الخميس، 22 مايو 2014

لماذا نكتب عن الإخوان ومنهج الإخوان؟

مجدى سعد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله - تعالى - وخير الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

لماذا نكتب عن الإخوان وعن منهج الإخوان؟ نكتب عن الإخوان ﴿ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾
وإنها واللهِ لتبعة ثقيلة عظيمة تلك الملقاة على الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم -  ومن بعدهم على المُتبعين لمنهج الرسل، تجاه كل البشر.
إن مصير البشر جميعاً سواءٌ في الدنيا أو في دار الخلود، منوط بالكلية بالرسل وبأتباع الرسل فعلى أساس تبليغ رسالة الله للبشرية، تقوم سعادة البشر أو شقاؤهم ، ويترتب على ذلك نعيمهم أو عذابهم في الدنيا والآخرة.
إنه أمر جد خطير عظيم وقد كان الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم-  يدركون تمام الادراك لجسامة هذا التكليف وكان الله سبحانه كثيراً ما يذكرهم ويبين لهم ولأتباعهم حقيقة العبء المنوط بهم وكيف يتهيؤون للقيام به على وجهه الأمثل الأكمل.
﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً ، نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ﴾{المزمل 5:1}
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ، فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ، وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ﴾[الإنسان: 23 - 26]
﴿قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ، إِلاَّ بَلاَغًا مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ﴾ [الجن 22-23]
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ، إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ، لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن: 26 -28]..
إن الأمر جد خطير وعظيم، إنه أمر يهم كل البشرية التي إما أن تصل إليها الرسالة فتؤمن بها  وتتخذ مع الرسول سبيلاً فيسعدها اللهُ في الدنيا وفى الآخرة، وإما أن يضل الناس عن هذه الرسالة وهنا ستكون تبعة شقاء البشرية في الدنيا وضلالها وعذابها في الآخرة معلقة بعنق من كلفه الله تبليغ الرسالة فلم يبلغ أو بلغ رسالة مُحرفة أو مُشوهة أو رأى رسالة مُحرفة ولم ينبه الناس عنها.
فأما الرسل جميعاً –صلوات الله تعالى وسلامه عليهم - فقد أدوا الأمانة وبلغوا الرسالة، ونصحوا للبشرية وأفضوا إلى ربهم عز وجل خالصين من هذا الحمل الثقيل بعد أن بلغوا رسالات ربهم باللسان، وبالأسوة والقدوة الحسنة فعبدوا الله حق عبادته، ووصلوا الليل بالنهار جهاداً بالسيف واللسان لكى يزيلوا كل ما يعيق وصول دعوة الله إلى البشرية وكان خاتمهم وسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم الذى جاهد وقاتل ﴿ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾
وبقي ذلك الحمل والواجب الثقيل على كل من جاء ويجيئ بعده صلى الله عليه وسلم من المؤمنين برسالته المهتدين بهديه المُستنين بسنته فقد تعاقبت بعده أجيال بعد أجيال يسلم كل جيل الرسالة لمن بعده  فصلاح الأرض وسكانها ونجاتهم من سخط الله في الدنيا وعذابه في الآخرة منوط بتبليغ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من جيل إلى جيل هذا البلاغ الذى يكون بالبيان وكذلك بإزالة العوائق ﴿ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾
ومن أهم تلك العوائق التي تشكل فتنة للناس عن دين الله المناهج الضالة التي ترفع شعارات الإسلام وهي منحرفة عن منهج محمد صلى الله عليه وسلم كجماعة الإخوان المسلمين فلا مفر إذاً من حمل أمانة بيان انحراف مناهج الفرق الضالة والمبتدعة لتقوم حجة الله على العباد، وإلا فسنتحمل تبعة ثقيلة، تبعة ضلال البشرية كلها، ومن ذا الذي يستهين بهذه التبعة؟ خاصة ونحن شهداء الله على الناس.
فلا نكتب حول منهج ودعوة حسن البنا وجماعة الإخوان إلا تقرباً لله تعالى وغيرة على دين محمد صلى الله عليه و سلم من هذه الدعوة الضالة ، ورعايةً للشريعة وعلماً منى ومن كل عاقل أن الخطأ يجوز على كل أحد  ... ولأن يُنسب الخطأ إلى شخص معين أو إلى جماعة خير من أن يُنسب الخطأ إلى الشريعة فيتبع الناس ما يظنونه من شريعة محمد ظانين أنهم ماضون فى طريق جنة الخُلد فإذا هم قد ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً. 
فإنما هى الشريعة أو الناس ... وإن كل عاقل بفضل الله سيختار الشرع فإنه باق، أما أفرادُ الأمة وجماعاتهم فإن الله عز وجل يغفر لهم خطأهم إذا اجتهدوا وأفرغوا الوسع وقد يكون لأحدهم من الحسنات الماحيات ما يستدرك به الخطأ ... أما الشريعة فهى دين الإسلام وهي شرع النبى صلى الله عليه وسلم يتناقله الناس عبر السنين والقرون فلو سكت الناس جميعا عن بيان الخطأ وتوضيح الصواب فسيحملون أوزار من تبعهم من بعدهم من المسلمين الذين يظنون أنهم يتبعون منهج وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وفى الحقيقة هم يتبعون منهجاً بعيداً كل البُعد عن منهج المعصوم صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات: