من أعظم الواجبات وكل مسلم يعلم أنهم لا يتجرون إلى بلاد المسلمين إلا لأغراضهم لا لنفع المسلمين ولو منعهم ملوكهم من ذلك لكان حرصهم على المال يمنعهم من الطاعة فإنهم ارغب الناس في المال ولهذا يتقامرون في الكنائس وهم طوائف كل طائفة تضاد الأخرى ولا يشير على ولي الأمر بما في إظهار شعارهم في دار الإسلام أو تقوية أيديهم بوجه من الوجوه إلا رجل منافق أو له غرض فاسد أو في غاية الجهل لايعرف السياسة الشرعية التي تنصر سلطان المسلمين على أعدائه وأعداء الدين ‏.‏ وليعتبر المعتبر بسيرة نور الدين وصلاح الدين ثم العادل كيف مكنهم الله وأيدهم وفتح لهم البلاد وأذل لهم الأعداء لما قاموا من ذلك بما قاموا وليعتبر بسيرة من والي النصارى كيف أذله وكبته إلى أن قال ‏:‏ وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مشركاً لحقه ليقاتل معه فقال له ‏:‏ ‏"‏ إني لا استعين بمشرك ‏"‏ ، وكما أن استخدام الجند المجاهدين إنما يصلح إذا كانوا مؤمنين فكذلك الذين يعاونون الجند في أموالهم وأعمالهم إلى أن قال ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ‏}‏ ‏.‏ وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ‏}‏
وذكر سبب نزولها ثم قال وقد عرف أهل الخبرة أن أهل الذمة من اليهود والنصارى والمنافقين يكاتبون اهل دينهم بأخبار المسلمين وربما يطلعون على ذلك من أسرارهم وعوراتهم وغير ذلك وقد قيل ‏:‏ كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عـداوة من عاداك في الدين انتهى كلامه‏.‏
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏:‏ ‏"‏ لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربياً ‏"‏ رواه الإمام أحمد والنسائي وعبد ابن حميد وغيرهم ومعنى قوله ‏:‏( ولا تستضيئوا بنار المشركين) أي لا تستشيروهم ولا تأخذوا آراءهم ‏.‏ جعل الضوء مِثْلا الرأي عند الحيرة هذا معنى قول الحسن رواه عبد بن حميد  واحتج الحسن بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ‏}‏ ‏.‏ وكذا فسره غيره وفسر الحسن ‏:‏ ‏"‏ ولا تنقشوا في خواتيمكم عربياً ‏"‏ أي لا تنقشوا فيها محمداً وفسره غيره محمد رسول الله لأنه كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم  وفي حديث عمر ‏:‏ ‏"‏ لا تنقشوا في خواتيمكم العربية ‏"‏ وعن ابن عمر أنه كان يكره أن ينقش في الخاتم القرآن ‏.‏
وقال ابن عبد البر قال ابن القاسم سئل مالك عن النصراني يستكتب ‏؟‏ قال لا أرى ذلك وذلك أن الكاتب يستشار فيستشار النصراني في أمر المسلمين ‏؟‏ ما يعجبني أن يستكتب  وذكر ابن عبدالبر أنه استأذن على المأمون بعض شيوخ الفقهاء فأذن له  فلما دخل عليه رأى بين يديه رجلاً يهودياً كاتباً له عنده منزله وقربه لقيامه بما يصرفه فيه ويتولاه من خدمته فلما رآه الفقيه قال ‏:‏ وقد كان المأمون أومأ إليه بالجلوس ، فقال ‏:‏ أتأذن لي يا أمير المؤمنين في إنشاد بيت حضر قبل أن أجلس ‏؟‏ قال نعم  فأنشده ‏:‏
إن الذي شُرِّفتَ من أجله ** يزعـــم هـذا أنه كـــاذب
وأشار إلى اليهودي فخجل المأمون ووجم ثم أمر حاجبه بإخراج اليهودي مسحوباً على وجهه فأنفذ عهداً بإطراحه وإبعاده وأن لا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أعماله ‏.‏ قال ابن عبدالبر كيف يؤتمن على سر أو يوثق به في أمر ومن وقع في القرآن ، وكذَّب النبي عليه السلام ‏؟‏ وقد أمر الناصر لدين الله أن لا يستخدم في الديوان بأحد من أهل الذمة  فكتب إليه عن أبي منصور بن رطيناً النصراني إنا لا نجد كاتباً يقوم مقامه فقال نقدِّر أن رطيناً مات هل كان يتعطل الديوان ‏؟‏ فحينئذ أسلم وحسن إسلامه اهـ ‏.‏
ثانياً ‏:‏ حكم الاستعانة بالكفار على الدولة المسلمة أو الطائفة المسلمة كأهل البغي ‏.‏
أهل البغي طائفة من المسلمين تخرج على الإمام الشرعي بتأويل سائغ ولايكونون كفاراً بمجرد خروجهم لأنهم ما خرجوا إلا بتأويل سائغ بل ولا يكونون فساقاً عند بعض العلماء ‏.‏
قال الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله ما نصه ‏:‏ ‏"‏ وأما إذا كان الباغي مجتهداً ومتأولاً ولم يتبين له أنه باغ بل اعتقد أنه على الحق وإن كان مخطئاً في اعتقاده ‏.‏ لم تكن تسميته ‏(‏ باغياً ‏)‏ موجبة لأثمه  فضلاً عن أن توجب فسقه ‏.‏ والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين يقولون ‏:‏ مع الأمر بقتالهم قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم لاعقوبة لهم بل للمنع من العدوان ويقولون إنهم باقون على العدالة لايفسقون ‏"‏ اهـ ‏.‏
ومما استدل به القائلون بعدم تفسيق أهل البغي قوله تعالى ‏{‏ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ‏}‏ ‏.‏ وجه الدلالة من الآيات أنه قال ‏  {‏ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ‏}‏ ثم إن البغاة إذا خرجوا على الإمام والحالة هذه وجب عليه أن يدعوهم ويسألهم ما ينقمون منه فإن ذكروا مظلمة أزالها وإن ذكروا شبهة كشفها  فإن استمروا في الخروج بعد ذلك استعان بالله وقاتلهم ، ولا يجوز له أن يستعين بالكفار على قتالهم كما لا يجوز الاستعانة بالكفار على قتال الدولة المسلمة التي حصل بينه وبين حاكمها نزاع أو خلاف لأن في الاستعانة بالكافرين تسليطاً لهم على المسلمين ولا يجوز لأحد أن يسلط  كافراً على مسلم ‏{‏ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ‏}‏ ‏.‏ وقد اتفق من يعتد بقوله من علماء الأمة وفقهائها على أنه لا يجوز للحاكم المسلم أن يستعين بالدولة الكافرة على المسلمين بأي حال من الأحوال وذلك للأمور التالية ‏:‏
1 - ما قدمناه من النصوص من الكتاب والسنة وأقوال العلماء من منع الاستعانة بالكفار على الكفار فإن كان هذا هو الراجح - أعني منع استعانة المسلمين بالكفار على الدولة الكافرة فمن باب أولى منع الاستعانة بهم على الدولة المسلمة ‏.‏
2 - الكفار أعداء للمسلمين عداوة عقيدة ودين ، ومعلوم أن الكفار إذا مكنوا من قتال المسلمين انتقموا منهم واستأصلوا شأفتهم لما يضمرون لهم من البغضاء والعداء ‏.‏ قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءاً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ‏}‏ ‏.‏ وقال سبحانه ‏:‏ ‏{‏ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر - إلى قوله - وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ‏}‏ ، وقال تعالى ‏:‏ ‏{‏ ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ‏}‏ ‏.‏
3 - وبالنسبة لأهل البغي فالعلة في جواز قتالهم هي كفهم وردهم إلى الطاعة لا قتلهم وإبادتهم وبهذا يعلم أنه لا حاجة إلى الكفار فلم تجز الاستعانة بهم ‏.‏
4 - أن الاستعانة بالكفار في تلك الحال موالاة لهم وركون إليهم وقد قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ‏}‏‏.‏
5 - ثم إن في الاستعانة بهم تعزيزاً وتقوية لبعض المسلمين على بعض وإشعالاً للحروب بينهم ودافعاً لهم على التنازع على الرئاسة والملك وذلك مالا يقره الشرع بحال بل إنه يدعو المسلمين في تلك الحال إلى الإصلاح فيما إذا كانوا جميعاً طلاب حق أو ملك أو رئاسة فإذا كانت إحدى الطائفتين المتحاربتين هي المحقة فالمقصود من قتالها للأخرى دفع بغيها لا إبادتها وذلك يتحقق بدون الاستنصار بالكفار ‏.‏
6 - والاستعانة بالكفار تمكين لهم في كسر شوكة المسلمين والقضاء عليها بل ربما إبادتهم أو طردهم من بلادهم والاستيلاء عليها وكفى بالتاريخ شاهداً على ما نقول فالمسلمون في الأندلس مثلاً وقعت بينهم الفتن العظيمة واستنصر بعضهم بالنصارى على إخوانهم المسلمين حتى هلكوا جميعاً وزال سلطان المسلمين هناك والأمر لله من قبل ومن بعد‏.‏
7 - والاستعانة بهم كذلك سلم لهم للتدخل في شؤون المسلمين الخاصة والاطلاع على عورات المسلمين ومكامن الضعف والقوة فيهم الأمر الذي قد يجعلهم سادات وحكام يحتكم إليهم المسلمون بل ربما آل الأمر بأولئك إلى حشد جيوشهم وسلاحهم في بلاد المسلمين باسم المحافظة على الأمن وفض النزاع ونصرة المستضعفين والمظلومين وذلك بمجرد توجيه أدنى إشارة إليهم للنجدة والنصرة من بعض من في قلوبهم مرض من المسلمين  ‏.‏
 ----------------------------------

الجزية في الاسلام
     إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا  من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . . ثم أما بعد ..
   فإن اعتبار الجزية مقابل الدخول في الإسلام لا يعني الإكراه ولكن يعني وقوع شرط استحقاق الجزية على من لا يريد الدخول في الإسلام في مقابل استحقاق الزكاة علي من يدخل في الإسلام عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأمرني أن آخذ من  كل حالم دينارًا أو عدله معافر … قال : « لا يُفتن يهودي عن يهوديته » ( سنن البيهقي الكبرى (18423) ) .
وكما أن امتناع من ينتسب لهذا الدين عن الزكاة يوجب قتاله - كما فعل أبو بكر الصديق - كذلك يكون الأمر فيمن يمتنع عن الجزية دون اعتبار القتال فتنة أو إكراهًا في حالة الامتناع سواء من مانعي الزكاة أو من مانعي الجزية .
وأن الجزية قدر من المال يدفعه من يعيش – من غير المسلمين - في حماية المجتمع المسلم وينعم بأمانه مثلما يدفع المسلمون الزكاة .
ولكنه لم يسمها زكاة لأن الزكاة عبادة والإسلام لا يُكره أحدًا على عباداته .
وأن دفع الجزية مرهون بأداء الحماية والأمان والانتفاع بمنافع الدولة المسلمة بحيث لا تؤخذ في حال عدم قدرة الدولة المسلمة على الوفاء بحق الحماية والأمان والانتفاع .
وفي حال عدم قدرة دافعي الجزية على أدائها يُعفوا منها بل وينفق عليهم من بيت مال المسلمين .
 وأن دفع الجزية يُثبت فرض الإرادة السياسية للسلطة الإسلامية على كل من يعيش فيها سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين فإن كانوا مسلمين كان الخضوع لحكم الزكاة وإن كانوا غير مسلمين كان الخضوع لنظام الجزية حتى لا يكون أحد في الأمة خارجًا عن سلطانها .
ولكن دفع غير المسلمين لقدر من المال قد يأخذ شكل العطاء فكان لا بد من إثبات أن دفع الجزية فيه معنى الخضوع لا معنى الاستعلاء بالعطاء الذي يعنيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اليد العليا خير من اليد السفلى» ([ متفق عليه]) لذا كان من الضروري ألا تكون الجزية هي العطاء الذي يكون صاحبه أعلى ممن يأخذ ومن هنا كان لا بد أن تدفع (عن يد وهم صاغرون ) حتي لا يكون دفعهم الزكاة للأمة المسلمة  عطاء اليد العليا عليها .
كتبها / الشيخ رفاعي سرور رحمه الله رحمة واسعة
الضرائب لا تغنى عن الجزية
والمشاركة فى الجيش لا تغنى
عن الجزية
من شروط الذمة :
دفع الجزية :  ويمتهنون عند أخذها لقوله تعالى :"حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون   .
ولا يعني ذلك الاعتداء عليهم ولا إيذائهم بضرب أو شتيمة وإنما يراد به أن تكون حالهم وصفتهم عند إعطاء الجزية على وجه يستشعرون به الصغار كأن لا تقبل منهم إذا أرسلوها بل لا بد من أن يأتوا ويقدموها بأنفسهم ويطال وقوفهم مثلاً أو نحو ذلك من الهيئات التي يستشعر بها هذا الهوان والغاية من هذا تنبيههم بالصغار والهوان الحاصل في الدنيا لكفرهم على الذل والهوان الأعظم الحاصل في الآخرة إذا ما هم ماتوا على هذا الكفر فهذا الصغار المفروض عليهم في الدنيا هو في حقيقته رحمة بهم. و لا يجوز ان تستعوض الجزية بالضرائب لان الضرائب تفرض على المسلمين و النصارى و اما الجزية فخاصه بالنصارى فالغرض ليس اخذ مال منهم فقط بقدر ما هو اخذ مال منهم و هم صاغرون لتركهم على كفرهم و ممارسة شعائرهم كما ان الجزية لا تسقط اذا ما التحق النصارى بالجيش لان الجزية ليست فقط نظير حمايتهم بل نظير اقرارهم على ممارسة عقيدتهم و كفرهم بحرية فى حدود المسموح شرعا .. وفى الأصل أنه لا يجوز الاستعانة بغير المسلمين فى القتال فكيف نلغى الجزية على اساس مشاركتهم بالجيش التى هى غير جائزة أصلا 
شبهة نصارى بنى تغلب
يحتج البعض بعدم اخذ الجزية من النصارى ان كانوا فى موقف قوة و يستندون الى فعل عمر بن الخطاب مع نصارى بنى تغلب و ان الضرائب تغنى
القصة و الرد
مسألة ( 7669 ) :  قال : ولا تؤخذ الجزية من نصارى بني تغلب وتؤخذ الزكاة من أموالهم ومواشيهم وثمرهم  مثلي ما يؤخذ من المسلمين بنو تغلب بن وائل  من العرب  من ربيعة بن نزار  انتقلوا في الجاهلية إلى النصرانية  فدعاهم عمر إلى بذل الجزية  فأبوا  وأنفوا  وقالوا : نحن عرب  خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض باسم الصدقة . فقال عمر : لا آخذ من مشرك صدقة ( ص : 275 )  فلحق بعضهم بالروم  فقال النعمان بن زرعة : يا أمير المؤمنين  إن القوم لهم بأس وشدة  وهم عرب يأنفون من الجزية  فلا تعن عليك عدوك بهم  وخذ منهم الجزية باسم الصدقة . فبعث عمر في طلبهم  فردهم  وضعف عليهم من الإبل من كل خمس شاتين  ومن كل ثلاثين بقرة تبيعين  ومن كل عشرين دينارا دينارا  ومن كل مائتي درهم عشرة دراهم  وفيما سقت السماء الخمس  وفيما سقي بنضح أو غرب أو دولاب العشر . فاستقر ذلك من قول عمر  ولم يخالفه أحد من الصحابة  فصار إجماعا  .
وقال به الفقهاء بعد الصحابة  منهم ابن أبي ليلى  والحسن بن صالح  وأبو حنيفة  وأبو يوسف  والشافعي . ويروى عن عمر بن عبد العزيز  أنه أبى على نصارى بني تغلب إلا الجزية  وقال  لا والله إلا الجزية  وإلا فقد آذنتكم بالحرب . والحجة لهذا عموم الآية فيهم  .
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : لئن تفرغت لبني تغلب ليكونن لي فيهم رأي  لأقتلن مقاتلتهم  ولأسبين ذراريهم  فقد نقضوا العهد  وبرأت منهم الذمة حين نصروا  أولادهم . وذلك أن عمر رضي الله عنه صالحهم على أن لا ينصروا أولادهم . والعمل على الأول  لما ذكرنا من الإجماع وأما الآية  فإن هذا المأخوذ منهم جزية باسم الصدقة  فإن الجزية يجوز أخذها من العروض .
الواقعة كما في البداية والنهاية :
وقال سيف في روايته ‏:‏ جاء عبد الله بن عبد الله بن غسان فسلك على رجليه حتى انتهى إلى الموصل فعبر إلى بلد حتى انتهى إلى نصيبين فلقوه بالصلح وصنعوا كما صنع أهل الرقة ‏.‏ وبعث إلى عمر برؤوس النصارى من عرب أهل الجزيرة ‏.‏       
فقال لهم عمر‏:‏ أدوا الجزية‏.‏ فقالوا‏:‏ أبلغنا مأمننا، فوالله لئن وضعت علينا الجزية لندخلن أرض الروم والله لتفضحنا من بين العرب  ‏.‏
فقال لهم ‏:‏ أنتم فضحتم أنفسكم وخالفتم أمتكم و والله لتؤدن الجزية وأنتم صغرة قمئة ولئن هربتم إلى الروم لأكتبن فيكم ثم لأسبينكم ‏ .‏
قالوا‏ :‏  فخذ منا شيئاً ولا تسميه جزية‏ .‏
فقال‏ :‏ أما نحن فنسميه جزية وأما أنتم فسموه ما شئتم  ‏.‏
فقال له علي بن أبي طالب‏ :‏ ألم يضعف عليهم سعد الصدقة ‏؟‏‏.‏
قال‏:‏ بلى وأصغى إليه ورضي به منهم  ‏.‏ ‏    هذه هى القصة
و الرد على هذه الشبهة
فضلا على ان الرواية فيها نظر لأنها  لم تحظ بإجماع المحدّثين من ناحية الثبوت فقد قال ابن حزم  وأخذوا هاهنا بأسقط  خبر وأشده اضطرابا لأنه يقول رواية مرة  : عن السفاح بن مطر ومرة : عن السفاح بن المثنى ومرة عن داود بن كردوس أنه صالح عمر عن بني تغلب  ومرة عن داود بن كردوس عن عبادة بن النعمان أو زرعة بن النعمان أو النعمان بن زرعة أنه صالح عمر ومع شدة هذا الاضطراب المفرط  فإن جميع هؤلاء لا يدري أحد من هم من خلق الله تعالى .
و لكن حتى وإن صحت جدلا : فعمر بن الخطاب فرض عليهم الجزية و بمسمى الصدقة هم الذين يسمونها صدقة و ليس المسلمين و انما المسلمين سموها جزية و بل ضعفي ما يدفعه المسلمون .... فبذلك تحقق التمايز ... إذ أن عمر بن الخطاب لم يسمها زكاة ولا صدقة .. وإنما أخذ من بني تغلب الجزية مضاعفة وقال : هي جزية فسموها ما شئتم . فأثبت بذلك حكم الجزية عليهم بجميع أوصافه الشرعية ومعلوم أنه لا يتحقق في الضرائب شيء مما ذكره أهل العلم في الجزية لا من ناحية القدر ولا الصفة في صورتها الأدنى و لا الصغار الموجود فى النص .
--------------------------------------------------------------------------



ولن ترضى عنك اليهود
ولا النصارى
 ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم  قل إن هدى الله هو الهدى ولئن أتبعت أهوائهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير (أيه 120 لبقرة)
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ). .
فتلك هي العلة الأصيلة  ليس الذي ينقصهم هو البرهان  وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأنك على الحق  وأن الذي جاءك من ربك الحق  ولو قدمت إليهم ما قدمت  ولو توددت إليهم ما توددت  . . لن يرضيهم من هذا كله شيء  إلا أن تتبع ملتهم وتترك ما معك من الحق .
إنها العقدة الدائمة التي نرى مصداقها في كل زمان ومكان . . إنها هي العقيدة  هذه حقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد الجماعة المسلمة . . إنها معركة العقيدة هي المشبوبة بين المعسكر الإسلامي وهذين المعسكرين اللذين قد يتخاصمان فيما بينهما  وقد تتخاصم شيع الملة الواحدة فيما بينها  ولكنها تلتقي دائما في المعركة ضد الإسلام والمسلمين !
إنها معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها  ولكن المعسكرين العريقين في العداوة للإسلام والمسلمين يلونانها بألوان شتى  ويرفعان عليها اعلاما شتى  في خبث ومكر وتورية  إنهم قد جربوا حماسة المسلمين لدينهم وعقيدتهم حين واجهوهم تحت راية العقيدة  ومن ثم استدار الأعداء العريقون فغيروا اعلام المعركة . . لم يعلنوها حربا باسم العقيدة - على حقيقتها - خوفا من حماسة العقيدة وجيشانها  إنما أعلنوها باسم الأرض  والاقتصاد  والسياسة  وحرية بناء الكنائس و المساواة  وما إليها  وألقوا في روع المخدوعين الغافلين منا أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها ! ولا يجوز رفع رايتها  وخوض المعركة باسمها  فهذه سمة المتخلفين المتعصبين ! ذلك كي يأمنوا جيشان العقيدة وحماستها . . بينما هم في قرارة نفوسهم : الصهيونية العالمية والصليبية العالمية - بإضافة الشيوعية العالمية - جميعا يخوضون المعركة أولا وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلا  فأدمتهم جميعا !!!
إنها معركة العقيدة  إنها ليست معركة الأرض  ولا اللغة ولا المراكز العسكرية  ولا هذه الرايات المزيفة كلها  إنهم يزيفونها علينا لغرض في نفوسهم دفين . ليخدعونا عن حقيقة المعركة وطبيعتها  فإذا نحن خدعنا بخديعتهم  لنا فلا نلومن إلا أنفسنا  ونحن نبعد عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم  ولأمته  وهو - سبحانه - أصدق القائلين :
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ). .
فذلك هو الثمن الوحيد الذي يرتضونه . وما سواه فمرفوض ومردود !
ولكن الأمر الحازم  والتوجيه الصادق :
( قل : إن هدى الله هو الهدى ) . .
على سبيل القصر والحصر . هدى الله هو الهدى . وما عداه ليس بهدى . فلا براح منه  ولا فكاك عنه  ولا محاولة فيه  ولا ترضية على حسابه  ولا مساومة في شيء منه قليل أو كثير  ومن شاء فليؤمن  ومن شاء فليكفر . وحذار أن تميل بك الرغبة في هدايتهم وإيمانهم  أو صداقتهم ومودتهم عن هذا الصراط الدقيق .
( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) . .
بهذا التهديد المفزع  وبهذا القطع الجازم  وبهذا الوعيد الرعيب . . ولمن ? لنبي الله ورسوله وحبيبه الكريم صلى الله عليه وسلم  !
إنها الأهواء . . إن أنت ملت عن الهدى . . هدى الله الذي لا هدى سواه . . وهي الأهواء التي تقفهم منك هذا الموقف  وليس نقص الحجة ولا ضعف الدليل  .
 ------------------------------------------------------------------------


لماذا إحراق المصحف
فى فلوريدا
 
قام القس واين ساب بإحراق نسخة من المصحف تحت إشراف تيرى جونز الذى أثار فى سبتمبر الماضى موجه من الإدانات بشأن خطته لإحراق كومة من نسخ القرآن فى ذكرى هجمات الحادى عشر من سبتمبر .. وقال المنظمون إن ما حدث كان محاكمة للمصحف أعتبر فيها كتاب المسلمين المقدس مذنبا وتم إعدامه على حد وصفهم وقد استمرت مداولات هيئة المحلفين حوالى ثمانى دقائق وضعت بعدها نسخة المصحف التى كانت قد نقعت بالوقود لمدة ساعة على طبق حديدى فى وسط الكنيسة وأشعل فيها ساب النار واحترق القرآن لمدة عشر دقائق فيما التقط بعض الحضور الصور .
أعلنت وسائل إعلام أمريكية متعددة خطط كنيسة أمريكية للإعلان عن يوم عالمي يسمى "اليوم العالمي لحرق القرآن"، بحيث يصادف اليوم المذكور ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقد نصبت الكنيسة أمام مدخلها الرئيس لوحة مكتوب عليها "الإسلام من الشيطان"، وقد وُجهت إلى الكنيسة انتقادات شديدة وردود أفعال غاضبة ومن جهات مختلفة.
وادعى القس "تيري جونز" من "فلوريدا" - الذي دعا إلى حرق القرآن على نطاق واسع - أن نصوص الكتاب المقدس تدعوه للإعلان عن ذلك.
ويقول القس: إن المسألة ليست مسألة كراهية، ولكن هو تبيان حقيقة المسيحية، وتحويل المسلمين إلى مسيحيين, فنحن نحب المسلمين ونتمنى أن يشملهم الخلاص الحقيقي، ولكن نحن نهاجم الإسلام والعقيدة والشريعة .
 والسؤال الذى يجب أن يعى كل مسلم إجابته وعيا تاما كاملا هو ماذا يريد اليهود والنصارى حقيقة من المسلمين ؟
أعتقد اعتقادا جازما أنه يجب أن تتنحوا جميعا وتتركوا إجابة هذا السؤال لله جل وعلا ( قل أأنتم أعلم أم الله ؟ )  ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) :
( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق .. أية رقم 109 سورة البقرة )
( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون .. أية 69 سورة أل عمران )
( الم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل والله أعلم بأعداءكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا .. أية رقم 44 سورة النساء )
وهكذا نرى أن أعداء الجماعة المسلمة لم يكونوا يحاربونها في الميدان بالسيف والرمح فحسب ولم يكونوا يؤلبون عليها الأعداء ليحاربوها بالسيف والرمح فحسب . . إنما كانوا يحاربونها أولا في عقيدتها . كانوا يحاربونها بالدس والتشكيك   ونثر الشبهات وتدبير المناورات  كانوا يعمدون أولا إلى عقيدتها الإيمانية التي منها انبثق كيانها  ومنها قام وجودها  فيعملون فيها معاول الهدم والتوهين . ذلك أنهم كانوا يدركون كما يدركون اليوم تماما - أن هذه الأمة لا تؤتى إلا من هذا المدخل  ولا تهن إلا إذا وهنت عقيدتها  ولا تهزم إلا إذا هزمت روحها ولا يبلغ أعداؤها منها شيئا وهي ممسكة بعروة الإيمان  مرتكنة إلى ركنه  سائرة على نهجه  حاملة لرايته  ممثلة لحزبه  منتسبة إليه  معتزة بهذا النسب وحده .
ومن هنا يبدو أن أعدى أعداء هذه الأمة هو الذي يلهيها عن عقيدتها الإيمانية ويحيد بها عن منهج الله وطريقه  ويخدعها عن حقيقة أعدائها وحقيقة أهدافهم البعيدة  تارة بدعاوى القومية أو الوحدة الوطنية أو العلمانية أو غيرها من النعرات والصيحات
إن المعركة بين الأمة المسلمة وبين أعدائها هي قبل كل شيء معركة هذه العقيدة  وحتى حين يريد أعداؤها أن يغلبوها على الأرض والمحصولات والاقتصاد والخامات  فإنهم يحاولون أولا أن يغلبوها على العقيدة  لأنهم يعلمون بالتجارب الطويلة أنهم لا يبلغون مما يريدون شيئا والأمة المسلمة مستمسكة بعقيدتها  ملتزمة بمنهجها  مدركة لكيد أعدائها . . ومن ثم يبذل هؤلاء الأعداء وعملاؤهم جهد الجبارين في خداع هذه الأمة عن حقيقة المعركة  ليفوزوا منها بعد ذلك بكل ما يريدون من استعمار واستغلال  وهم آمنون من عزمة العقيدة في الصدور !
وكلما ارتقت وسائل الكيد لهذه العقيدة  والتشكيك فيها  والتوهين من عراها  استخدم أعداؤها هذه الوسائل المترقية الجديدة . ولكن لنفس الغاية القديمة : ( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم).  فهذه هي الغاية الثابتة الدفينة !.
-----------------------------------------------------------------
ولكن أكثرهم
للحق كارهون
 إن كثيرا من طيبي القلوب ليظنون أن الذي يصد اليهود والنصارى عن الإسلام أنهم لا يعرفونه  أو لأنه لم يقدم إليهم في صورة مقنعة . . وهذا وهم . . إنهم لا يريدون الإسلام لأنهم يعرفونه ! يعرفونه فهم يخشونه على مصالحهم وعلى سلطانهم ومن ثم يكيدون له ذلك الكيد الناصب الذي لا يفتر  بشتى الطرق وشتى الوسائل  عن طريق مباشر وعن طرق أخرى غير مباشرة  يحاربونه وجها لوجه  ويحاربونه من وراء ستار  ويحاربونه بأنفسهم ويستهوون من أهله من يحاربه لهم تحت أي ستار . . وهم دائما عند قول الله تعالى لنبيه الكريم : ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ) .
( الم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل والله أعلم بأعداءكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا .. أية رقم 44 سورة النساء )
( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون .. أية 69 سورة أل عمران )
وهكذا نرى أن أعداء الجماعة المسلمة لم يكونوا يحاربونها في الميدان بالسيف والرمح فحسب  ولم يكونوا يؤلبون عليها الأعداء ليحاربوها بالسيف والرمح فحسب . . إنما كانوا يحاربونها أولا في عقيدتها  كانوا يحاربونها بالدس والتشكيك  ونثر الشبهات وتدبير المناورات ! كانوا يعمدون أولا إلى عقيدتها الإيمانية التي منها انبثق كيانها  ومنها قام وجودها  فيعملون فيها معاول الهدم والتوهين  ذلك أنهم كانوا يدركون كما يدركون اليوم تماما - أن هذه الأمة لا تؤتى إلا من هذا المدخل  ولا تهن إلا إذا وهنت عقيدتها  ولا تهزم إلا إذا هزمت روحها  ولا يبلغ أعداؤها منها شيئا وهي ممسكة بعروة الإيمان  مرتكنة إلى ركنه  سائرة على نهجه  حاملة لرايته  ممثلة لحزبه  منتسبة إليه  معتزة بهذا النسب وحده .
ومن هنا يبدو أن أعدى أعداء هذه الأمة هو الذي يلهيها عن عقيدتها الإيمانية  ويحيد بها عن منهج الله وطريقه  ويخدعها عن حقيقة أعدائها وحقيقة أهدافهم البعيدة .
إن المعركة بين الأمة المسلمة وبين أعدائها هي قبل كل شيء معركة هذه العقيدة  وحتى حين يريد أعداؤها أن يغلبوها على الأرض والمحصولات والاقتصاد والخامات  فإنهم يحاولون أولا أن يغلبوها على العقيدة  لأنهم يعلمون بالتجارب الطويلة أنهم لا يبلغون مما يريدون شيئا والأمة المسلمة مستمسكة بعقيدتها  ملتزمة بمنهجها  مدركة لكيد أعدائها . . ومن ثم يبذل هؤلاء الأعداء وعملاؤهم جهد الجبارين في خداع هذه الأمة عن حقيقة المعركة  ليفوزوا منها بعد ذلك بكل ما يريدون من استعمار واستغلال  وهم آمنون من عزمة العقيدة في الصدور !
وكلما ارتقت وسائل الكيد لهذه العقيدة  والتشكيك فيها  والتوهين من عراها  استخدم أعداؤها هذه الوسائل المترقية الجديدة  ولكن لنفس الغاية القديمة : ( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم !!! ) . . فهذه هي الغاية الثابتة الدفينة !
--------------------------------------------------------------------------------- 



لا تتخذوا بطانة
من دونكم
( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ..  ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا أمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور .. إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها .. وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ) سورة أل عمران من الآية  118 حتى 120
إنها صورة كاملة السمات , ناطقة بدخائل النفوس , وشواهد الملامح  تسجل المشاعر الباطنة والانفعالات الظاهرة والحركة الذاهبة الآيبة . وتسجل بذلك كله نموذجا بشريا مكررا في كل زمان وفي كل مكان . ونستعرضها اليوم وغدا فى من حول الجماعة المسلمة من أعداء . يتظاهرون للمسلمين - في ساعة قوة المسلمين وغلبتهم - بالمودة . فتكذبهم كل خالجة وكل جارحة . وينخدع المسلمون بهم فيمنحونهم الود والثقة  وهم لا يريدون للمسلمين إلا الاضطراب والخبال  ولا يقصرون في إعنات المسلمين ونثر الشوك في طريقهم  والكيد لهم والدس  ما واتتهم الفرصة في ليل أو نهار .
وما من شك أن هذه الصورة التي رسمها القرآن الكريم هذا الرسم العجيب  كانت تنطبق ابتداء على أهل الكتاب المجاورين للمسلمين في المدينة ; وترسم صورة قوية للغيظ الكظيم الذي كانوا يضمرونه للإسلام والمسلمين  وللشر المبيت  وللنوايا السيئة التي تجيش في صدورهم  في الوقت الذي كان بعض المسلمين ما يزال مخدوعا في أعداء الله هؤلاء  وما يزال يفضي إليهم بالمودة  وما يزال يأمنهم على أسرار الجماعة المسلمة  ويتخذ منهم بطانة وأصحابا وأصدقاء  لا يخشى مغبة الإفضاء إليهم بدخائل الأسرار . . فجاء هذا التنوير وهذا التحذير  يبصر الجماعة المسلمة بحقيقة الأمر  ويوعيها لكيد أعدائها الطبيعيين  الذين لا يخلصون لها أبدا  ولا تغسل أحقادهم مودة من المسلمين وصحبة . ولم يجيء هذا التنوير وهذا التحذير ليكون مقصورا على فترة تاريخية معينة  فهو حقيقة دائمة  تواجه واقعا دائما . . كما نرى مصداق هذا فيما بين أيدينا من حاضر مكشوف مشهود . . من تعامل أهل الكتاب من يهود أو نصارى
والمسلمون في غفلة عن أمر ربهم : ألا يتخذوا بطانة من دونهم .. سواء كانوا يهودا أو نصارى أو من يحملون رسالة التغريب من المتسمين بأسماء المسلمين .. بطانة من ناس هم دونهم في الحقيقة والمنهج والوسيلة . وألا يجعلوهم موضع الثقة والسر والاستشارة . . المسلمون في غفلة عن أمر ربهم هذا يتخذون من أمثال هؤلاء مرجعا في كل أمر  وكل شأن  وكل موضع  وكل نظام  وكل تصور وكل منهج  وكل طريق ! حتى أن منا من يتصور أن النصارى فى العالم الغربى سيحررون لنا القدس من اليهود وما النصارى إلا أولياء لليهود لا فرق بين نصارى العرب ونصارى الغرب المسيحى فى تفضيلهم لليهود وموالاتهم ضد المسلمين ..
والمسلمون في غفلة من تحذير الله لهم  يوادون من حاد الله ورسوله  ويفتحون لهم صدورهم وقلوبهم . والله سبحانه يقول للجماعة المسلمة الأولى كما يقول للجماعة المسلمة في أي جيل :
( ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) . .
والله سبحانه يقول : ( ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم  وتؤمنون بالكتاب كله  وإذا لقوكم قالوا آمنا  وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) . .
والله سبحانه يقول : ( إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها )
ومرة بعد مرة تصفعنا التجارب المرة  ولكننا لا نفيق . . ومرة بعد مرة نكشف عن المكيدة والمؤامرة تلبس أزياء مختلفة ولكننا لا نعتبر . ومرة بعد مرة تنفلت ألسنتهم فتنم عن أحقادهم التي لا يذهب بها ود يبذله المسلمون  ولا تغسلها سماحة يعلمها لهم الدين . . ومع ذلك نعود  فنفتح لهم قلوبنا ونتخذ منهم رفقاء في الحياة والطريق ! . . وتبلغ بنا المجاملة  أو تبلغ بنا الهزيمة الروحية أن نجاملهم في عقيدتنا فنتحاشى ذكرها  وفي منهج حياتنا فلا نقيمه على أساس الإسلام  وفي تزوير تاريخنا وطمس معالمه كي نتقي فيه ذكر أي صدام كان بين أسلافنا وهؤلاء الأعداء المتربصين ! ومن ثم يحل علينا جزاء المخالفين عن أمر الله . ومن هنا نذل ونضعف ونستخذي . ومن هنا نلقى العنت الذي يوده أعداؤنا لنا  ونلقى الخبال الذي يدسونه في صفوفنا . .
وها هو ذا كتاب الله يعلمنا - كما علم الجماعة المسلمة الأولى - كيف نتقي كيدهم  وندفع أذاهم  وننجو من الشر الذي تكنه صدورهم  ويفلت على السنتهم منه شواظ : ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا . إن الله بما يعملون محيط ) . .
فهو الصبر والعزم والصمود أمام قوتهم إن كانوا أقوياء  وأمام مكرهم وكيدهم إن سلكوا طريق الوقيعة والخداع . الصبر والتماسك لا الانهيار والتخاذل  ولا التنازل عن العقيدة كلها أو بعضها اتقاء لشرهم المتوقع أو كسبا لودهم المدخول . . ثم هو التقوى الخوف من الله وحده . ومراقبته وحده . . هو تقوى الله التي تربط القلوب بالله  فلا تلتقي مع أحد إلا في منهجه  ولا تعتصم بحبل إلا حبله . . وحين يتصل القلب بالله فإنه سيحقر كل قوة غير قوته  وستشد هذه الرابطة من عزيمته  فلا يستسلم من قريب  ولا يواد من حاد الله ورسوله  طلبا للنجاة أو كسبا للعزة !
هذا هو الطريق : الصبر والتقوى . . التماسك والاعتصام بحبل الله . وما استمسك المسلمون في تاريخهم كله بعروة الله وحدها  وحققوا منهج الله في حياتهم كلها . . إلا عزوا وانتصروا  و وقاهم الله كيد أعدائهم  وكانت كلمتهم هي العليا . وما استمسك المسلمون في تاريخهم كله بعروة أعدائهم الطبيعيين  الذين يحاربون عقيدتهم ومنهجهم سرا وجهرا  واستمعوا إلى مشورتهم  واتخذوا منهم بطانة وأصدقاء وأعوانا وخبراء ومستشارين . . إلا كتب الله عليهم الهزيمة  ومكن لأعدائهم فيهم  وأذل رقابهم  وأذاقهم وبال أمرهم . . والتاريخ كله شاهد على أن كلمة الله خالدة  وأن سنة الله نافذة . فمن عمي عن سنة الله المشهودة في الأرض  فلن ترى عيناه إلا آيات الذلة و الإنكسار والهوان . .
ويحسن فى النهاية أن نقرر حقيقة أخرى  عن سماحة الإسلام في وجه كل هذا العداء . فهو يأمر المسلمين ألا يتخذوا بطانة من هؤلاء . ولكنه لا يحرضهم على مقابلة الغل والحقد والكراهية والدس والمكر بمثلها . إنما هي مجرد الوقاية للجماعة المسلمة وللصف المسلم  وللكينونة المسلمة . . مجرد الوقاية ومجرد التنبيه إلى الخطر الذي يحيطها به الآخرون . . أما المسلم فبسماحة الإسلام يتعامل مع الناس جميعا  وبنظافة الإسلام يعامل الناس جميعا  وبمحبة الخير الشامل يلقى الناس جميعا  يتقي الكيد ولكنه لا يكيد  ويحذر الحقد ولكنه لا يحقد . إلا أن يحارب في دينه  وأن يفتن في عقيدته  وأن يصد عن سبيل الله ومنهجه . فحينئذ هو مطالب أن يحارب  وأن يمنع الفتنة  وأن يزيل العقبات التي تصد الناس عن سبيل الله  وعن تحقيق منهجه في الحياة . يحارب جهادا في سبيل الله لا انتقاما لذاته . وحبا لخير البشر لا حقدا على الذين آذوه . وتحطيما للحواجز الحائلة دون إيصال هذا الخير للناس . لا حبا للغلب والاستعلاء والاستغلال . . وإقامة للنظام القويم الذي يستمتع الجميع في ظله بالعدل والسلام . لا لتركيز راية قومية ولا لبناء امبراطورية !
هذه حقيقة تقررها النصوص الكثيرة من القرآن والسنة  ويترجمها تاريخ الجماعة المسلمة الأولى  وهي تعمل في الأرض وفق هذه النصوص .
إن هذا المنهج خير  وما يصد البشرية عنه إلا أعدى أعداء البشرية . الذين ينبغي لها أن تطاردهم ، حتى تقصيهم عن قيادتها . . وهذا هو الواجب الذي انتدبت له الجماعة المسلمة ، فأدته مرة خير ما يكون الأداء . وهي مدعوة دائماً إلى أدائه ، والجهاد ماض إلى يوم القيامة . . تحت هذا اللواء 
 سيد قطب رحمة الله رحمة واسعة
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المتظاهرون المسيحيين
"عناصر هدامة"
.. وكانوا مسلحين
الإثنين 27 فبراير 2012
القيادة العامة كلفتنا بالانتشار في كل المحافظات منذ بدء الثورة لرصد “الخارجين على القانون” وإبلاغ “المستوى الأعلى
المتظاهرون مسلحون حاولوا اقتحام “ماسبيرو” والأمن المركزي رفض التدخل لعدم وجود أوامر
المخابرات الحربية” سلمتنا فيديو “دهس المتظاهرين”.. والواقعة تمت خلال محاولة الهروب بالمدرعات
التقرير يتهم “عناصر سلفية” حرقت كنيسة الماريناب بأسوان ومتظاهرو “ماسبيرو” بـ”تمزيق المصحف
حصلت “البديــل” على نسخة من تقرير الشرطة العسكرية فى قضية أحداث ماسبيرو، نقلها المحامي عاطف نظمي من التحقيقات، حيث يرفض قضاة التحقيق، حصول المحامين الحصول على صور من ملف القضية، إلا بالنقل كتابة.وقال عاطف نظمى توفيق أحد أعضاء هيئة الدفاع بالقضية إن التقرير الذي تقدمت به الشرطة العسكرية للقضاء “ملفقة”، مؤكداً أنه نقل كتابة، التقرير الذي قال المحامي إنه مذيل بتوقيع اللواء حمدي بدين مدير إدارة الشرطة العسكرية.
وكشفت النسخة التي نقلها المحامي، أن الشرطة العسكرية (فرع التحريات) تعمل منذ اليوم الأول للثورة “تنفيذاً لتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة، وأنها نشرت “عناصر على مدار 24 ساعة بكافة الأماكن بالمحافظات منذ 25 يناير 2011، لمتابعة كافة الأحداث، و جمع المعلومات التي تهدف لتهديد أمن المنشات وسلامتها وخاصة حول ما قد يتم تدبيره من قبل العناصر الخارجة عن القانون”، حسب التقرير الذي قال إن الشرطة العسكرية مكلفة بـ”متابعة البرامج التلفزيونية خاصة الفضائيات، والمواقع الالكترونية
ونسب التقرير للمتظاهرين تهم “التعدي بالضرب والأحجار على أفراد الشرطة العسكرية، وإحراق مركبات عسكرية ومدنية، وحمل أسلحة، وسرقة أسلحة أخرى من أفراد الجيش”، فيما قالت إن دهس المتظاهرين جاء نتيجة “محاولة الجنود الفرار من الهجوم عليهم”، وأضافت أن “الشرطة العسكرية استخدمت الرصاص الفشنك”، واتهمت المتظاهرين بأنهم “من العناصر الهدامة التي تحاول إحداث وقيعة بين القوات المسلحة والمجتمع المدني، وإشعال الفتنة الطائفية”.
وقال التقرير إن الشرطة العسكرية “تدفع بعناصر قسم المساعدات الفنية لتصوير المظاهرات والاحتجاجات وإعداد مادة فلمية عنها، وإبلاغ المستوى الأعلى بكافة التفاصيل”، مؤكدة أنها تابعت أزمة كنيسة المريناب في أسوان، وتصريحات المحافظ، مسار الاحتجاجات في القاهرة والمحافظات.
وتنشر “البديل” نص التقرير نقلاً عن عضو فريق الدفاع عن المتهمين.. وإلى النص:
تقرير من وزارة الدفاع
إدارة الشرطة العسكرية
الموضوع: بشأن محاولة بعض العناصر الهدامة إحداث وقيعة بين القوات المسلحة والمجتمع المدنى وإشعال نيران الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة للقيام بأعمال بلطجة وترويع المواطنين ونتج عن تلك الأحداث ضبط 28 فرد من مرتكبي تلك الأحداث ووفاة المجند محمد على شتا وإصابة 74 جندي وضابط صف من الأمن المركزي وحدوث تلفيات.
(1) في إطار قيام إدارة الشرطة العسكرية (فرع التحريات) بتنفيذ تعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة ومتابعة الأحداث التى شهدتها الساحة الاقليمية منذ 25 يناير 2011 وذلك من خلال انتشار عناصرنا على مدار 24 ساعة بجميع الأماكن بالمحافظات ومتابعة كافة الاحداث (اضرابات – مظاهرات – اعتصامات) وجمع المعلومات التى تهدف لتهديد أمن المنشأت وسلامتها وخاصة حول ما قد يتم تدبيره من قبل العناصر الخارجة عن القانون لإحداث عملية ترويع و بلطجة او استغلال التجمعات لزعزعة الامن والاستقرار الداخلى ـ كذا جمع المنشورات التى تم توزيعها وذلك بغرض الابلاغ المبكر عن أى أحداث لاتخاذ القرار المناسب.
(2) وفى إطار متابعة البرامج التلفزيونية التي تم بثها عبر القنوات الفضائية وخاصة البرامج المحتمل قيامها بعرض أي موضوعات تخص القوات المسلحة وكذا متابعة ورصد كافة المواقع على شبكة الانترنت بتاريخ 27\9\2011 تم رصد أخبار على شبكة المعلومات الدولية تشير أنه بذات التاريخ و عقب انتهاء شعائر صلاة الجمعة بقرية الماريناب بأسوان على التلفزيون روى خلالها أنه لا يوجد كنيسة بتلك القرية حتى يتم حرقها وأن المبنى الذي تم حرقها وأن المبنى الذي تم حرقه مضيفة خاصة بأحد الأشخاص المسيحيين مما أثار حفيظة أقباط مصر.
(3)
الساعة 1400 بتاريخ 9\10\2011 تجمع حوالي 250 فرد مسيحي أمام موقف أتوبيس شبرا مرددين هتافات معادية للمجلس العسكري و مطالبين بإعادة بناء الكنيسة فتم من جانبنا دفع عناصر قسم المساعدات الفنية بفرع التحريات العسكرية لتصوير أي تطورات للموقف وإعداد المادة الفيلمية اللازمة و تلاحظ تزايد أعداد الأفراد حتى وصل عددهم حوالي 3500 وقاموا بمسيرة في اتجاه شارع رمسيس وأثناء سير المسيرة كان ينضم إليها بعض الأفراد إلى أن وصل العدد حوالي 8000 كان منهم 50 فردد مرتدين الجلباب الأبيض مكتوب عليها “شهداء تحت الطلب” والبعض الآخر يحملون الأسلحة النارية (بنادق آلية – مسدسات 9 ممفرد خرطوش مصنع والأسلحة البيضاء سكاكين- آلات حادة متنوعة وعصى خشبية).
(4)
الساعة 1500تجمع حوالي 250 فرد مسيحي بمنطقة ماسبيرو أمام الإذاعة والتلفزيون مرددين الشعارات والأناشيد الدينية باستخدام بعض الآلات الموسيقية وأيضا 800 فرد أمام مكتبة الإسكندرية و 600 أمام نادي سبورتنج بالإسكندرية مرددين هتافات ضد المجلس العسكري وقاموا بمسيرة للمنطقة العسكرية الشمالية حتى وصل العدد إلى 1700 وتجمع 300 مسيحي بشارع الخمسين بأسيوط وهتافات معادية وطلب بناء الكنيسة والمساواة في بناء الجوامع والكنائس و200 في قنا و100 في بني سويف و350 في أسوان بهتافات معادية وطلب إقالة المحافظ.
(5)
الساعة 1820 بذات التاريخ وصلت المسيرة القادمة من شارع شبرا لمنطقة ماسبيرو وانتشارهم حوالي 1,5كم من مطلع الكبرى أمام هيلتون رمسيس وحتى مطلع كوبري 15 مايو وبلغ العدد 10000 وعقب ذلك قام أحد الأفراد بتمزيق المصحف وإطلاق بعض الأفراد الأعيرة النارية واستخدام الأسلحة البيضاء والعصي والرشق بالحجارة لعناصر الشرطة العسكرية مما أدى إلى قيام عناصر الشرطة العسكرية بإطلاق الذخيرة الفشنك لتفريق المتظاهرين وقيام المتظاهرين بإشعال النيران في المركبة فهد وعربة جيب حربي وأتوبيس تابع لجهاز النقل العام للقوات المسلحة.
(6)
أمكن السيطرة على الموقف الساعة 2200 ومنع أي فرد من اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون ومضى التجمع إلا أن بعض المتجمعين قاموا بأعمال بلطجة بالشوارع والميادين وإحداث التلفيات ببعض العربات وقام حوالي عدد 3500 فرد بالسير في اتجاه رمسيس وإطلاق الأعيرة النارية أمام مستشفى القبطي وإشعال النيران بأحد الأتوبيسات المدنية وامتدت النيران منه إلى الطابق الأول بالعقار الكائن أمام الهيئة القومية للأنفاق بجوار المستشفى لترويع أمن المواطنين كذا احتراق أكثر من عدد 10 عربات وتم السيطرة على الحريق بواسطة 4 عربات دفاع مدني.
(7)
نتج عن ذلك:
(1)
وفاة المجند محمد على شتا.
(2)
وفاة عدد 22 فرد مدني وإصابة ضابط صف و74 جندي و7 أمن مركزي وإصابة 107فرد
مدني.
(3)
احتراق كامل لمركبة فهد وتلف جزئي لعدد مركبة فهد وحرق عربية جيب وحربي وإتلاف 2 عربة جيب و 2 مركبة وليد.
(4)
فقد عدد 2 بندقية آلية وفى اليوم التالي تمكن العقيد أحمد طبرى مفتش مباحث فرقة غرب بالتنسيق
مع عناصرنا لضبط أحد المتظاهرين وبحوزته بندقية من المفقودين وبذات التاريخ عثر بعض الأهالي على البندقية الأخرى و تبين أن خزنتها مذخرة بطلقات فشنك و تحرر من الموقعين المحضر رقم 2840 لسنة 2011 إدارة بولاق أبو العلا و بعرضه على نيابة وسط، قررت إرسال الحرزين رقم 126،128،1,2 لسنة 2011 مضبوطات لمصلحة الطب الشرعي لفحص السلاح الناري و مدى صلاحيته للاستعمال من عدمه و تم تسليم التحقيقات لهيئة القضاء العسكري.
(5)
فقد رشاش خاص بالمركبة فهد المحترقة قم 145355 عدد 16 خزنة بندقية إلى علبة شريط
ذخيرة معدات فض الشغب.
(6) 12
علبة شريط ذخيرة معدات فض الشغب.
(7) 12
قناع مصري مطور 8 معدة اشارية
(8)
بمناقشة كلا من العميد محمود محمد شلبى و المقدمان ياسر عزمى و محمد احمد السيد شفاهةً
قرروا أنه عقب وصول المتظاهرين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون تبين أنهم حاملين أسلحة نارية
وبنادق آلية ومسدسات 9مم، وفرد خرطوش مصنع وأسلحة بيضاء سيوف شبح ومطاوي والعصي
الخشبية ورشقهم بالحجارة مما أدى إلى وفاة جندى و إصابة آخرين.
( 9)
أضافوا أنه نظرا لذلك قامت عناصر الشرطة العسكرية بالدفاع عن انفسهم مع ضبط النفس قدر المستطاع وإطلاق الذخيرة فشنك وتمكنوا من السيطرة المبدئية على الموقف إلا أن المتظاهرين قاموا بإشعال النيران في بعض العربات المدنية و المركبات الخاصة بالقوات المسلحة و قام المسئولين من ضباط الشرطة العسكرية بمحادثة قادة عناصر قوات الأمن المركزي المتواجد للتدخل، وأقدمهم العميد شرطة مدنية مدحت عبد الشافي لم يتم الاستجابة للمطلب و التجاوب مع الموقف لعدم صدور تعليمات لهم بالتعامل مع الموقف رغم تواجدهم و مشاهدتهم للأحداث الساعة 1930 قاموا بالاشتراك بعد صدور تعليمات لهم وتم السيطرة على الموقف الساعة 22 و إخلاء المكان من المتظاهرين والمصابين.
(10)
أضاف المقدم ياسر عزمى انه بإجراء معاينة لمحل الواقعة تبين وجود اثار طلقات نارية بأعمدة الإنارة أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون والمتواجدة خلف عناصر الشرطة العسكرية مما يشير إلى أن إطلاق النار كان في اتجاه عناصر الشرطة العسكرية كذا تبين وجود بعض اسطوانات غاز الفريون أسفل العربية الفهد مما أدى لاشتعال العربة والاستيلاء على الرشاش المثبت عليها وعدد 4 بنادق آلية
وأضاف المقدم محمد احمد انه شاهد بعض المتظاهرين فور وصولهم لمنطقة ماسبيرو يحملون المصحف وقاموا بتمزقه وإلقائه على الأرض.
(11)
بتاريخ 14\10\2011 تسلم لنا من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع اسطوانة مدمجة سى دى مرفق مسجل عليها عدد 2 مقطع فيديو تم نشرها عبر قناة الطريق المسيحية الأول عبارة عن مقدمة لموضوع المادة الفيلمية والثانية يتضمن المقطع قيام مركبة وليد بصدم عدد 2 عربية جيب واتوبيس تابع لجهاز النقل العام بالقوات المسلحة ـ كذا قيام مركبة فهد بالسير بسرعة عالية بين المتظاهرين وصدم بعضهم ومرور بجوار مركبة فهد أخرى قام المتظاهرين بإيقافها والتعدي على مستقليها وبالفحص بمعرفتنا تبين الآتى:
(1)
سائق المركبة الوليد الموضحة بالمقطع الثاني الجندي أحمد ربيع خلف سائق مركبة وليد قوة السرية الخامسة شرطة عسكرية و باستدعائه و مناقشته قرر أنه أثناء المظاهرة كان يقف رفقة آخر و انه خارج المركبة الوليد و قام المتظاهرين بالتعدي على الجندي محمد جمال طه “قوة السرية” والعربية الجيب قيادته ورشقها بالحجارة ومحاولة إشعال النيران بها مما دفع الأخير لاستقلال المركبة الوليد عقب ذلك فوجئ بالمتظاهرين قادمين فى اتجاه المركبة وليد فقام باستقلالها وتسليم مفتاح إدارتها للجندي محمود جمال كونه كان جالسا على مقعد السائق بالفعل، قام بادارتها والسير بها.
(2)
إضافة أنه أثناء قيام المتظاهرين برشقهم بالحجارة التي اصطدمت بعضها بهما مما أدى لإصابتهما واختلال اتزانهما واصطدام المركبة بعدد 2عربة جيب وأتوبيس تابع لجهاز النقل العام للقوات المسلحة ثم قام المتظاهرون بالاعتداء على المركبة وقام أحدهم برفع قطعة حجرية كبيرة وإلقاؤها بشدة داخل المركبة على أحد الجنود (مادة فيلمية تم تفريغها بمعرفتنا أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة) وبمناقشة المجند محمود جمال أكد صحة ما ورد بأقوال الجندي أحمد ربيع.
(3)
سائق المركبة الفهد الموضحة بذات المقطع المجند محمود سيد عبد الحميد وبمناقشته قرر أن المتظاهرين قاموا بإلقاء الصدادات أمام المركبة قيادته وحاوله التوجه لكوبري 6 أكتوبر وجد الطريق مغلق بالصدادت والقطع الحجرية وعربات مدنية وفى ذات التوقيت وأثناء سيرهم بالمركبة شاهد المركبة الفهد بقيادة الجندي مختار محروس إسماعيل (قوة الكتيبة الأولى شرطة عسكرية) متوقفة والمتظاهرون محيطون بها ويقومون بالتعدي على مستقليها من الجنود وإشعال النيران بها وخشية قيام المتظاهرين بإيقافه وارتكاب نفس الفعل معه قام بقيادة المركبة بسرعة سالكا طريق الكورنيش مما أدى لاصطدامه ببعض المتظاهرين القائمين بغلق الطريق إلى أن قام بالوصول للسفارة البريطانية (سبق له الخدمة أمامها) ثم طلب المعونة من عنصر التأمين التابعة لوزارة الداخلية للاشارة لموقع تمركز السرية الخاصة بالشرطة العسكرية لعدم درايته بكيفية الوصول إليها فقام تكليف أحد أمناء الشرطة (مرتديا الزى الأميري و يعلو سترة ترنج (اسود) لمرافقته حيث قام باستقلال المركبة معه حتى وصوله للسرية هو والجندي كرم حامد محمد سائق مركبة فهد قوة الكتيبة الأولى شرطة عسكرية.
(12)
بمناقشة الجندى أحمد جمال محمد جهاز النقل العام سائق الاتوبيس قرر أنه تم تعيينه بالاتوبيس لقيادته لنقل أفراد الشرطة العسكرية من مقر إدارة الشرطة العسكرية الى ماسبيرو و عقب و صوله و مغادرة الجنود الأتوبيس قام بوضع الأتوبيس بجوار الكورنيش و الساعة 1830 فوجئ بالمتظاهرين بالتعدي عليه، بالضرب و تحطيم زجاج السيارة فقام بالفرار داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون و حال حضور عربة الإطفاء قام المتظاهرون بالتعدي على أفراد الإطفاء و منعهم من القيام بواجبهم.
(13)
بمناقشة المدعو محمد سليط (عناصر أمن التلفزيون روى شفاهةً أنه شاهد أعداد كبيرة من الأفراد المسيحيين يقومون بإطلاق أعيرة نارية بطريقة عشوائية من اتجاهات مختلفة على عناصر الشرطة العسكرية مما أدى لوفاة الجندى محمد على شتا.
(14)
بمناقشة بعض الاطباء الذين قاموا باسعاف المصابين روى شفاهتا أن الاصابات ناتجة عن أعيرة خرطوش أعيرة 9 و 7,628 ، 39 مم و أسلحة بيضاء و عصى و حجارة.
(15)
بتكثيف جهود البحث تم تحديد العناصر التي قامت بالتحريض وهم فلوباتير جميل و القمص ابسخريون كاهن القديسة دميانة بالمعصرة، القمص متياس نصر عزبة النخل، مجدي صابر ميشيل “اتحاد شباب ماسبيرو”، هاني عزيز أمين (جمعية محبي مصر السلام) أسامة عز العرب، محمود فؤاد جاد الله، أحمد دراج، عز الهواري، حمدى عاشور، (سمعان الخراز) نجيب جبرائيل، صموئيل بشاى ومايكل منير وهاني الجزيرى و رامى كامل، كما قام راهب يدعى انطونيوس الجوارحى بمخاطبة المتظاهرين (هو المشير عايز ايه بالزبط مش عايز يحل المشلكة ليه لازم يحلها أحسن له و لا هيشوف)، كما قام بسب السيد محافظ أسوان وتبين أنه بتاريخ 22\5\2007 أنه تم تجريده من الرهبنة وأصبح صبري زخارى فخري ولا يسمح بالتعامل معه كممثل لأى دير من الأديرة القبطية.
(16)
وبعرض الواقعة على نيابة شرق القاهرة العسكرية قررت الآتى:
(1)
قيد الاوراق برقم 855 لسنة 2011 جنايات وحبس عدد 29 فرد مدنى والذين تم ضبطهم لمشاركتهم فى الأحداث 15 يوما احتياطيا
(2)
صرحت بدفت جثمان المجند و استدعاء مدير ادارة البحث الجنائى بمديرية امن القاهرة لجلسة تحقيق ومخاطبة إدارة الشئون المعنوية للإفادة بكافة المواد الفيلمية التي تم بثها على القنوات الفضائية حول الأحداث موضوع التحقيقات و مخاطبة فرع الشئون القانونية بإدارة الشرطة العسكرية للإفادة ببيانات السيارات التي أتلفت وبيان ما بها من تلفيات و قيمتها المادية على ان يتم عرض المركبات و المدرعات على إحدى الورش الفنية المتخصصة لبيان سبب احتراقها و ما بها من تلفيات.
(4)
تكليف قسم المساعدات الفنية بفرع التحريات العسكرية بتصوير العربات والمدرعات الخاصة بالقوات المسلحة والعربات المدنية محل الإتلاف بمسرح الحادث وتفريغ هذا التصوير في صور فوتوغرافية لكل مركبة على حدا واستدعاء قائد مركبات وسيارات القوات المسلحة وقائدي السيارات الخاصة التي تم إتلافها لسؤالهم حول ظروف وملابسات الواقعة.
(17)
مرفق عدد 2 سى دى و تقرير فنى مصور.
وأشار المحامى عاطف نظمى إلى أن هذا التقرير تم توقيعه من مدير الشرطة العسكرية باسم: حمدي محمد محمد بدين
.

 رفض فيلم" الخروج "بمهرجان الأقصر تناول قصة عائلة مسيحية تبيع شرفها من أجل...
 27 فبراير 2012
خوفًا من الغضب أو هكذا على الأقل ما اعتقدت الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، فلقد امتنع الرقيب “سيد خطاب” عن منح الفيلم الروائي “الخروج” تصريحًا بالعرض حتى ولو كان فقط للجنة تحكيم المهرجان..
وهكذا تم سحب نسخة الفيلم من العرض في مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الأولى، رغم أنه كان الفيلم الروائي الطويل الوحيد الذي يمثل السينما المصرية.

المؤكد أن فيلم “الخروج” الذي شهد العرض الأول له في مهرجان “دبي” السينمائي الدولي قبل أكثر من عام لا يمكن أن يمر بسهولة للعرض الجماهيري في مصر، لكن كنت أتصور أن العرض في إطار المهرجان ممكن، لكن الرقابة كانت حادة وصارمة في قرار المصادرة، وذلك خوفًا من أن يحدث ما يعكر صفو العلاقات بين المسلمين والأقباط.
هذا هو أول إخراج لهشام العيسوي الذي شارك أيضًا في كتابة السيناريو.. تناولت الأحداث عائلة مصرية تدين بالمسيحية إلى هنا والأمر يبدو عاديًّا، لكن المخرج استطاع أن يقتحم الخط الأحمر في التعامل مع الشخصية القبطية، وتغلغل أكثر في تفاصيل هذه العائلة لنرى الابنة الكبرى التي لعبت دورها “صفاء جلال” وقد صارت فتاة ليل تبيع شرفها من أجل أن تضمن حياة كريمة لابنها.. الشقيقة الصغرى الوجه الجديد “ميرهان” على علاقة غير شرعية بشاب مسلم لعب دوره الوجه الجديد “محمد رمضان” تريد الزواج منه وتهدده بأنها حامل.. زوج الأم “أحمد بدير” يلعب القمار ويستحوذ على أموال العائلة عنوة.. بالطبع لو أن هذه العائلة مسلمة فسوف يتقبلها المجتمع المصري بمسلميه وأقباطه بدون حساسية، ولكن طبقاً لكل التجارب السابقة في التعامل مع الشخصيات القبطية التي تحمل أي قدر من الإدانة الأخلاقية في الدراما سواء المسلسلات أو الأفلام فإن الغضب بل والمظاهرات داخل الكنيسة وربما أيضاً خارجها هو المصير الذي ينتظر مثل هذه الأعمال الفنية!!تعودنا في الدراما أن نضع أوراق “السوليفان” على الشخصية المسيحية وكأننا نرفع راية مكتوباً عليها ممنوع اللمس أو الاقتراب..
الإحساس العام الذي يسيطر غالباً على صناع العمل الفني أن المتفرج لا يريد أن يرى شخصية من لحم ودم وأنه فقط يقرأ عنوانها لكنه لا يتعمق في تفاصيلها.. كان يبدو وكأن هناك اتفاقا ضمنيا على ذلك بين صناع العمل الفني والجمهور الجميع ارتاحوا إلى استبعاد الشخصية القبطية!!

المعالجات الفنية التي اقتربت من العائلة المصرية القبطية وجهت لها انتقادات مباشرة من الكنيسة الأرثوذكسية في مصر برغم أن الهدف الفكري لم يكن هو الحديث عن الديانة بقدر ما هو تناول عائلة مصرية مسلمة أو مسيحية!!.غضبة عارمة
على سبيل التذكرة فقط فإن السنوات الأخيرة شهدت أكثر من غضبة عارمة بسبب أعمال فنية تعاملت بحساسية وهدوء مع العائلة القبطية في مصر ورغم ذلك وجهت لها انتقادات حادة منها مثلاً مسلسل “أوان الورد” الذي لعبت بطولته “سميحة أيوب” و “يسرا”.. سر الغضب هو أن “سميحة” لعبت دور امرأة قبطية تزوجت مسلم ولم يقلص مساحات الغضب أن مخرج المسلسل “سمير سيف” مسيحي متدين.. لقد كان بالمسلسل فريق متعادل من المسلمين والأقباط خلف الكاميرا حتى يضمن ألا يثير حفيظة أحد طالما أن أقباطاً شاركوا في صنعه إلا أن الاحتجاجات ازدادت واضطر “البابا شنودة” إلى إقامة سحور قبل نهاية رمضان في الكاتدرائية لإنهاء هذا الاحتقان الذي اشتعل في رمضان 2001 وقت عرض المسلسل.مسلسل “بنت من شبرا” عرض بعدها بنحو ثلاث سنوات بطولة “ليلى علوي” أثار الغضب لأن البطلة أشهرت إسلامها حتى أن التليفزيون المصري الرسمي بعد أن أعلن عن عرضه في رمضان تراجع قبل 24 ساعة فقط من بداية البث ولم يعرض المسلسل بعدها إلا في قناة خاصة، وكأن الدولة تريد أن تقول للأقباط أنها ليست مسئولة عن العرض.. مسلسل “مين اللي ما يحبش فاطمة” بطولة “شيرين سيف النصر” واجه أيضاً مساحات من الاحتجاج المسلسل قصة “أنيس منصور” وذلك لأن البطلة أيضاً أشهرت إسلامها في نهاية الأحداث.. في مسلسل “يا رجال العالم اتحدوا” الذي كتبه “عاطف بشاي” ورغم ذلك لم يخلو الأمر من غضب لأن “حسن حسني” كان يؤدي في المسلسل شخصية رجل مسيحي يريد الطلاق من زوجته ولهذا يفكر في تغيير الطائفة وليس الديانة حتى يتمكن من الحصول على الطلاق اعتبر هذا السلوك من بعض الأقباط يتنافى مع الدين!! .أما الفيلم الذي حظي بأكبر مساحة من الغضب فهو “بحب السيما” عام 2004 إخراج “أسامة فوزي” وتأليف “هاني فوزي” وبطولة “ليلى علوي” و “محمود حميدة” كان أول فيلم يتناول عائلة مسيحية الزوج والزوجة والابن لم يتحمل قطاع عريض من الأقباط ذلك خاصة وأن الفيلم اتهم من قبل بعض المغالين بين “الأرثوذكس” بأنه يروج للمذهب “البروتستانتي”.. شكلت الدولة وقتها لجنة للتصريح بالفيلم حرص آنذاك الرقيب “مدكور ثابت” على أن يشارك في عضويتها أكبر عدد من الأقباط من نقاد وكتاب ورفضت اللجنة التصريح بالفيلم بل طالب بعض أعضائها بالاستعانة برجال الكنيسة لأخذ الموافقة أمام ذلك الرفض تم تشكيل لجنة أخرى أيضا ضمت أغلبية عددية من الأقباط روعي في تشكيلها أن يكونوا أكثر مرونة في تقبل تواجد عائلة مسيحية في الدراما وبالفعل وافقت اللجنة على الفيلم بدون محذوفات.الحقيقة هي أن المشاهد المصري وأيضاً العربي تعود على رؤية الشخصيات المصرية في الأغلب مسلمة، وإذا قدمت شخصية قبطية فإنها غالباً إيجابية مثلاً “مرقص أفندي” في “أم العروسة” قبل نحو 45 عاماً، هذا الدور الذي أداه “منسي فهمي” كان عليه أن يتستر على “عماد حمدي” وينقذه من الفضيحة حتى لا يعرف أحد أنه اختلس من الخزينة للإنفاق على فرح ابنته.
شخصيات درامية قبطية
آخر شخصية محورية قبطية قدمت في فيلم “حسن ومرقص” 2008 التي أداها “عادل إمام” حيث لعب دور أستاذ علم اللاهوت وحرص “عادل إمام” على أن يلتقي “البابا شنودة” ويطلعه على السيناريو قبل الشروع في تصوير الفيلم وبالفعل تم إجراء بعض التعديلات الدرامية ليصبح البطل أستاذاً في علم اللاهوت بدلاً من كونه في السيناريو الأصلي “قسيساً”.. وبالطبع فإن موافقة البابا لعبت دوراً في تقبل عدد كبير من الأقباط لشخصية “مرقص” كما أن السيناريو الذي كتبه “يوسف معاطي” قدم إطاراً هندسياً صارماً ليضمن الحياد الدرامي التام بين المسلمين والأقباط في كل المواقف وتلك “السيمترية” أى التماثل الشديد في المواقف خصمت الكثير من قيمة الفيلم أصبحنا بصدد معادلة حسابية وليس عملاً فنياً!!هذه المرة مع فيلم “الخروج” لا توجد هذه المعادلة برغم أن المخرج ربما بعد نصيحة من أحد العاملين بالفيلم قدم علاقة هامشية عاطفية موازية بين قبطي ومسلمة.. مأزق هذه الأفلام هو أن المتفرج لم يألف رؤية شخصيات قبطية تمارس أي قدر من الانحراف طوال تاريخ الدراما في مصر، ولهذا تنتقل الحساسية التي نراها في الشارع إلى دار العرض وبدلاً من أن يشاهد الجمهور شريطاً سينمائياً به عائلة مصرية بعيداً عن ديانتها سوف يراها عائلة قبطية، بل ويعتبرها البعض في هذه الحالة تحمل إدانة شخصية وليست درامية، نكتشف أن بين المثقفين الأقباط هناك عدداً منهم يرفض أن يرى شخصية قبطية منحرفة ورغم ذلك فإن الحل لا يمكن أن يصبح هو المنع الرقابي ولكن أن يألف الجمهور مشاهدة العمل الفني ولا يرى شخصيات تعبر عن أديان بقدر ما يراها تحمل هموم وأحلام وإحباطات عائلة مصرية!!يجب أن نعترف بأن ما نراه في الدراما من حساسية تتحمل وزره الحياة الفنية والثقافية المصرية لأنه كلما طال الابتعاد والغياب زادت الحساسية ولكن على صناع الأعمال الفنية أن يواصلوا الطريق ويمنحوا الشخصيات القبطية حضورها الدرامي..لدى ملاحظات متعددة على فيلم “الخروج” ولكني أدافع عن حق المخرج في أن يرى فيلمه النور ويعرض على الناس وأن تراجع الرقابة المصرية موقفها في مصادرة الفيلم الممنوع عرضه حتى في المهرجانات وهي سابقة خطيرة لم تحدث من قبل توحي مع الأسف بأن المصادرة سوف تصبح سيفاً باتراً في يد النظام!!
كبراء النصارى يوجهون رسالة
على الهواء إلى الشيخ محمد
حسان اسكت فلسنا أهل ذمة
 أكد مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى مصر امس على الهواء فى برنامج الاتجاهات امس على التلفزيون المصرى ان النصارى فى مصر ليسوا اهل ذمه ووجه كلامه للشيخ محمد حسان و قال:  لا تقل علينا مرة اخرى اننا اهل ذمة فاننا نرفض ان نكون اهل ذمه و نحن فى حماية الدولة لا حماية الاسلام فنحن لم و لن نكون الا مواطنين من الدرجه الاولى لا فرق بيننا و بين المسلمين و نحن كنا و مازلنا اهل مواطنه و لا نقبل ان نكون اهل ذمة.
و هنا جزء مما حدث امس على الهواء من الوفد
أكد مدحت قلادة أن طلبات الأقباط ليست مطالبات فئوية وإنما حقوق مواطنة كريمة  وشدد على أن الطائفية لاتنتهى إلا بدولة القانون المتمتعة بالعدالة الناجزة وقال "نحن لسنا أهل ذمة كما يدعى بعض المشايخ والذى يضمن حقوقنا هى الدولة المدنية القوية ".
النصرانى الحاقد اثناسيوس كمال قال  :
القول بأن المسيحيين أهل ذمة وأن المسلمون ملتزمون بالدفاع عنهم وحمايتهم هو منطق مرفوض من كل الوجوه جملة وتفصيلا فالمسيحيون أصحاب وطن والمسلمون مثلهم وليس لأحد ولاية علي الآخر أو فضل علي الآخر إلا إذا كان المسلمون يعتبرون أنفسهم أجانب غزاة ومحتلون وأنهم بهذه الصفة يضمنون للمسيحيين أصحاب الوطن السلام والأمان أو أنهم يعتبرون المسيحيون هم الأجانب عن هذا الوطن وأنهم أي المسلمون الأصحاب الحقيقيون للوطن ويضمنون بهذه الصفة سلامة هؤلاء الغرباء وكلا الأمران  مرفوضان فالمصريين مسيحيون ومسلمون أصحاب وطن من نفس العرق والجنس والجذور لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وبالتالي فهذا المبدأ يكرس المذلة والهوان والنظرة الدونية التي يتعامل بها المصريون المسلمون مع مواطنيهم المصريين المسيحيين وهو الأمر الذي يرفضه المسيحيون
فالمصرية أكبر بكثير جدا ولن نقبل بأي حال مثل هذه الوصاية وأكرر لسنا أهل ذمة .
النصرانى عماد خليل قال:
يجب على كل مواطن يعيش على ارض هذا الوطن يعترف ان المسيحيين هم مواطنون من الدرجة الاولى وليس كما يحلوا للبعض ان يطلق عليهم اهل ذمة فنحن فى مصر لسنا اهل ذمة ولن ولم نكون من اهل الذمة رغم انف من يعارض هذا الراى وعلى النصارى ان يتنبهوا الى حالهم وان يحسنوا من مستقبلهم وان يندمجوا فى وطنهم حتى يعلوا صوتهم اعلى واعلى حتى نستحق ان نكون مواطنين وليس ذميين .
نصرانى اخر يقول  :
فى كل مشكلة يخرج علينا المسلم بنفس الاسطوانة المحفوظة ظهرا عن قلب : انتم اهل ذمة و عهد و امان و لقد اوصانا الرسول ان نحافظ عليكم فلا تقلقوا على انفسكم و اطفالكم فأنتم فى رعايتنا و نحن مأمورون بحمايتكم .....طبعا هذا الكلام انما يوحى اننا فئة من الضيوف و المستأمنين نحصل على الحماية و الرعاية كمنة و هبة من المسلمين !لا يا افاضل انتبهوا نحن لسنا ضيوفا نحن لسنا فى ذمة احد نحن لسنا تحت وصاية احد نحن ملاك فى هذه الارض نحن مواطنون متساويين امام القانون و لنا نفس الحقوق و الواجبات حمايتنا حق يكفله لنا القانون و الدستور و ليس احسانا منكم كفوا عن الأنفة و التعالى و التكبر كفوا عن خلط بين السياسة و الدين و الا  فسنظل فى قاع العالم و فى هذا الجهل المتقع فثقافة البدو و البعير و الاماء انتهت منذ 1400 سنة و انتم اصابكم الجمود و تأبون التقدم .





















ليست هناك تعليقات: