السبت، 30 مارس 2013

الصفة الثانية من صفات الطائفة المنصورة

                                    الجهاد فى سبيل الله

وهي الصفة الثانية من صفات الطائفة الظاهرة المنصورة وهي صفة تكاد تُعرف بهم ويعرفون بها ملازمة لهم ملازمة الظل للظليل لا تنفك عنهم في أي حال من الأحوال وإذا ما حيل بينهم ـ لظرف طارئ ـ وبين الجهاد في سبيل الله ترى همهم وشغلهم الشاغل العمل من أجل إزالة هذا الحائل والمانع ليستأنفوا القتال والجهاد في سبيل الله من جديد.
تراهم يتتبعون الثغور والجبهات .. فإن أغلق ثغر .. فتحوا ثغراً آخر لإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله.
تظهر هذه الصفة فيهم ظهوراً جلياً واضحاً ـ يخرس ألسنة كل جبان خوار ـ في قوله صلى الله عليه وسلم واصفاً حالهم:( لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم  من خذلهم حتى تقوم الساعة ). وفي قوله صلى الله عليه وسلم:( لن يبرح هذا الدين قائماً يُقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ). وفي قوله صلى الله عليه وسلم:( ولا يزال من أمتي أمة يُقاتلون على الحق ). وفي قوله صلى الله عليه وسلم:( لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ). وغيرها من الأحاديث العديدة التي تقدم ذكرها.
وكذلك في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ( المائدة:54 فهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله  لومة لائم وهذا عين ما وصفت به الطائفة المنصورة في الأحاديث الآنفة الذكر .
وقال تعالى:) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران:146 .
فالربيون هنا هم الطائفة المنصورة الذين لا يعرفون الوهن والاستكانة وهم صفوة الأمة من العلماء العاملين المجاهدين .
قال البغوي:( فما وهنوا) أي جبنوا  ( لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا) عن الجهاد بما نالهم من ألم الجراح وقتل الأصحاب( وما استكانوا) قال مقاتل: وما استسلموا وما خضعوا لعدوهم وقال السدي: وما ذلّوا وقال عطاء: وما تضرعوا [أي ما تضرعوا بالشكوى إلى المخلوق سوء حالهم ولا استعطفوا الناس لنصرتهم .. ومنه نعلم أن هؤلاء الذين يستجدون الحقوق بالشكاوى ـ التي ملت منها الآذان ـ على عتبات الأمم الظالمة .. والطواغيت الظالمين .. أنهم من أبعد الناس عن صفات وأخلاق الطائفة المنصورة!] وقال أبو العالية: وما جبنوا ولكن صبروا على أمر ربهم وطاعة نبيهم وجهاد عدوهم  والله يحب الصابرين) [التفسير: 1/ 360].
وكذلك قوله تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران:104.
فالأمة هنا هم طليعة الأمة الكبرى وصفوتها ..هم الطائفة المنصورة الذين يتصدرون للمهام العظام فيقومون بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكونهم ينهون عن المنكر يعني ذلك أنهم من أهل الشوكة والقوة ولديهم من السلطة والمنعة ـ وإن لم تكن رسمية معترف بها من قبل الظالمين ـ ما يمكنهم من تغيير المنكر لأن من لوازم تغيير المنكر استيفاء القوة التي تردع أهل المنكر عن منكرهم بخلاف الأمر بالمعروف أو الدعوة إلى الخير فإنها أحياناً لا تستلزم القوة المادية.
وفي هذا يقول سيد قطب رحمه الله: لا بد من سلطة في الأرض تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. والذي يقرر أنه لا بد من سلطة هو مدلول النص القرآني ذاته فهناك( دعوة ) إلى الخير ولكن هناك كذلك ( أمر) بالمعروف وهناك ( نهي ) عن المنكر وإذا أمكن أن يقوم بالدعوة غير ذي سلطان فإن الأمر والنهي لا يقوم بهما إلا ذو سلطان[الظلال: 1/ 444]ا- هـ. والسلطة والقوة ـ كما تقدم ـ هي من أخص خصائص الطائفة المنصورة. 
 منقول عن الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة

ليست هناك تعليقات: