السبت، 30 مارس 2013

صِفَةُ الطائِفَةِ المنصُورةِ التي يجبُ أنْ تُكثِّرَ سوادَها

                                                            إهـداء

 *  إلى كلِّ مَن خانته معلوماتُه .. فضلّ سواءَ السبيل .. وهو يحسب أنه على
      شيءٍ .. أو ممن يُحسنون صُنعاً!
*  إلى الذين شتتت ولاءاتهم وانتماءاتهم أحزابٌ وفِرَق ورايات ..  ما أنزل الله
     بها من سلطان ..!
*  إلى الذين يُكثِّرون سوادَ الباطل في شيء ..!
*  إلى الذين يسألون عن البديل .. وعن صفات الطائفة التي ينبغي تكثير
     سوادها .. والالتحاق بصفوفها ..!
*  إلى الذين يُزكّون أنفسهم على الله .. ويتشبَّعون بما ليس فيهم ولا عندهم ..
     فيزعمون ـ زوراً ـ أنهم هم الطائفة المنصورة، أو منها..!
*  إلى الأخفياء، الأنقياء، الأتقياء من أفراد الطائفة الناجية المنصورة ..
    الظاهرين على الحق .. أينما كانوا ..!
إلى هؤلاء جميعاً أهدي هذا الموضوع .. راجياً من الله تعالى أن يُحقق منه النفع للجميع .. وأن يكون لمن ضل طريق الحق .. سبب هداية ورشاد .. إنه تعالى سميع قريب.
     إن الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللهُ فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(آل عمران:102)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء:1.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (الأحزاب:70-71.
أمّا بعد: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم  وشرَّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
اللهم ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالِمَ الغيب والشهادة أنت تحكمُ بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختُلف فيه من الحقِّ بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم .  
وبعد: فقد كثرت ـ على الساحة الإسلامية ـ التجمعات والأحزاب والتكتلات التي كل منها تدعي ـ لنفسها دون غيرها ـ أنها على الحق الذي لا ريب فيه، وأن النصر والخلاص سيتحصل على يديها .. لا على يد أحدٍ غيرها .. وهي في الحقيقة ليست من الحق بشيء، ولا هي على نهج النبوة والسلف والصالح تسير..!!
فعكس ذلك الواقع نتائج سلبية على حياة الناس وعلى وتصوراتهم، ومواقفهم؛ فاضطربت عندهم الموازين، وتشتت ولاءاتهم وانتماءاتهم في أحزاب ـ مختلفة متناحرة ـ ما أنزل الله بها من سلطان، مما أدى إلى تعميق الخلاف والتنازع والفرقة بين الأخوة المتحابين في الله؛ فأوغرت في نفوسهم الحقد والبغضاء والحسد، حتى لا تكاد تجد اثنين إلا وللواحد منهما في نفسه شيء على الآخر .. بفعل تلك الأهواء والأحزاب والتكتلات .. وما تفرضه على الأتباع من ولاءات باطلة ومتناقضة !!
وكذلك فإن تعددية الأحزاب والجماعات المختلفة المشارب والمصادر، قد أوجدت عند الكثير من الناس الشك والريب تجاه جميع التجمعات المعاصرة ـ الصالحة منها والباطلة ـ مما أدى ذلك بهم  إلى أن يؤثروا الاعتزال والانزواء ـ من دون أن يفرقوا بين من يستحق الولاء والقدر الذي يستحقه من الولاء، وبين من يستحق البراء ـ مشككين بجدية وإخلاص جميع الجماعات القائمة على الساحة الإسلامية .. والجميع عندهم متهم ..!
ومن خلال موضوع ( صفة الطائفة المنصورة التي يجب أن تكثر سوادها )، نلقي  الضوء على صفة الطائفة الناجية المنصورة ـ كما جاءت صفاتها في الكتاب والسنة ـ التي يجب على كل مسلم أن يكون منها، وأن يكثر سوادها ويخلص في الذود عنها .. فيكون له ـ إن شاء الله ـ بمثابة المشعل الذي ينير ظلمة الطريق، والميزان الذي به يعرف موقع الأحزاب من الحق، ومدى قربها منه أو بعدها عنه .. ومعرفة الذي ينفع منها من الذي يضر ولا ينفع.
وهو أيضاً يعين المسلم على معرفة الحق وأهله، فيسرع إلى نصرتهم وتكثير سوادهم، والانضمام إلى صفوفهم .. كما ويعينه على معرفة الباطل وأهله، فيجافيهم ويعاديهم، وينفر منهم بحسب قربهم أو بعدهم عن صفات الطائفة الناجية المنصورة . 
وهذا الموضوع  نذير لكل مسلم يكون ظهيراً للباطل وأهله .. يكثر سوادهم ولو بظلٍ أو فعل أو قول .. على المسلمين .. فيكون شريكاً لهم في الإثم والعدوان وهو يدري أو لا يدري ..!
كما في الحديث الذي يرويه ابن مسعود مرفوعاً:( من كثر سواد قومٍ فهو منهم، ومن رضي عمل قومٍ كان شريك من عمل به ) [ أخرجه أبو يعلى، فتح الباري: 13/ 37 ].
وقال صلى الله عليه وسلم :( لا يحب رجل قوماً إلا جعله الله معهم) [ رواه أحمد، والنسائي، والحاكم، صحيح الجامع الصغير: 3021 ]. في الدنيا والآخرة.
وقال صلى الله عليه وسلم :( حليف القوم منهم ) [ رواه  الطبراني ، صحيح الجامع الصغير:"3156 ]. مصداق ذلك في كتاب الله عز وجل  قوله تعالى:( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (المائدة:51) أي هو مثلهم في الكفر، وشريك لهم في الإثم والوزر[ فإن كانوا كفاراً فهو بموالاته ونصرته لهم يكون كافراً مثلهم، وإن كانوا فساقاً غيركفار، فهو يكون فاسقاً مثلهم .. فحكمه حكمهم ].
وحتى تكون هذه الرسالة حجة في موضوعها، اجتهدت في أن أثبت صفات الطائفة الناجية المنصورة كما وردت صفاتها في الكتاب والسنة، ودلت عليها نصوص الشريعة، متتبعاً آثار وفهم السلف الصالح .. سائلاً الله تعالى التوفيق والقبول .. وأن يلهمني الحق والصواب ويجنبني الهوى والزلل، ما ظهر منها وما بطن .. وأن يجعلنا ـ بمنه وكرمه ورحمته ـ من أهل الطائفة الناجية المنصورة في الدنيا والآخرة، إنه تعالى سميع قريب.
 منقول عن الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة

ليست هناك تعليقات: