السبت، 30 مارس 2013

الصفة الثالثة من صفات الطائفة المنصورة

                         يوالون ويعادون في الله

من أبرز خصال وصفات الطائفة المنصورة أنهم يوالون ويحبون في الله .. ويعادون ويكرهون في الله .. فهم أذلة على المؤمنين رحماء فيما بينهم أعزة على الكافرين أشداء عليهم .. لا يعرفون ولاء إلا ولاء العقيدة الذي يُعقد في الله تعالى كما قال تعالى:( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) الفتح:29.
وقال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة:54.
وهذه آية تكاد تجمع أخص صفات الطائفة المنصورة التي منها  صفة الإتباع ويظهر ذلك في قوله: (يحبهم ويحبونه) وهذه ميزة لا ينالها إلا من تحققت فيه صفة كمال الإتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ) آل عمران:31. فكلما كمل إتباع العبد كلما كمل حبه  لله تعالى وحب الله له .. فكمال إتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم دليل على كمال حبهم لله تعالى .. فكل منهما لازم وملزوم للآخر وعلامة دالة عليه.
ومنها: صفة الجهاد في سبيل الله وأنهم لا يخافون في الحق لومة لائم ويظهر ذلك في قوله:(  يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) المائدة:54.
ومنها: صفة الولاء والبراء اللذان يعقدان على أساس الانتماء الإيماني العقدي ويظهر ذلك في قوله تعالى:(  أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين )المائدة:54.
وكما قال تعالى عنهم في آية أخرى:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) التوبة: 71.
وقال تعالى: ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران:28
وجعل سبحانه وتعالى موالاتهم من دون المؤمنين قرينة دالة على النفاق والكفر والكذب وإن زعموا بلسانهم خلاف ذلك، كما قال تعالى:( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء) المائدة:81.
وقال تعالى:(  وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) المائدة:51.
وقال تعالى:( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) الكهف:102  فهذا مستحيل أن يحصل ولو حصل شيء منه لخرجوا عن صفة العبودية لله تعالى إلى عبودية الشيطان والطاغوت كما قال تعالى:( إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) الأعراف:27.
وقال تعالى:( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) البقرة:257.
والموالاة والمعاداة في الله من أوثق عرى الإيمان وهي صفة لا تتحقق إلا عند كاملي الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم:( أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل )[رواه أحمد والحاكم والطبراني، صحيح الجامع: 2539].
وقال تعالى:( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان )
[أخرجه أبو داود وغيره، السلسلة الصحيحة:380].
والذي نريد إثباته هنا أن الطائفة المنصورة ـ صفوة الأمة جهاداً وعملاً  ـ يعقد ولاؤهم وبراؤهم على أساس الانتماء العقدي الديني وليس شيئاً آخر غير ذلك فهم يحبون ما يحبه الله ويرضاه ويبغضون ما يبغضه الله ويسخطه ومن دون أن يلتفتون إلى أي اعتبار أو رابط أرضي آخر، فالمرء عندهم بقدر طاعته لله ولرسوله وبقدر قربه من الحق بقدر ما يعطى من الود والموالاة والنصرة وبقدر عصيانه وبعده عن طاعة الله ورسوله بقدر ما يعطى من الجفاء والمعاداة .. بغض النظر عن لونه ولغته وموطنه .. ولا يستحق مطلق المعاداة والمجافاة إلا من كان كافراً محاداً لله ولرسوله .. وعبداً للشيطان والطواغيت.
فميزان التفاضل في نظر الإسلام .. هو ميزان التقوى والعمل الصالح .. بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  الحجرات:13.
فهذا هو الميزان الذي على أساسه يتم التفاضل والتمايز .. ويُعطى  الولاء أو البراء .. وهو ما تلتزم به الطائفة المنصورة في تعاملها مع الآخرين أما أولئك الذين يعقدون الولاء والبراء على أساس روابط ووشائج أخرى غير وشيجة العقيدة والإيمان .. فهم على خطر كبير .. ومن أبعد ما يكونون عن أخلاق وصفات الطائفة الظاهرة المنصورة .. مهما تشبعوا بلسانهم على أنهم منهم.  
 منقول عن الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة

ليست هناك تعليقات: