الأربعاء، 9 يوليو 2014

الإخوان والإفلاس السياسى ـ خرافة التوافق ومشاركة لا مغالبة

لقد هرمت قيادات حزب الإخوان المسلمين وشاخت .. وشابت .. وبلغت من العمر عتيّاً .. لكنهم في كل يوم يثبتون للناس وبجدارة واقتدار أنهم لا يزالون يعيشون مرحلة المراهقة والدروشة السياسية المتخلفة .. وفي أغبى صورها ومعانيها .. ولا غرابة إذ من يفقد صفاء المنهج والاعتقاد والتصور .. يفقد الوعي والنضج السياسيين .. ولو عاش قروناً .. ومهما مرت به من أحوال وعركته المواقف والأحداث فهو قليل الاستفادة والاعتبار منها !

  ولكى لا يظن ظانٌ أننا نُلقى الكلام على عواهنه كرهاً للقوم فقد ضربنا فى المقالات الأربع السابقة من هذه السلسلة بعض الأمثلة على هذا الإفلاس والغباء والدروشة السياسية من تاريخ وسيرة الإخوان فى سوريا والعراق ومصر إبان عهد الهالك جمال عبد الناصر ثم أثناء ثورة 25 يناير .. وإن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً وهى أكبر وأكثر من أن تُحصى وكلها توضح وبجلاء أن الإخوان لا يتغيرون ولا يتعلمون ونتحدث هنا عن خرافة التوافق ومشاركة لا مغالبة التى ابتدعها الإخوان وكانوا هم أكبر دعاتها.


















نبدأ حديثنا عن خرافة التوافق ومشاركة لا مغالبة والتى تدل على غباء سياسى فج بأن أهدى إليكم مقالة لشاب صغير السن { خالد حربى } ولكنى أراه كبير العقل والخبرة لديه وضوح رؤية مدهش فقارنوا فكر هذا الشاب بفكر شيوخ الاخوان وقياداتهم :
الدعوة لانتخاب رئيس توافقي دعوة متهافتة  فاسدة ورغم أن أصحابها ألبسوها ثياب المصلحة والواقعية إلا أن أسرع ضربة لها جاءت من الواقع.
ففي تونس التي تكرم الإسلاميون فيها على العلمانيين بالرئاسة عملاً بمبدأ التوافق – قوبل هذا الكرم الزائد أو الساذج بمنتهي التحجر والتعسف حيث لم يتحمل الرئيس زيارة داعية إسلامي ذو شعبية للبلاد وراح يسب ويتوعد.
تونس - التوافقية - اشتعلت ناراً حاميةً بسبب كلمة للشيخ وجدي عن شرعية ختان الإناث – وحزب النهضة الذي اتسع صدره للتنازل عن رئاسة الجمهورية لواحد من اكبر المستهزئين بالله ورسوله – لم يتسع هكذا  لزيارة داعية مضطهد طريد لأجل كلمة الحق التي يأبى إلا أن يصدع بها .
كلمة توافقي التي يطرحها البعض هنا هي كلمة مضللة لا معني لها سوى حراسة مسلحة لعلمانية الدولة وإبقاء الإسلام غريبا في بلاده حبيساً فى المسجد إلى حين ثم حبيساً في الصدور إلى الأبد .
رئيس توافقي يعني محمد على باشا وعبد الناصر وحافظ الأسد مرة أخرى وهو ما يعني أيضا مذبحة القلعة والسجن الحربي  ومأساة حماة .
رئيس توافقي يعني إفساح المجال وإعطاء الوقت وتوفير الفرصة لمذبحة جديدة تستأصل الإسلاميين وأفكارهم من الشارع لتزرعهم في السجون والمعتقلات مرة أخرى .
الدعوة لرئيس توافقي ليس دعوة جانبها الصواب في قراءة الواقع والتاريخ وحسب
ولكنها دعوة خائنة غادرة تمسك برقبة الأمة لتضعها تحت حذاء عدوها السفاح الممسك بسكينه القاسي .. انتهى.

فتأمل معى هذا الكلام من هذا الشاب الذى أظنه لم يبارح عامه الثلاثين إلا قليلاً . أقرأ هذا الكلام فى ضوء ما فعله السيسى فى المسلمين وفى مساجد المسلمين ونساء المسلمين من استباحة الدماء والأعراض والدماء والقتل بالجملة لمجرد الهوية ، وقارن بين عقل وعمق فهم هذا الشباب وبين شيوخ قيادات الإخوان بسطحيتهم وسذاجتهم بل وغبائهم الشديد، فلم يكن طغاة مصر يوم 11 فبراير 2011 يحتاجون لأكثر من الوقت ليستعيدوا سيطرتهم على رقاب العباد فى مصر ولم يكن فى مقدور أحد يومها أن يقوم بهذه المهمة القذرة سوى جماعة الإخوان التى أخلت الميادين للقوات المسلحة كى تقوم بكل ما تملك من أجهزة مخابرات وأمن وبلطجية للقضاء على أى فعاليات شعبية بعد أن يحرمها الإخوان من الزخم والدعم الشعبى الواسع فتخرج هذه الفعاليات فى أعداد قليلة يسهل على قوات الجيش والشرطة والبلطجية القضاء عليهم وسحلهم كما فى أحداث البالون ومجلس الوزراء ومحمد محمود ووزارة الدفاع ، وغيرها ، ثم جاء دور الإخوان كما جاء دور الشيخ عبد القادر عودة من قبل ، ليعود الإخوان من جديد للإعتقالات والإقصاء والتشويه وهو الدور الذى يجيدونه بامتياز ولكنهم يجرون معهم كل من يحمل سمتاً أو هيئة إسلامية شرعية فحسبنا الله ونعم الوكيل.
 

ألم أقل لكم أن الإخوان المسلمين .. رغم شيخوختهم .. ورغم كل ما مر بهم من أهوال .. ورغم اهتراء عظامهم في السجون .. لا يزالون يعيشون فى طور المراهقة والدروشة السياسية .. وأنهم لا يمكن أن يرقوا بأنفسهم أبداً إلى مستوى طموحات وهموم الأمة والشعوب .. وأنهم لا يتعلمون أبداً مما يمرون به من محن وابتلاءات .. وأنهم قد أدمنوا تقبيل الأيدي التي تجلدهم وتسجنهم .. والطواغيت قد علموا عنهم ذلك .. لذلك فليس للإخوان عندهم سوى الجلد والسجن والمطاردة وهتك الأعراض ومصادرة الأموال .. ولا يلوموا إلا أنفسهم .. وإن كان حزني يشتد .. فهو يشتد على شبابٍ لا يزال يرى في هذه الجماعة العجوز العقيم ملاذاً آمناً لطموحاته وآماله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ليست هناك تعليقات: